لعبة طه عثمان... هل هو عميل مزدوج؟ بقلم د.أمل الكردفاني

لعبة طه عثمان... هل هو عميل مزدوج؟ بقلم د.أمل الكردفاني


05-22-2018, 02:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1526995791&rn=1


Post: #1
Title: لعبة طه عثمان... هل هو عميل مزدوج؟ بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 05-22-2018, 02:29 PM
Parent: #0

02:29 PM May, 22 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





▪جهاز الامن والمخابرات السوداني استدعى مجموعة من الصحفيين التقوا بطه عثمان مدير مكتب الرئيس السابق في لقاء عابر (او هكذا اريد له ان يبدو) عقب دعوة من وزارة الاعلام السعودية لهؤلاء الصحفيين.
هذا الموضوع بدا لي اكثر تعقيدا مما يبدو عليه. بدءا من دعوة وزارة الاعلام لصحفيين سودانيين وانتهاء باللقاء. لماذا دعت وزارة الاعلام السعودية اولئك الصحفيين. هل لترتيب هذا اللقاء عبر واجهة بيان وضع القوات السودانية المشاركة في اليمن؟ لماذا اتصل طه بهم لاجراء هذا اللقاء وكيف ضمن تواجدهم جميعا في وقت واحد؟ صحيح ان طه (وفقا لاقوال هؤلاء الصحفيين) لم يقل شيئا ذو قيمة ، لكن هذا ليس مربط الفرس ، فلا يمكن لطه ان يتحدث عن كل شيء. وبقدر من التحليل المنطقي يمكننا اولا ان نؤكد ان دعوة وزارة الاعلام السعودية لم تأت الا لتوفير فرصة هذا اللقاء. بالتأكيد حصل طه على هواتف الصحفيين وحصلوا على رقم هاتفه وهذه بداية لعملية تجنيد . بالتأكيد تعتبر الصحف من افضل واجهات التجسس الاستخباراتي ، لأنها تتمتع بميزتين: الميزة الاولى : هي حرية الحركة ، والميزة الثانية: هي حرية جمع المعلومات. وكل ذلك تحت واجهة طبيعية جدا بل وقانونية ومشروعة. لكن من ناحية ثانية فالاجهزة الامنية السعودية ليست بهذا الغباء ، الذي يدفعها الى القيام بتجنيد علني لصحفيين معروفين وبعضهم موال للنظام. اعتقد ان الاجهزة الامنية السودانية والسعودية تمارس لعبة استخباراتية مزدوجة سيقع ضحيتها في النهاية طه عثمان نفسه.
شخصية طه تبدو نرجسية جدا وهي من افضل الشخصيات لتجنيدها كعميل استخباراتي ، لأن مثل هذه الشخصية لديها قناعة وثقة كبيرة في ذكائها. وهي لا تصدق ان الاجهزة الامنية يمكن ان تكون اكثر ذكاءا منها. وان الاجهزة الاستخباراتية غالبا ما تعمق شعور مثل هذه الشخصية بالتفوق عليها ليتحرك بحرية اكبر ولتسهيل مراقبة جميع انشطته قبل تسخيره لأداء مهام دون حتى توجيه اوامر مباشرة بذلك. لا اعتقد ان طه -رغم ذكائه الذي اعترف به- يفهم خطورة وضعه الآن. إن الدخول في لعبة الدول والانظمة لا تنتهي غالبا الا بمأساة. هذا فضلا عن استهلاك مستمر للجهاز العصبي للفرد طوال حياته. ليس من الصعب ابدا ان تعمل كعميل مزدوج ، فالاجهزة الاستخباراتية تتلقف مثل هذه الرغبات عند شخصيات ذات انفتاح اجتماعي وضعف قيمي معين.لكن دخول الحمام ليس كالخروج منه. وهذا في الواقع ليس حماما ؛ بل كارثة يخطوها الفرد بقدميه وبرضائه حين يفقد الامل في تحقيق كينونة لذاته بوسائل أخرى.