عهد العودة إلى الرُشد ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل

عهد العودة إلى الرُشد ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل


05-21-2018, 06:00 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1526878803&rn=0


Post: #1
Title: عهد العودة إلى الرُشد ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 05-21-2018, 06:00 AM

06:00 AM May, 21 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

في بدايات الإنقاذ أسس الخطاب السياسي الإنفعالي واللا مُنضبط والغير مُعتد بمآلات تأثيراته على مصالح حيوية وإستراتيجية أغلبها مُتعلِّق بسُمعة السودان وظاهر وباطن المحتوى الفكري لقيادته السياسية ، للكثير مما تعانيه بلادنا الآن من مآزق تدور في عجلة نفور العالم الخارجي على مستوى الحكومات والمنظمات والرأي العام تجاه بلادنا ، ثم بعد ذلك إتجه الغربيون وإتِّباعاً لبوصلة المصالح السياسية والإقتصادية والإستراتيجية إلى إدماج حالة السودان الموصوفة بالإنفعال غير المتزن لخطابات وتصريحات حكومته ومواقفها التي لا تخلو من الشطط تجاه الأحداث الإقليمية والعالمية في ما يمكن تسميته (تقنين العداء الدولي تجاه السودان) وتم ذلك عبر المقاطعة الإقتصادية الغربية وإدراج إسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب ، ثم مطالبة المحكمة الجنائية رئيس الجمهورية وآخرين للمثول أمامها ، ولا أدري هل كان قادة الإنقاذ حينها أو من ينوبون عنهم في التصريح بإسم الحكومة وتعبئة مساحات بثها الإعلامي على علمٍ وإدراك بالتداعيات الواقعة على علاقات السودان الخارجية وفرصهُ الإنتمائية في بوتقة التكتلات الإقليمية والدولية بحسب ما تقتضيه مؤشرات المصالح الإستراتيجية والمؤقتة ؟ ، ولما كان أمر الإنطباعات الأولية التي يمكن أن يعتد بها المجتمع الدولي عبر إصطناته وتتبعه وتحليله لتوجهات الحكومات الجديدة بما يتوافق والمطلوبات المصلحية للأحلاف ذات السيطرة الدولية في المنطقة ، يُعتبر أمراً أساسياً في تحديد الموقع الجديد للبلاد في خارطة الصراع الدولي ، كان من الطبيعي أن يستمر ذلك التأثير المتعلِّق (بسُمعة) حكومة المؤتمر الوطني في مجال ملفات الإرهاب السياسي والتحالفات الفكرية والإستراتيجية مع كثير من الحركات الإسلامية المُطاردة في بلدانها لأسباب متعلِّقة بأمور سياسية وأمنية لا تخلو من إرتباط بمنظومة التعاون الأمني الدولي ، وبالرغم من أن عهد (العودة إلى الرُشد) جاء متأخراً إلا أن حكومة المؤتمر الوطني بذلت الكثير من الجهود الرامية إلى تغيير هذه النظرة الدولية السلبية لإتجاهات السودان الفكرية والسياسية والإستراتيجية على المستوى الدولي ، وذلك عبر تقديم العديد من التنازلات السياسية الداخلية والخارجية والسعي الجاد في المفاوضات الرامية إلى تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة ، وتحقيق علاقات إقليمية متوازنة في الشرق الأوسط لا تعتمد مبدأ الإنحياز ولا الإختلاف المُخِل الذي يُهِّدد المصالح الغربية في المنطقة ، إلا أن دائرة التأثير السلبي لم تزل تطفو إلى السطح من حينٍ لآخر ، كل ما سبق يؤثِّر تأثيراً مباشراً على الثقافة العامة المُتحكِّمة في توجهات الرأي العام الإقليمي والعالمي ، لذلك أنا لا أستغرب الرسالة الخاطئة والسلبية التي يحتويها مسلسل (أبو عمر المصري) الذي يُعرض الآن في عُدة شاشات عربية ، وفيه معلومات كثيرة مُلَّفقة حول إعتبار السودان مستودع إيواء للجماعات الإرهابية المصرية ، وبغض النظر عن التداعيات الإجرائية والدبلوماسية التي يتم بواسطتها معالجة الموضوع ، فإن الجهات المختصة ببلادنا تحتاج إلى تفعيل آليات ثقافية مُتعدِّدة تقوم ببث ما يمكن أن يُعبِّر عن الوجه الحقيقي لهذه البلاد وشعبها وتاريخها السياسي ، وما هو ماثل على أرض الواقع من حقائق تخص العلاقات الشعبية السودانية المصرية ، ما تم رسمه من لوحات قبيحة عن واقعنا السياسي والثقافي والفكري يحتاج للعمل المتواصل والمضني في مجال إستعادة الصورة الذهنية الحقيقية عن بلادنا لدى الآخرين .. (تسوي بي إيدك يِغلِب أجاويدَك).