انه شيخ الأحرار والإنسانية: بقلم حب الدين حسين (حبو ارسطو)

انه شيخ الأحرار والإنسانية: بقلم حب الدين حسين (حبو ارسطو)


06-10-2018, 01:18 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1528589934&rn=1


Post: #1
Title: انه شيخ الأحرار والإنسانية: بقلم حب الدين حسين (حبو ارسطو)
Author: حب الدين حسين (حبو ارسطو)
Date: 06-10-2018, 01:18 AM
Parent: #0

01:18 AM June, 09 2018

سودانيز اون لاين
حب الدين حسين (حبو ارسطو)-
مكتبتى
رابط مختصر





فقدت نظام موتمر الوطني كل مكامن الإنسانية وتجردت من كل القيم ، فانهم اصبحوا يمارسون كل ما هو ابغض وكريه وغير اخلاقي ، في سابقة ليست بغريبة ولكنها مدهشة يقبع الشيخ مطر يونس داخل معتقلات النظام لاكثر من شهرين ونيف حيث تم اعتقاله بمنزله بزالنجي بحي حصحيصا ٣ابريل ٢٠١٨ من قبل جهاز الامن وتم ترحيله الي سجن كوبر وما زال يقبع هناك ويتلقي صنوفآ من التعذيب والتنكيل ، مع العلم ان شيخ مطر من ذوي العاقة الذي تمنعه قوانين الدولية من اعتقالهم وتعذيبهم .
شيخ مطر يونس على رغم ظرفه الخاص الا انه من اشهر المدفعيين لحقوق الإنسان وجاهرين بكلمة حق ودفاع عن دارفور وانسانه ومناشدآ للسلام حقيقي محتلآ مكانة سامية في كل بيوتات دارفور بنخوة ضميره ونقاء سريرته .
وقبل سبعة سنوات أبان كنت طالبآ بجامعة زالنجي التقيت شيخ مطر يونس رجل دين وعالم وفقيه ومناضلآ توضعت قامتنا عنده وهو يعلمنا ان ابغض المرء هو من يخرس من قول الحق وان ابشع الظلم هي ظلم الإنسان لأخيه الإنسان .
وهو امام لجامعة حصحيصا ومدرس لتعليم القران والفقه بالمسجد العتيق يهبوا إليه الناس لنيل من بئر علمه ونقاء معرفته دون شوائب ارتزاق ولا يجف مداده من سيل العلمي على رغم انه فاقد البصر منذو طفولته وقد منعه النظام من امامته بمسجد حصحيصا ودورسه بالمسجد العتيق لموقفه من الظلم وهو لا يخشي في قول الحق لومة لائم وكشفه المتلاحق لتجار الدين ويقول ان اسلام الذي نصر الهرة في عطشها لا يمكن ان تخرس في موت الالف في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق ؟
كانت القوى السياسية الشريفة بالجامعة زالنجي ابتدعوا ثابت اسبوعي لقوى التغير بالجامعة يتم من خلالها تدوال ازمة البلد وضرورة الوحدة لاسقاط النظام واثناء قدومنا للجامعة التقينا شيخ مطر في ساحة الشعبية شرقي الجامعة وهو في طريقه الي منزله بحصحيصا وعرضتنا عليه فكرة ان يكون حاضر معنا المخاطبة فقد استجاب الدعوة وكان ذلك في اوخر عام ٢٠٠٩ تحايلنا على حرس الجامعي بحجة الصلاة ودخل شيخ مطر الجامعة وقدمنا للنشاط واتيحت له فرصة الكلمة واثقب تلكم اللحظة وهو بعصاه وعمامته البيضاء وبجلبابه الناصح المتواضع وبصوته وضميره توسد نشاط ونحن بقربه كأننا تلاميذ يريدون سرقة كل كلمة تلفظه ، ابتدأ محللآ بالازمة ويشخص ويبرئ الدين ويحكي مثل الاوليين ويقارن بالتجار الدين في عصبة الإنقاذية وكان يركز بالشدة في ( المنافقين وتجار الدين ) وتفاجئنا وهو يسرد وقائع الاقتصاد وعن سعر برميل البترول في سوق العالمي ب٧٥دولار وقال بينما النظام يبيع البترول للصين ٣٥ دولار وقال يا ريت حتى ٣٥ ينفق في التعليم والصحة بل العكس يشترى بها قنابل والدانات ليتم قصف اهلي في جبل مرة وامبرو وهبيلا ! قاله بالنبرة حزن وبصوت خافت يحكي الماساة وتدمعت عيناه وتراخت اجسامنا ودخلنا نوبة بكاء بطرائق مختلفة كانت محصلتها هي الادانة وحجم مرارة الماساة .
لن ينتهي وقائع ومشاهدنا مع شيخ مطر حيث ينتابني الذاكرة لاحداث جامعة زالنجي المشهورة باحداث باسولي الذي حدثت في ديسمبر عام ٢٠١٠ وهو زيارة مبعوث المشترك للاتحاد الافريقي والامم المتحدة أنذاك جبريل باسولي ووزير الدولة بالقطر احمد لتسويق اتفاقية الدوحة للسلام حيث حدثت إشتبكات بين طلاب الرافضين للتجارة بقضية دارفور وبين اجهزة الأمن ومليشات الطلاب الاسلاميين الوطنيين راحت ضحيته الرفيق عبدالله محمدين يوسف وجرح اكثر من اربعيين طالب وطالبة واعتقال العشرات من الطلاب ولن يسلم من عنف الأجهزة الشيخ مطر حيث تم اصابته اصابات بالغة وقيد واعتقل واطلقوا سراحه في ساعة متاخرة من الليل ورموه في قارعة الطريق وقمنا بإسعافه بالمستشفى التعليمي ، وفي صبيحة اليوم كانت اجواء مشحونة ونحن على اعتاب تواري جثمان الشهيد وصوت هتاف الشعبي امتئلت الشوراع والنظام بدا يرتجف وارسل مدير شرطة برقية ضرورة انسحاب كل قواته من ناحية الجنوبية لزالنجي وهي مكان الذي تنشط فيه حراك الابطال احياء كنجومي واستاد وما جاورهما.
تسارعنا وانا ورفيقي بدر فرتل (نيفاشا )وكمرد عزالدين وباقان ومعية اخرين من الرفاق للمكان الذي يرقد فيه شيخ مطر في المشفي في جناح الجنوبي اي عنبر رجال ووجدناه طريح الفراش يكابد عناء التعذيب ورغم ذلك عرضنا عليه ان يكون هو امام ليصلي بشهيد عبدالله محمدين يوسف بمقابر كنجومية لان لا احد يستحق بصلاة بالشهيد الضمير اكثر من شيخ مطر فانه يشبه في الكثير ووافق دعوتنا وترجل بالنهوض ولكن كانت حالته متاثرة بالشدة اشفقنا عليه ودخلنا في نوبة بكاء وهو يقول لنا لا تبكوا فان هؤلاء زالون وان الحق منتصر وعبدالله حي عند ربه يرزق صمتنا حينآ ونلعن ما الت عليه اوضاعنا ومن ماساة وطن يعذب امثال شيخ مطر دون رافة وبلا رمش جفن يا لها من حسرة الضمير! تركناه وهو يعبق موقف الارادة ويدعو ويرتل لنا ايات واحاديث النصر الموزر للمظلومين .
شيخ مطر هو من قلة القليلة التي لا تندس دينهم بالنفاق وانتماءه البيسط والمركب بشرخ الاجتماعي فهو اكثر ايمانآ بالسودان الجديد كما كان يردده دومآ ويقول لقد اقتربت سودان الجديد ؛ فان امثال العارف بالله شيخ مطر هم من يملكون سر انتصارنا لسودانوية وعلى رغم من تسخير دولة اسرته وانتماءه البسيط وتمليشهم كان ينصحهم دومآ بخطأ المسلك ويقدم الحجج والبراهين فلن يكن انتماءه العربي وتملش قبيلته عائقآ امام قول الحق وانصاف لضميره وقد انتصر لانتماءه الحقيقي وهو السودان والإنسانية وهذا ما كان يخيفهم وما يزعجهم ظنن منهم انه يكشف مخططاتهم وكان يضرب مثال ظلم اهل الانقاذ بشقيقه عبدالكريم مطر عضو مجلس تشريعي ابان انتخابات عام ٢٠١٠ وكان دائمآ يبدا به كمثال ظالم يجب معاقبته متهمآ اياه بترك مهنة التعليم وشغل بالسياسة وتغاضي مرتب تعليم دون تدريس وفساد السياسي وتشجيع التملش ! وهكذا عرفناه وتعارفت عليه عفيفآ ونبيلآ وصبورآ وعالمآ وحكيمآ احبته كل اهل زالنجي عدا القتلة ؛ وكل اهل دارفور والسودان عبر راديو دبنقا وعافية دارفور بصوته الداعم لإيقاف الحرب ووقف تدمير دارفور والسودان وضرورة ازالة موتمر الوطني من جذوره مناشدآ لأهله بعدم التجند للتجار الحرب وحروب الارتزاق .
في هذه الساعة وهو يقبع في سجونهم سيئة السمعة في ظاهرة تفضح انعدم علائقي لضمير النظام اتمنى من اصوات الحق ومنظمات الانسانية والحقوقية ان ترفع راية مناشدة اطلاق سراحه او تقديم للمحاكمة عادلة لانه يعاني من ظروف صحية حرجة اضافة الي حالته الخاصة الذي تطلب الرعاية والعناية ورفقآ به.

حرية حقه الإنساني وحق شعبنا اجمع حرية لشيخ مطر وحرية للقلب دارفور النابض.