Post: #1
Title: فارغات !!بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 05-28-2018, 02:28 PM
02:28 PM May, 28 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *جاورنا - بحلفا - أحد أبناء ود مدني..
*بدا غريباً علينا بكلامه... وسلامه... وهندامه..... وحتى لقبه..
*لم نكن نعرف معنى (فارغات) إلى أن شرحه لنا شقيقه... على استحياء..
*قال إنه سُميَّ كذلك لاهتمامه بكل ما هو فارغ من القضايا..
*وبعد حين أدركنا مدى دقة تصويب هذا اللقب نحوه..
*وذلك عندما أخطأ التصويب تجاه المرمى وهو في حالة انفراد كامل..
*صوب تجاه راية الكورنر... وحارس المرمى على الأرض..
*وكانت أول مباراة نشركه فيها بعد أن أقنعنا أنه من أولاد مدني... ولعَّاب..
*وأكثر من صُدم فيه مدربنا (المحلي)... الصارم..
*وبعد أن أسمعه ما لا يمكن كتابته ختم صائحاً : يا بني المرمى كله قدامك (فارغات)..
*وكلما رأيت مسؤولاً يهتم بالفارغة الآن تذكرت حسن فارغات..
*وإن جئنا للحق فإن غالب مسؤولي راهننا جديرون بلقبه هذا أكثر منه..
*لا يهتمون إلا بالقشور... والظهور... وتوافه الأمور..
*أما جوهر الدين... والقضايا... ومهام المناصب... فلا يلقون إليه كثير بال..
*وسبب كلمتنا اليوم معتمد (بالغ) في اهتمامه بالفارغة..
*وذلك على حساب اهتمامه بمشاكل معتمديته (المتلتلة)... في كل شيء..
*أصدر قراراً بإغلاق كل المطاعم خلال شهر رمضان..
*لا رخصة لأي مطعم... من أجل إطعام ذوي الرخصة الشرعية..
*وقال إنه سيتابع هذا القرار بنفسه ؛ (سوق سوق... حارة حارة... زنقة زنقة)..
*وويل لمن لا يلتزم؛ سيكون حسابه عسيرا... وتُسحب رخصته..
*ونسي أنه هو الذي يمكن أن يُحاسب حساباً عسيراً إذ أنكر (رخصة) الله..
*وهكذا هم مسؤولو الفارغات... يتحمسون لكل تافهٍ من القضايا..
*ويشمرون... ويكفكفون... ويتحزمون... ويتلزَمون..
*ولكن القضايا التي هي من صميم واجباتهم - وتهم الناس - يتقاعسون عنها..
*رغم أن الأخيرة هذه هي التي سيسألهم عنها الله... لا أمثال الأولى..
*فالله لن يحاسب هذا المعتمد إن هو (قنَّن) رخصته لعباده..
*إلا أنه سيُحاسبه على التبذير... والفساد... والكذب... والفشل... والتقاعس..
*فمن أخذ الأجر حاسبه الله على العمل..
*فكيف إن كان أجراً ذا (أصفار)... والعمل في خانة (الصفر)..
*فنحن لدينا أكثر وزراء - ومسؤولو- (فارغة) في العالم كله... وخزائننا (فارغة)..
*إثيوبيا التي كانت خلفنا تحتفل بالطائرة المئة في أسطولها الجوي..
*ونحن ولا طائرة في أسطولنا الجوي... ولا سفينة في أسطولنا البحري..
*صارت بلادنا تمشي على (عجل الحديد)... في الألفية الثالثة..
*عملة منهارة... خدمة منهارة... موازنة منهارة... تنمية منهارة... ونفسيات منهارة..
*حتى الأخلاق التي حث عليها (الدين) في حالة انهيار..
*فكثرت أعداد التماسيح... والقطط... والثعالب؛ ومحكمة الفساد تدين سارق مروحة..
*والمعتمد الغيور على (دينه) لا ينفعل بكل قضايا معتمديته..
*تُوضع كرة اهتماماته أمام مرمى بطول - وعرض - مشاكل مواطنيه..
*فيصوِّب نحو (كورنر) ذوي الأعذار الشرعية !!!.
assayha
|
|