ثقافة الظُلم المُتبادل ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل

ثقافة الظُلم المُتبادل ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل


05-23-2018, 04:52 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1527047532&rn=0


Post: #1
Title: ثقافة الظُلم المُتبادل ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 05-23-2018, 04:52 AM

04:52 AM May, 22 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

لماذا يظلم بعضنا بعضاً ؟ ، حين يكون أحدنا في مركز الأمر والقرار يتفانى ويبالغ في المُباهاة بالسيطره والتعالي على مَن في يده مصالحهم ، ويبدو لأصحاب الحاجة والمصلحة وكأنه يتحيَّن الفرص ويختلق الأعذار والأسباب لإحاطة أمرهم بالصعوبات والإستحالات ، صاحب الأمر في موقعه ومنصبه الذي نقصده هنا ليس بالضرورة أن يكون وزيراً أو مديراً عاماً ، لأن أمثال هؤلاء في زماننا الرديء هذا أصبح من الصعب على البسطاء من أصحاب الحاجات والمصالح الوصول إليهم ، لأنهم وحسب السائد قد أغلقوا أنفسهم في (كبسولاتهم) المعزولة عن الواقع المرير لمن حولهم منذ أن أحالت إتجاهات حكومة المؤتمر الوطني السياسية والإقتصادية والأخلاقية المجتمع السوداني إلى طبقتين ، الأولى في حضيض الفقر وقلة الحيلة والأخرى في عوالم من الثراء ودِعة العيش وما لا يخطر على بال من أموال مُكدَّسة خارج وداخل البلاد ، ولكن ما علينا من كل هذا فالمتجبرون بالسلطة والإستفراد بمراكز القرار قد يكونون أيضاً من البسطاء والمُجهدين في دروب الحصول على ضرورات العيش الكريم ، مثل حارس أمام بوابة مرفق عام ، أو موظف إستقبال في مؤسسة أو شرطي يمارس واجبه في الشارع العام أو موظف يستلم معاملات الناس في مرفق عمومي أو طبيب عمومي يباشر واجبه في مستشفى ، وغير أولئك الكثير مما لا يمكن حصرهم ، لكن ما يهمنا في أمر بعضهم ما يمارسونه بتلُّذذ وإستمتاع واضح من (شطط) و(تطرف) في إستغلال مناصبهم وسلطاتهم أمام طالبي الخدمة من عامة الجمهور ، دائماً هم على خصام ومجافاة لإبتسامةٍ بسيطة تكسر الحاجز النفسي بينهم والمراجعين ، يتفحَّصون أوراقك ويدقِّقون في إجاباتك عن أسئلتهم من مبدأ البحث عن ثغرة توقف متابعة إجراءاتك وغرضك الذي أتى بك إليهم ، مُتحفزين على الدوام للفت إنتباهك بأنك لا تفهم ولا تستوعب ولا تُقدِّر ما يبذلون من جهد في تدمير آمالك وطموحاتك ، مبدأهم الأساسي في التعامل مع الجمهور (الحِدة والعداء أساس الإنجاز) ، لا يقبلون أبداً أيي إحتجاج أو شكوى أو تظلُّم أو حتى ملاحظة فيما يقومون به من تعديات على وقتك ووقت العمل لأنك دوماً في نظرهم مُجرَّد (فيلسوف ومُنظٍّر) مما قد يدفعهم في أيي لحظة إلى (إستقصادك) وملء وِفاضك بالصعوبات والمشكلات والنواقص والإستحالات و(الجرجرات) التي تفيد في النهاية عدم حصولك على ما تستحقه وتكفله لك اللوائح والقوانين ولو إلى حين ، وحسب وجهة نظري المتواضعة أن كل ما يحدث الآن في مجتمعنا الآن من ظُلم مُستشري ، بما في ذلك ما ساد في الأسواق من غِش وتجبُّر وإستغلال وغلاء غير مُبرَّر وجشع لا ينتهي بفعل الهلع الذي أصاب الجميع ، هو واقع لثقافة جديدة مُكتسبة أساسها ما تنوء به هياكل الدولة السياسية والإدارية والإقتصادية والمؤسسية بفرعياتها ودرجاتها المختلفة من ضخ مُستمر ومحموم لمُعينات (الظلم الإستراتيجي) العام ، والذي لم يعُد يُلقي بالاً لقواعد العدالة والنزاهة والأمانة بفعل التهديدات والأزمات المتواصلة التي تعانيها حكومة الفشل المُستشري على المستويين السياسي والإداري ، فعدم معقولية الضرائب وتعدُّد نوافذها وإرتفاع الجمارك والجبايات الأخرى القانونية والغير قانونية ، والدفع الجبري لفاتورة الكهرباء والماء مُقدَّما وهما سلعتان غير مضمونتا التوفُّر والإستمرار ، وترك الحبل على قارب منظومة المراجعة والرقابة على المال العام حتى أفلست الدولة وعدم محاسبة الفاسدين والمُتعدَّين على المال العام ، والتحلُّل لأصحاب الحظوة والعقاب للمنتمين للملل الأخرى والواقفين على الحِياد ، و غير ذلك من الكثير الذي لا يمكن حصرهُ هو (المنبع) الإستراتيجي الذي نستقي منه ثقافة ظلمن لبعضنا البعض.