من قد يربي إبنك معك دون أن تدري؟ بقلم آمنة أحمد مختار أيرا

من قد يربي إبنك معك دون أن تدري؟ بقلم آمنة أحمد مختار أيرا


05-28-2018, 10:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1527541481&rn=0


Post: #1
Title: من قد يربي إبنك معك دون أن تدري؟ بقلم آمنة أحمد مختار أيرا
Author: آمنة أحمد مختار
Date: 05-28-2018, 10:04 PM

10:04 PM May, 28 2018

سودانيز اون لاين
آمنة أحمد مختار-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


أو في سيرة الدواعش..

في ما مضى .. لم يكن مؤرقا للوالدين مساهمة الحبوبات والخالات والأقارب عموما في تربية أطفالهم.. بل حتي مساهمة الجيران والأصدقاء .
ولا نحتاج للقول أن الظروف كانت مختلفة . أكثر أمنا وتسامحا وبساطة ، وكانت هنالك قيم وثقافة مجتمعية تتميز بالتكافل والمشاركة والإيمان البسيط . فكانت الحاضنة المجتمعية تعمل بكفاءة حسب قدراتها ووعي المجتمع آنذاك .
مع عدم إنكار وجود حالات شاذة وانحرافات قد يتم التكتم عليها أوتجاهلها أحيانا بحجة السترة..كما يحدث غالبا حتى اليوم.

ولكن في يومنا هذا .. مع التغيير الملحوظ في قيم المجتمع.. ورغم الميل نحو التشدد والتدين المظهري . بدا أنه ليس من الآمن تماما التهاون في الإشراف المباشر علي تربية الأبناء.
فبالإضافة للأخطار التقليدية التي كان معظمها يتمثل في التأثير السلبي لأصحاب السوء ..
وبعض المتحرشين جنسيا من المدرسين وشيوخ الخلاوي والمدربين الرياضين ، حيث من المألوف أن يختار المتحرش مهنا تجعله لصيقا بالنشء ..كي تكون له عليهم سطوة أو سلطة نوعا ما شبيهة بالسلطة الأبوية .

فبالإضافة لهذه الأخطار التقليدية ، ظهرت أخطار وتحديات تربوية أخرى جديدة مواكبة لمستجدات واقعنا ، يمكن حصرها (من وجهة نظري ) في القائمة التالية ، مع عدم استبعاد وجود تحديات أخرى لا أعلمها :
* إنتشار التشدد أو التطرف الديني.
* الشبكة العنكبوتية وتطور وسائل التواصل الاجتماعي.
* ألعاب الكومبيوتر .
* قنوات التلفزة الفضائية .
* خطباء المساجد وخطبهم الموجهة والمؤدلجة.
* توفر العقاقير المكيفة والمخدرة المجهولة المصدر...
* إنتشار المدارس والجامعات الخاصة ، إضافة الى ما يسمى بمدارس الأحد في الدول الأجنبية خاصة الغربية.
* عدم توفر الأمن والأمان مقارنة بالماضي.
* إنتشار التحرش الجنسي والإغتصاب.

هذا طبعا بالنسبة للولايات والجهات غير المتأثرة بالحروب ، فتلك طبعا تواجهها تحديات تربوية أصعب بما لا يقاس في ظل ظروف خطرة وغير مستقرة.

وقد يكون الكلام عن التأثير التربوي الخارجي السلبي مقلق قليلا ، ولكنه أمر لابد لكل أسرة أن تفكر فيه بجدية.. ولست بحاجة لتعديد الأسباب فقط يمكننا التأمل فيما حولنا وبالتالي الإعتبار لمن يتحرى العبر .
وفيما يتعلق بالتحديات التي طرحتها أعلاه سأكتفي بالتركيز على بعضها.. فالبعض الآخر أرى أنه يتم التركيز عليه حاليا باستفاضة في وسائل الإعلام التقليدية والحديثة .
وسأبدأ بألعاب الكومبيوتر ووسائل التواصل الإجتماعي :
فمقارنة بجيلنا الذي نشأ على التسلي بمجلات وكتب الأطفال المصورة وروايات المغامرات المسالمة غالبا والتي رغم بساطتها نجد غالب رسالتها هي التسلية البريئة والمعلومة المفيدة والمغامرات الذكية ، لاحظت كما لاحظ غيري ونوقش الأمر بعدة وسائل.. أن كثير من ألعاب الفيديو الكومبيوتر تسللت إليها آيدلوجيات معينة قد تؤثر على الصغار وتدفعهم لإتخاذ توجهات غير مأمونة العواقب مستقبلا..
هذا إضافة إلى العنف المفرط في بعض هذه الألعاب التي تجعل الطفل يخوض معارك إفتراضية مستخدما إسلحة بإمكانها سفك الدماء إفتراضيا ..مما قد يولد شهوة العنف والقتل لدى الطفل.
وهذا يمكن ربطه كذلك بما قد يشاهده الطفل ويتفاعل معه عبر وسائل التواصل الإجتماعي ، فعبر هذه الوسائل تتواصل المنظمات المتطرفة مع النشء وتتحاور معهم وتستقطبهم بل وتجندهم كما شهدنا في كذا حالة حول العالم.

فالتطرف الديني الذي أثر على كثير من الأبناء المولودين لأسر غير متطرفة تسرب إليهم غالبا عبر عدة وسائل إضافة لأعلاه : منها ما يشاهدونه ويتلقونه من رسائل مؤدلجة على الفضائيات الدينية التي تظن كثير من الأسر خاصة المهاجرة أنها قد تقدم المعلومة الدينية الصحيحة لأبنائهم..
كذلك مدارس الأحد في المساجد التي ترسل بعض الأسر المهاجرة أبنائها إليها بكل إطمئنان بزعم تعليمهم اللغة والثقافة العربية وشؤون دينهم ..ولتشكل لهم حماية من الإنحراف في الغرب . وهي لا تدري بأن هذه المدارس قد تكون خطرة على توجهات أبنائهم في المستقبل.. فأنت قد لا تعرف حقيقة التوجهات الآيدلوجية لمن يقوم بالتدريس أو ماضيه ، خاصة أن كثير من المنظمات المتطرفة قد وجدت لها ملجأ وملاذا في الغرب كما نعلم .
فالأفضل أن تضمن الأسر توصيل المعلومة الدينية لأبنائها بنفسها وكذلك اللغة العربية وثقافة بلدانهم الأصلية ، وتعلمهم تدبر القرآن بدلا عن الحفظ الأعمى ..فأنت لا تدري من قد يربي إبنك معك وما قد يغرسه فيه من خلف ظهرك..
أضف إلى ذلك ، المدارس والجامعات الخاصة في بلدنا التي صار ( لبعضها) القدح المعلى حاليا في التأثير على النشء وغسل أدمغتهم ومن ثم تجنيدهم للإلتحاق بالتنظيمات الجهادية.
ومن العجيب حقا أن يمتلك أحد أبرز قادة هذه التنظيمات في السودان واحدة من هذه المدارس الخاصة!!
وكذلك من الأعجب أن تصدر إحدى هذه الجامعات الخاصة مجاهدين ومجاهدات يفع دون علم ذويهم للالتحاق بالتنظيمات المتطرفة.. ولا تغلق هذه الجامعة أو يتم التحقيق العلني حول الأمر ومحاسبة المسؤولين والملاك !! بل الأدهى من ذلك أن ينعى المتوفين منهم في الصحف كشهداء وتستقبل العائدات من هذه التنظيمات كالبطلات المظفرات وتعقد لهم المؤتمرات الصحفية..!!
فما هي الرسالة المراد إرسالها هنا ؟!
والرسائل التي قد تكون وصلت للمؤلفة قلوبهم من الصغار والكبار ؟!

كذلك لا يفوتني هنا أن أشير إلى الأدلجة الفجة المتسللة عبر مكبرات الصوت في المساجد ، والخطب الموجهة المفخخة والعدمية الحافلة بالكراهية تجاه الآخر المختلف..
والحاضة على الزهد في الحياة واشتهاء الموت ..
وكذلك تلك المتخصصة في النساء ومظهرهن وما فعلن وما تركن .. والملصقة بهن كل الموبقات وأسباب الفساد والإفساد..!!
وحقا أتعجب لمن لا زال يحرص على الصلاة خلف هؤلاء.. وهو يعلم أن كثير منهم موجه ومملى عليه ما يقول وما لا يقول..
في غرض معلوم للجميع ..
كيف لي أن أصلي خلف من يخشى المخلوق ولا يخشى الخالق ؟

فهل علمت من قد يربي إبنك معك ؟

آمنة أحمد مختار أيرا
28 May 2018