Post: #1
Title: فتعصر الناس !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 06-04-2018, 02:19 PM
02:19 PM June, 04 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*بالله عليكم تمعنوا معي في تزامن هذين الخبرين..
*في الخبر الأول حديث لمحمد خير الزبير عن أزمتنا الاقتصادية الراهنة..
*يقول فيه أن من أهم مسبباتها الإنفاق الحكومي المتعاظم..
*وهو حديث خبير اقتصادي (موالٍ)... ومحافظ أسبق للبنك المركزي..
*وفي الخبر الثاني إشارة إلى عودة سفيرنا من أديس لتولي منصب في القصر..
*والمنصب (مستحدث) ؛ وهو نائب أمين عام شؤون الرئاسة..
*ومنصب الأمين نفسه مستحدث بالطبع ؛ في سياق التعديل الوزاري الأخير..
*يعني شؤون الرئاسة لديها الآن وزير...وأمين... ونائب أمين..
*وهذا ما استحضره الآن ؛ فقد تشابهت علينا الوزارات... والمسميات... والشخصيات..
*وذلك جراء الكثرة... والتداخل...و(تضخم الإنفاق الحكومي)..
*وكله إنفاق تجاه الداخل ؛ داخل الحكومة... وداخلها هذا مترهل جداً..
*أما الخارج - وهو الشعب - فلا ينوبه سوى (رفع الدعم)..
*ثم الضغوط... والرهق... والمعاناة... ومكابدة شظف العيش في مستوياته الدنيا..
*فالحكومة إحساسها موجه نحو نفسها...لا نحو المواطنين..
*فهو متبلد إلى أقصى حدود التبلد حيال الشعب...بدليل زيادة (الإنفاق الحكومي)..
*واستمعت بالأمس إلى جانب من حوار مع مهاتير محمد..
*سُئل فيه عن الدول الإسلامية التي تحاول الاقتداء بتجربته الناجحة في ماليزيا..
*فذكر السودان بحسبانها الدولة (الأولى) في محاولة الاقتداء..
*ولكنها (الطيش) - وهذا التعبير بتصرف مني - في الاستفادة من التجربة..
*قال : للأسف لم يوفقوا في تطبيق ما حاولنا تعليمهم إياه..
*ثم - وبأدب عُرف عنه - عزا الأمر إلى ما سماه (ربما اختلاف الثقافات)..
*وقبل أيام كتبت كلمة بعنوان (أظنه كرهكم)...وأعني مهاتير..
*قلت فيها إنه تعب تعباً شديداً في نقل تجربته إلى حكومتنا ؛ ولكنه فشل..
*فالمسألة ليست اختلاف ثقافات...وإنما اختلاف (أولويات)..
*فمهاتير حين بدأ تجربته لن ينظر إلى نفسه... ولا حزبه... ولا (جيوبه)..
*وإنما نظر إلى بلده... وشعب بلده... وموارد بلده..
*أما نحن هنا فننظر إلى الذوات... والأتباع...والحزب...والتمكين... والجيوب..
*بدليل (تضخُّم الإنفاق الحكومي) مقابل تقزُّم الواقع الاقتصادي..
*وليس التضخم (المقنن) وحسب ؛ وإنما معه تضخم غير قانوني أيضاً هو (الفساد)..
*وخبير اقتصادي آخر - هو التيجاني الطيب - قال مثل كلام الزبير..
*قال إن مشكلة الحكومة أنها لا تعرف ثقافة الأولويات..
*وضرب مثلاً بعوائد النفط التي تبددت ؛ مظاهرَ... وتمكيناً... و(فساداً)..
*لم تُستثمر في زراعة... ولا صناعة... ولا تنمية... ولا (إنسان)..
*وربما تكون هذه هي الثقافة التي يعنيها (اليائس من حكومتنا) مهاتير..
*ولو كانت ماليزيا بمثل هذا (التضخم الحكومي) لما نهضت أبداً..
*وما زالت الحكومة (تُضخِّم) أكثر؛ وتبتدع في الوظائف... والمناصب... و(المغانم)..
*و(تعصر) الشعب أكثر؛ ليصرف عليها !!!.
assayha
|
|