من لم تسقطه الثورات ــ قد تسقطه الانهيارات الاقتصادية بقلم أ.علم الهدى أحمد عثمان

من لم تسقطه الثورات ــ قد تسقطه الانهيارات الاقتصادية بقلم أ.علم الهدى أحمد عثمان


06-06-2018, 06:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1528305532&rn=0


Post: #1
Title: من لم تسقطه الثورات ــ قد تسقطه الانهيارات الاقتصادية بقلم أ.علم الهدى أحمد عثمان
Author: علم الهدى أحمد عثمان
Date: 06-06-2018, 06:18 PM

06:18 PM June, 06 2018

سودانيز اون لاين
علم الهدى أحمد عثمان-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


في ظل الربيع الهادف إلى التغيير والذى انتظم كثير من السوح إقليميا ودوليا سواء أكان ناعما عبر التداول السلمى للسلطة في بعض المواضع ؛ إلا أنه في مواضع أخرى أخذ الربيع طابعا أكثر من كونه خشنا أي عبر ثورات التغيير التي هبت بعنفوانها هنا و هناك راسمة بذلك لوحة راسخة من البطولات الشعبية التي أبت الذل والهوان والانصياع لأنظمة الظلم والفساد . وعلى خلاف هذا المنحى الأخير قد لا تسقط هذه الأنظمة الحكومية الفاسدة بالثورات وإنما يكون جدير وقدير بأسقاطها بدل الثورات الانهيارات الاقتصادية العاتية .

بشأن حكومة السودان تجئ هنا كإحدى الأنظمة الحكومية الظالمة لشعبها والأكثر فسادا عالميا .. والشاهد على ذلك : قالت منظمة الشفافية الدولية في تقاريرها السنوية حول مؤشرات الفساد ما مفاده : (إن السودان ظل يسجل تراجعا باتجاه تفاقم نقاط الفساد "المسجلة "كل عام تلو الآخر بما جعله متصدرا قوائم الفساد عالميا ) وهو ما يفيد دليلا بصورة مذهلة على ارتفاع معدلات الفساد بالسودان .

إن الرئيس البشير هدف إلى خلق ثقافة الخوف شكلا أي دون ضمان تغيير على نحو مستدام من خلال اتخاذ تدابير معتبرة تجدى نفعا مثل الميزانية الهادفة والأكثر شفافية وسائر الأمور مثل استقلالية القضاء (إذا أردت أن تكون هناك ثمة مساءلة حقيقية ؛ فإن الجميع سيما "النافذين " بما فيهم البشير يجب أن يكونوا مساءلين والحالة هذه ) .وعليه كيف يتم التأكد من أن البشير لا يسئ استخدام سلطته بينما يحاول الإبقاء على حاشيته وعشيرته الأقربين تحت السيطرة متحصنين بمنأى عن أي مجرد محاسبة ولئن كانوا يعيثون فسادا .!!. وهنا يثار تساءل إلى أين تسير سفينة البشير ؟!!. وفى ظل الإصلاحات التي أبداها بشأن الأزمات الأخيرة .. فيا ترى ماذا يريد البشير أن يكون : (مغامر متهور أم إصلاحي جسور) فيما يتعلق بإبعاد الحرس القديم وتكوين مفوضية لمكافحة الفساد والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه محاولة الاقتراب من مقعد السلطة حاشدا قواه في كل مكان وعلى مشارف ضاحية الصالحة بأم درمان قوات الدعم السريع مرابطة بحسبان : (متناسيا السيد الرئيس البشير بهذا المسلك أن هناك ثمة عوامل أخرى هي أجدر وأقدر من الثورات في تغيير أنظمة الحكم وهذه العوامل مثل الانهيارات الاقتصادية التي لا يستطيع حتى الدعم السريع التصدي لها أو كبح جماحها ) .

في سياق آخر متصل يتجه البشير زاعما إلى (محاربة الفساد وحماية لمستقبل الدولة .. وأيما دولة ..! دولة الإنقاذ ..؟!.) وإنفاذا لذلك يرمى البشير إلى إنشاء هيئة مكافحة فساد وهو إذ يؤسس بذلك للنسخة التالية للإنقاذ بكل استحقاقاتها السياسية وسائر التمكين الاقتصادي .

في خضم ذلك كله .. وقد استشرى الفساد في كل مفاصل الدولة .. فهل يعد من الإمكان بمكان (استنساخ " انحدار" إنقاذ أخرى من جسد "من رحم معاناة الشعب السوداني ") ..لا أعتقد ذلك قطعا .