(اللا مُبالي ) بقلم الطاهر ساتي

(اللا مُبالي ) بقلم الطاهر ساتي


05-19-2018, 09:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1526760844&rn=0


Post: #1
Title: (اللا مُبالي ) بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 05-19-2018, 09:14 PM

09:14 PM May, 19 2018

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




:: ومن أخبار الجمعة، نقلاً عن صحيفة آخر لحظة، خبر عن استدعاء رئاسة الجمهورية لوزير المالية والاقتصاد الوطني الفريق محمد عثمان الركابي الذي يتواجد حالياً في السعودية برفقة أسرته، وطالبت رئاسة الجمهورية بقطع إجازته والعودة إلى البلاد (فوراً)، وتقول الصحيفة أن سفير الخرطوم بالرياض شرع - فور إبلاغهم بالاستدعاء - في إجراءات عودة وزير المالية، وأن لاستدعاء وزير المالية صلة بالظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وقالت مصادر الصحيفة أن الفريق الركابي غادر للمكلة العربية السعودية منذ أسبوع لأداء شعيرة العمرة برفقة أسرته، وكان يعتزم التوجه من السعودية إلى كورياً..!!

:: ناهيكم عن تكاليف الحج والعمرة، فما عليه حال الناس والبلد كان يجب أن يُرغم المسؤولين على التبرع ببعض قوت يومهم لصالح موائد فقراء ومساكين هذا الشهر الفضيل، ولكنهم لا يشعرون بما تحدثه سياساتهم في (حال الناس)، والفريق الركابي نموذجاً صارخاً للمسؤول ( اللامبالي ) بحال الناس والبلد .. كان ولا يزال الوزير الركابي أفشل من وطأت قدماه وزارة المالية في العقود الأخيرة، ومع ذلك تجاوزه التعديل الوزاري الأخير وسط دهشة الناس، ربما لحين وصول نهج سيادته بسعر الدولار إلى ما فوق المائة جنيه .. وقبل أشهر، كتبت فيما كتبت بأن صرف الراتب للعامل ليس بحاجة إلى عبقرية، وقد يؤدي هذه المهمة أي مواطن يتقن جدول الضرب وعمليات الجمع والطرح والقسمة، بل صار هذا الصرف من مهام (الصراف الآلي).. !!

:: ولكن تحسين الراتب بحيث يكفي حاجة العامل وأسرته ثم زيادة إنتاج العامل بحيث يكفي حاجة الناس والبلد بحاجة إلى عبقرية لا تتوفر إلا في خبراء وعلماء الاقتصاد .. وهذا هو الفرق بين أن يكون وزير المالية بأي دولة (صرافاً) أو (اقتصادياً).. فالفريق الركابي قد يصلح بأن يكون (صراف شاطر) بأي مؤسسة حكومية، وربما كان ناجحاً في هذه المهمة في إحدى مراحل حياته المهنية، ولكن هذا لا يعني الرهان عليه بحيث يكون (اقتصادياً ناجحاً)..وكما يعكس الوضع الراهن، وبشهادة صفوف الوقود والغاز وضنك الحياة، فناهيكم عن عبقرية ايجاد الحلول، بل عجز الفريق الركابي حتى إقناع نفسه بأن هناك أزمة في بلادنا تستدعي العمل بصدق وتجرد ونكران ذات .!!

:: لو كان الفريق الركابي قريباُ من الناس لعرف الحال العام وما هم عليه من (ضنك و رهق)، ولعرف مشقة الصيام تحت الشمس في صفوف الوقود والغاز و لعلم مشقة توفير الإفطار لأسرة في ظل تصاعد الأسعار على مدار الساعة.. ولو علم كل هذا لما سافر - معتمراً باسرته - بمنتهى اللامبالاة، تاركاً المواطن يصطلي بنيران (فشله وعجزه ).. كان على الفريق الركابي أن يكون قريباً من الناس ولو مظهرياً بدلا عن نهج ( أنا مالي )، و كان عليه أن يتقاسم معهم بعض آلامهم ولو بالإحساس فقط لاغير، بدلا عن إستفزازهم .. و كما رفع المسمى - مجازاً - بدعم الوقود والقمح والكهرباء عن كاهل حكومته ليرهق به كاهل المواطن المرهق بالفطرة والميلاد رغم أنف الأرض والنيل والساعد، كان عليه أن يؤازر هذا المواطن المنكوب - ويشكره على صبره عليه - ولو بالتنازل عن تكاليف عُمرة عام الرمادة .. !!


fb