نعي أليم بقلم كنان محمد الحسين

نعي أليم بقلم كنان محمد الحسين


05-14-2018, 11:22 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1526293335&rn=0


Post: #1
Title: نعي أليم بقلم كنان محمد الحسين
Author: كنان محمد الحسين
Date: 05-14-2018, 11:22 AM

11:22 AM May, 14 2018

سودانيز اون لاين
كنان محمد الحسين-sudan
مكتبتى
رابط مختصر





اكتشفت احدى الدول الآسيوية التي تقوم بتوفير عاملات المنازل لدول العربية ان هناك شكوى من عدم معرفة العاملات بالتعامل مع الاجهزة المنزلية والالكترونية الحديثة من غسالات وثلاجات وتلفزيونات ومكانس كهربائية ومكيفات هواء وخلاطات وحاسوب وغيرها من الاجهزة والمعدات ، مما حدا بإحدى النساء في هذه الدولة بافتتاح معهد خاص لهذا السبب وقامت بشراء احدث الاجهزة والمعدات الكهربائية والالكترونية ، واطلقت دورات تدريبة لتدريب العاملات الراغبات في السفر إلى الخارج للتعرف على كيفية التعامل مع هذه الاجهزة وكيفية تشغيلها واغلاقها حتى لايتم ارجاعهن مرة اخرى لهذا السبب .

كما ان الفلبين اشتهرت بانتاج افضل انواع فاكهة الموز والاناناس وغزت بهما بعض الدول في الشرق الاوسط ، وكان لديها ميزة تنافسية بفضل جودتها ، مما حدا بهذه الدولة القيام بزراعة هذه المنتجات وبنفس الجودة ، وقامت بعرضها تقريبا بثلث السعر ، مما خلق منافسة شرسة ، وقد اوردت هذه الامثلة حتى نعرف ان هذه الدول لاتترك أي شيء للظروف ، حيث هناك مراكز للابحاث ومراقبة الاسواق والتعرف على احتياجات المستقبلية لمنتجاتها ، ومدى جودة المنتجات المنافسة وكيفية التغلب على المشاكل والقيام بمسوحات السوق والبحوث العلمية .

وقد سمعت بالصدفة في احدى قنواتنا الفضائية احد المزارعين يشكو بحرقة من ان الشركات التي تستورد الاسمدة لاتفرق بين احتياجات القطن و احتياجات الخضروات والحبوب ، مما اضر بمنتجاتنا ، حيث تم ارجاع الكثير من هذه المنتجات بسبب عدم مطابقة الاسمدة التي استخدمت في المساعدة على انبات هذه المحاصيل. وهذه الاشياء وغيرها تؤكد مدى العشوائية والتخلف الذي يحيط بنا ، على الرغم من اننا لم نكن هكذا.

وهذه الأمور ادت إلى الحكم بالاعدام على بلادنا والقضاء على مداخيلها ، واصبحنا في كل يوم نذهب إلى الوراء ، وقد تم القضاء على الدولة تماما ، وذهب مشروع الجزيرة إلى مثواه الأخير ، ولحقت به السكة حديد والخطوط الجوية السودانية والخطوط البحرية . ولحق بهم كافة مشاريع الزراعة المروية والمصانع والمعامل والثروة الحيوانية وكافة ابواب الرزق ، وقد ضرب العطش ثروتنا الحيوانبة بسبب ازمة الوقود ، ومات "الدهابة" في الصحراء بسبب العطش ، وماتت المشاريع الزراعية الخاصة والعامة بسبب ازمة الوقود. ومحطات الكهرباء بدأت في التوقف تدريجيا بسبب الوقود.

وقد شاهدنا كيف أن ازمة المواصلات تسببت في توقف عجلة الانتاج ، وشاهدنا كيف الناس يعتلون الشاحنات واللواري حتى يصلون إلى اماكن عملهم .مناظر مضحكة في القرن الحادي والعشرون ، والناس في دول العالم الخرى الفقيرة والغنية تمتلك السيارات الخاصة وتوجد محطات الميترو والقطارات في كل مكان من العالم ، والنقل النهري والبحري والحافلات الفاخرة التي لاتصدق انه يركب على حافلة وهي عبارة عن فندق من فئة الخمس نجوم. واهلنا " يتشعبطون" في اللواري بصورة مخجلة وتدعو للحزن ، في هذا القرن الذي اصبح كل شيء في الدنيا رقميا والقطارات تسير في الانفاق وتعمل بالازرار. مأساة فعلا تدمي القلوب.

وقد شهدت البلاد اكبر عمليات للسرقة والتهريب للعملة الصعبة والذهب والمعادن النفيسة إلى الخارج دون ان يستفيد اهلنا منها شيئا ويعيشون في مستنقع الفقر والعوز والمعاناة ، هناك عصابات تعمل بدون وازع من ضمير او اخلاق تنهب في ثرواتنا ، وتهربها إلى خارج الحدود ، ومن تهرب منا هل سيتهرب من رب العباد ، ومن سيخلد ويعيش الف سنة حتى يستمتع بهذه المليارات الحرام. والعباد لايجدون الدواء ولايجدون الوقود ولايجدون الكهرباء ولا الماء ولا ولا الخ...

ولا نقول الا حسبي الله ونعم الوكيل

(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)



كنان محمد الحسين

[email protected]