صرخة لاجئ (1) بقلم الطيب محمد جاده

صرخة لاجئ (1) بقلم الطيب محمد جاده


05-20-2018, 11:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1526853694&rn=1


Post: #1
Title: صرخة لاجئ (1) بقلم الطيب محمد جاده
Author: الطيب محمد جاده
Date: 05-20-2018, 11:01 PM
Parent: #0

11:01 PM May, 20 2018

سودانيز اون لاين
الطيب محمد جاده-فرنسا باريس
مكتبتى
رابط مختصر




ذهبت إلي بورت سانت في ذاك اليوم الغائم شديد البرودة حيث قررت أن أقف على مأساة الذين ينامون تحت الجسر علي ضفاف نهر السين فوجد مالا يقل عن خمسمائة لاجئ سوداني ..يعيشون بين ضفاف هذا النهر في اقامة غير كريمة تتبعثر فيها احلام وردية على بوابة اللجوء وايقاعا يرتفع بهم درجات عن انسانية مستباحة تركوها وراءهم في السودان ، كلهم مروا بظروف صعبة حتى وصلوا الى هنا واصبحوا لاجئ شوارع ، قال لي محمد هو احد اللاجئين تحركت من السودان الى ليبيا عبر سماسرة التهريب وهم ينتشرون في وكالات السفر ويعملون في تهريب البشر ، ينتشرون في عدد كبير من الوكالات في سوق ليبيا وفي كل الخرطوم ثم يقول محمد أنه لم يدفع المبلغ المتفق عليه في السودان لكن دفعته في ليبيا إلي المهرب الذي يقيم في سوق الاحد في طرابلس حيث تم تهريبه الي صبراتة وهناك قابل الليبي المسؤول عن التهريب ويسمي عامر حيث يقول بقينا في انتظار موعد الرحلة كل شيء هنا سيء ولا علاقة له بالإنسانية الاكل والتعامل الخ ... هناك رجال ونساء أفارقة من ضمنهم السودانيين ينتظرون مراكب التهريب في البحر . يواصل مهاجر سوداني اخر رفض ذكر أسمه قائلا :
نزحنا من محلية شطايه في جنوب دارفور بعد ضربها بالطيران كنا نعاني من تسليح الحكومة للقبائل لأنها تستخدمها في نهبنا حيث يتم تهديدنا بالسلاح لأخذ ما عندنا من اموال نعمل حتى نكسب قليل من المال لإطعام أولادنا فينهب من قبل المسلحين ولم أحظ بأي نوع من التعليم حتى اجد اي عمل والمدارس مغلقة نزحنا الى المعسكرات والحال كما هو عليه لذلك قررت أن اصل أوروبا لأعيش حياة افضل ذهبت من دارفور عبر تشاد الى ليبيا وكان الطريق سيئا وخطرا كلما ندخل عبر بوابة تشاديه يؤخذ منا مبلغ رشوة حتى لا يتم تسليمنا احيانا ندفع واحيانا نختبئ منهم وصلنا ليبيا وجدنا تعامل اسواء تمنيت أن اموت لأن الموت راحة في الطرق تعرضنا للضرب والنهب ، كنا نخشى الخروج لأننا لو خرجنا يمكن أن تختطفنا احدى المجموعات المسلحة لتبيعنا أو تطلب فدية من اهلنا تصل لخمسة وخمسون مليون جنيه سوداني ونتعرض للنهب والسرقة ويواصل في سرد حديثه يقول تم نهب مبلغ الفين دينار ليبي مني ، دفعت للمهربين ما يعادل ثمانية ألف جنيه سوداني في المرة الأولى ركبنا مركب متهالك معد من الخشب والانبوب وبعد تسعة ساعات كادت أن يغرق المركب بنا لأن المياه دخلت عليها حيث أستسلمنا للموت ولكن فجأة ظهرة طائرة وحلقت حوالي ساعة ثم جاءت باخرة كبيرة انقذتنا من الموت المحقق وتم أرجاعنا مرة أخرى الي ليبيا حيث دفعت خمسمائة دينار ليبي مقابل إطلاق سراحي وحاولت ركوب البحر مرة أخرى هذه المرة وصلت الى ايطاليا عن طريق جزيرة تسمى (سسليا ) وضعونا في عمارة بحراسة ومنعونا من التحرك واصروا على اخذ بصمة الاصابع رفضت التوقيع والبصمة لكنهم استعملوا معي القوة واجباري على عمل البصمة وبعد أخذ بصماتي تمكنت من الخروج من سسليا الي أن وصلت فنتيميليا في الحدود الإيطالية الفرنسية ، بعد أسبوع قضيته في فنتيميليا تمكنت من الدخول إلي فرنسا التي استقبلتني شوارعها وها أنا أعيش في خيمة بين ضفاف نهر السين في هذه الاجواء الباردة.
أسحق أيضا يقيم تحت الجسر علي ضفاف نهر السين يروي قصته حيث يقول أنه يعيش في اطراف أمدرمان ويقول أن أمدرمان تحولت الى طبقة واحدة قادرة أن تعيش ونحن الفئة الفقيرة قليلة التعليم لا مكان لنا فيها فقررت الخروج من السودان حيث يقول تحركت ولم اتخيل ان يحدث لي ما حدث وصلت الى ليبيا وركبنا البحر وكان البحر هاج بشدة والموج اصبح عاليا كدنا أن نغرق تشهدنا وانتظرنا قدرنا تم انقاذنا ببارجة ونقلنا الى تونس في تونس جاء الاعلام صورونا وهناك قدمت قصة للجوء لكن لم يتم قبولي عدت الى ليبيا وعملت لمدة شهرين حتى اجمع قدر من المال لأعاود المحاولة مرة أخري برغم خطورتها وبعد جمع 2000 دينار ليبي تم الاحتيال علي من قبل المهربين في المرة الثالثة كنت وصلت درجة عالية من الاحباط ووجدت سوداني ساعدته للوصول الى المهربين وتحويل امواله الى يورو وساعدني بتسليفي تكلفة الرحلة على أن ارجعها له اذا وصلنا الى أوروبا وتحسنت اوضاعنا وصلنا هنا وعشنا في الشارع ولم نجد لجوء او حياة كريمة الى الآن وتم رفض طلبي اللجوء ، حيث يقول هناك حسد وهناك عنصرية من سودانيين موجودين هنا بدلا أن يساعدوك يضللوك فيما يجب أن تفعله وتقوله في مقابلة اللجنة التي تقرر قبول اللجوء . فاصل ونواصل .

الطيب محمد جاده