البرلمانيون .. العوير ما تهاظرو بقلم د.أمل الكردفاني

06:15 PM May, 27 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

طبعا برلماننا السعيد لا يختلف كثيرا عن المزرعة السعيدة وهي لعبة كانت منتشرة على الانترنت لا اعرف ابعادها ولكن كل يوم كانت تاتيني رسالة من صديق يطلب فيها حطب ومرات يطلب فيها حظيرة ومرات يطلب بقرة ومرات يطلبون منك اشياء عجيبة جدا... ربما لانني لم امارس اللعبة اجدها سخيفة ولكن ليست اكثر سخافة من برلمانيين عاطلين عن العمل والكثير منهم بصمجية ، وبعضهم ينام في الجلسات ؛ ثم ينهض ويطالب باستدعاء وزير . حقيقة الامر تحول الى شيء اقرب الى العبط. وربما هذا ما استدعى ان يوبخهم بكري على هذا الهتر المستمر باستدعاء الوزراء وهم في النهاية لن يقدموا ولن يؤخروا...وربما لولا الملامة لقال لهم: (انتم اساسا كومبارس فلا تصدقوا انفسكم). كلنا نعرف ان البرلمان مكان مخصص لتوظيف من لا مهنة له اما ترضية لحزب او حركة مسلحة وان وظيفة الجميع هو التصفيق بعد كل استيقاظة من نوم باحلام وردية. ظاهرة استدعاء الوزراء تكشف بوضوح عن ان هؤلاء لا يعرفون لانفسهم صلاحية سوى استدعاء وزير وبعد خروجه يذهبون الى منازلهم . وانخفاض مستوى البرلمانيين بل وعدم نضجهم واضح جدا من عمليات الاستدعاء شبه اليومي لوزير لمواضيع يعلمها الزبال من الصحف. حقيقة هذه (عوارة) وسلوك طفولي جدا بل شديد السذاجة. يا اخي البرلماني ؛ استلم مرتبك الشهري بحوافزه ، والسلع التموينية التي تمنحك لها الحكومة وبوس ايدك وش وضهر ولا تعطل مصالح الوزراء لتخلق لنفسك عملا وهميا . خلاص يا سيد ؛ لقد وجدت فرصة في منصب دستوري لا عمل فيه ، ولديك بنزين مجاني فأنت لا تقف في الصف مع المواطنين ، ولديك جوالات سكر ودقيق وزيت واندومي كل شهر وراتب معقول ، كل هذا من اجل ان تمثل دورك ولكن ليس لان تعتقد ان التمثيلية تحولت لحقيقة واقعة. السيد/ بكري لا يستطيع ان يقول لكم ذلك علنا ولكنني اقولها بدلا عنه. اعرف حدود دورك جيدا... فأي حكومة في هذا العالم لكي تتمتع بصفة الشرعية لابد لها من برلمان. حتى لو كانت حكومة في صحراء فلابد لها من برلمان. بالذوق بالعافية لابد لها من ان تخلق برلمان حتى تشبه حكومات العالم. دورك كبرلماني بسيط... استدعاء وزير كل شهرين ثلاثة... مناقشة حماسية وهمية لمقترح بقانون تقدمه الحكومة انت اساسا لا تعلم محتواه ثم تبصم على القانون في النهاية... ولكن لا تستمرئ اللعبة وتتجاوز حدودك(شغل مخك) .. حتى لا تتحول الى العوير الذي حذرنا فرح ود تكتوك من الهظار معه... لأن العوير لا يعرف الحدود التي يجب ان يتوقف فيها. العمليةصارت حقيقة مملة جدا ؛ فيوميا استدعاء لوزير ، واساسا لا نعرف ما الفائدة المرجوة من استدعاء الوزراء بهذا الكم المبالغ فيه اذا لم يكن البرلمان قادرا على تغيير اي نتيجة على الارض.... اعرفوا حدود اللعبة حتى لا تغضبوا الجماعة...دة لحم كتافكم من خيرهن..