Post: #1
Title: سارة !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 05-31-2018, 01:54 PM
01:54 PM May, 31 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *ماتت ملهمة عباس محمود العقاد..
*وقد يصح أن نقول (معذبته)... أو ربما الأصح (مكرِّهته) جنس النساء..
*فهو كره الأنثى بسبب حبه لأنثى جرحت كبرياءه..
*أو جرحت (رجولته) الصعيدية... النوبية... الكردية ؛ فهو كل أولئك..
*كانت حبه الوحيد... وألهمته روايته الوحيدة ؛ سارة..
*وألهمته - أيضاً - بعض أعذب قصائده منها (شذى زهر) التي ترنم بها الكابلي..
*ماتت - مديحة يسري - عن عمر قارب المئة عام..
*وكانت تعشقه... ولكنها عشقت السينما أكثر... فمضت في طريقها..
*وكان هو يعشقها... ولكنه عشق كبرياءه الرجولي أكثر... فمضى في طريقه..
*وطلب من صديق له رسام أن يُبدع له تورتة جميلة..
*وعندما أتمها قال له الآن لا ينقصها سوى صراصير تمشي عليها... ومن حولها..
*ودهِش الرسام... ولكنه رسم هذه الحشرات القبيحة على (أجمل) وجه..
*ورمزت التورتة لسارة... والصراصير إلى (عالم) السينما..
*فهو عالم قد يدنس جمال المرأة طمعاً في جمال الأفلام..
*ولم يثق العقاد في امرأة بعدها... ولم يعشق... ولم يتزوج ؛ فسُمي عدو المرأة..
*ولكنه لم يكره المرأة... وإنما لم ينشغل بها... ولم يُعرها اهتماماً..
*أسقطها من حياته ؛ وكرس حياته هذه للأدب... والنقد... والفلسفة... وطه حسين..
*فقد بلغت الغيرة بينه وبين عميد الأدب العربي هذا حد الكره..
*كان قاسياً في التصدي لمن يتعرض له عدا واحدة... هي نوال السعداوي..
*ترفع عن تشريفها بسطر... حتى وإن كان نقداً لاذعاً..
*ولكنه فعل - كلاماً - عندما سأله صحفي عن رأيه في وصف نوال له بعدو المرأة..
*قال : وما علاقتها هي بجنس النساء؟!... ولم يزد..
*بيد أنه كان كلاماً بمليون سطر ناقد... خلاصته إنها تفتقر إلى الأنوثة..
*كان يرى أن غالب (السعداويات) هن إلى الرجال أقرب..
*وحاولت أن (أسودن) نظريته هذه فوجدتها صحيحة عندنا هنا أيضاً..
*وموقف حدث لي مع إحداهن لن أنساه ما حييت..
*كنت أهبط درج مبنى إحدى الصحف فدلفت إلى منعطف معتم عند منتصفه..
*وهناك كدت أن أصرخ بعكس الذي صرخ به برتراند رسل..
*فهذا الفيلسوف البريطاني كان يهبط سلماً في مبنى جامعة كامبريدج..
*فسمع عند منعرج فيه صوتاً يترنم بأبيات من قصيدةٍ ما..
*ثم صرخ إعجاباً حين تبين منها مقطعاً يقول (أيهذا النمر يا زاهي البريق)..
*وكدت أصرخ أنا رعباً حين تبينت (نمرة) في العتمة..
*سيما وقد خُيل إلي أنها تهم بالانقضاض... بل ويحدث (شيء منه) جراء الظلمة..
*فإذا بها واحدة من (عتاولة) الداعيات إلى حرية المرأة..
*وتعاتبني : لماذا تكره النساء؟!... ولكني لا أكرههن... وما ينبغي لي..
*وإنما أكره النمرات... والمتنمرات... والسعداويات..
*و........ شبيهات (سارة !!!).
assayha
|
|