تركيب الشماعة ...!! بقلم الطاهر ساتي

09:42 PM May, 30 2018

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

:: ومن التصريحات غير المسؤولة ما تحدث بها بشير آدم رحمة رئيس لجنة الزراعة والثروة الحيوانية لبعض صحف الأمس..لقد وصف رحمة إعادة السلطات السعودية لإحدى شُحنات المواشي السودانية بالمكيدات سياسية، موضحاً - لصحيفة الإنتباهة - بأن وزارة الثروة الحيوانية سوف تعلن عن قرارات حاسمة بشأن إرجاع هذه الشُحنة.. وهذا بمثابة حديث غير مسؤول وغير صحيح، ومراد به تغطية عجز السلطات السودانية عن حماية أهم موارد البلاد ..!!

:: لقد حجزت محكمة سواكن الباخرة (مرزوقة كي)، وأمرت سلطات الميناء بعدم إطلاق سراحها إلا بعد سداد مبغ قدره (٢٣،٩٠٠،٠٠٠ جنيه)، أو صدور أمر قضائي آخر، وذلك بعد إدعاء الشاكي بأن تعطل أجهزة التهوية تسبب في نفوق بعض المواشي وإختناق البعض الآخر ، وأنه لم يكن هناك أمراض في المواشي ، وكان على بشير آدم رحمة إنتظار حكم المحكمة بدلاً عن التهريج وتغطية فشل السلطات السودانية في حماية أهم موارد البلاد ..!!

:: ثم هناك لجنة تحقيق وتقصي حقائق بعضوية الأمن الاقتصادى ووزارة الثروة الحيوانية والمحجر البيطرى والتفتيش البحري المسؤول من صلاحيات البواخر إلى جانب المعمل المركزي، لمعرفة الأسباب الحقيقية لإرجاع هذا الصادر من ميناء جدة.. و الشاهد أن بشير آدم رحمة ليس بعضو في هذا اللجنة، فلماذا يجتهد في البحث عن شماعة تبرير يعلق عليها عجز وفشل السلطات المسؤولة عن قطاعي الثروة الحيوانية والنقل بالسودان ..؟؟

:: ثم أن السلطات السعودية لم تُرجع كل المواشي السودانية، بل أرجعت فقط مواشي الباخرة (مرزوقة كي) من بين البواخر الأخرى التي تنساب مواشيها السودانية في أسواق السعودية (يومياً).. وإن كانت ثمة مكيدات سياسية في ثنايا الحدث - أو كما يُهرًج بشير آدم رحمة لمآرب أخرى - لشمل قرار الإرجاع كل البواخر وكل المواشي .. فالسلطات السعودية قالت بوضوح : مواشي هذه الباخرة مصابة بأعراض مرض التسمم الدموى بنسبة تفوق ( 10% )..فهل تم نفي الإصابة بالمعامل السودانية؟.. للأسف (لا) ..!!

:: ثم هناك حالات نفوق معترف بها من قبل السلطات السعودية وأصحاب المواشي والباخرة، وهي أكثر من نصف مواشي الباخرة، وقد تم رميها في البحر رغم أنف قوانين البئية المحلية والاقليمية والدولية.. وإن كانت ثمة مكيدات سياسية قد تسببت في إرجاع الحالات غير النافقة إلى السودان، أو كما يُهرُج رئيس لجنة الزراعة والثروة الحيوانية بالبرلمان، فهل المكيدات السياسية ذاتها هي التي تسببت في نفوق الحالات التي تم رميها في البحر ..؟؟

:: وعليه..مهما كانت أسباب نفوق نصف المواشي و إرجاع النصف الآخر، فان السلطات السودانية هي المسؤولة ويجب محاسبتها، بدلاً عن تركيب شماعة (مكيدة سياسية) .. إن كانت المواشي مصابة باعراض التسمم الدموي، فان سلطات المحاجر البيطرية بالسودان هي المسؤولة عن تطعيمها و(حجزها )..وإن كانت أعطال أجهزة التهوية بالباخرة هي التي تسببت في الإختناق والنفوق، فان سلطات التفتيش البحري بالسودان هي المسؤولة عن صلاحيات البواخر .. ولو عجز البرلمان - ممثلاً في لجنة الزراعة والثروة الحيوانية - عن محاسبة هذه السلطات المسؤولة، فليصمت ..!!



fb