دورة تدريبية (في إحياء الضمائر) !! - - بقلم هيثم الفضل

دورة تدريبية (في إحياء الضمائر) !! - - بقلم هيثم الفضل


05-14-2018, 04:17 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1526267859&rn=0


Post: #1
Title: دورة تدريبية (في إحياء الضمائر) !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 05-14-2018, 04:17 AM

04:17 AM May, 13 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

مبارك النور عضو المجلس الوطني عن دائرة الفشقة بولاية القضارف ، يُعلن عن عزمه إستدعاء حامد ممتاز وزير ديوان الحكم الإتحادي لقيادته وفداً يضُم 20 وزير مالية ولائي لدورة تدريبية في الصين تستغرق إسبوعين ، تخيَّلو يا سادتي شرفاء هذه البلاد من قبيلة الغُبُش البسطاء وفي الوقت الذي تصطف فيه مركبات السودان في مشهد مأساوي يُعلن عن حالة إفلاس الدولة وفشلها الإداري ، للتزوَّد بالوقود الذي هو من أهم البِنيات التي تقف عليها حركية الإقتصاد والتداول التجاري الداخلي عبر ما يسمى بمنظومة النقل الفعَّال والأقل تكلفة والأكثر سرعة ، وفي ذات الوقت الذي أوشكت فيه أزمة الوقود نفسها على التأثير في مُقبل الأيام القادمة على قطاعات أكثر حيوية كقطاع المخابز والكهرباء الذي لا يُنكر المسئولين عنها إعتماديتها بصورة أساسية ومُلِحة على التوليد البترولي ، وما سيصيب أو أصاب فعلياً حركة الإنتاج في المصانع الصغيرة والمتوسطة على ما تعانيه من عِلات أخرى كثيرة ، وفي ذات الوقت الذي تنادي وتُعلن فيه جهات عُليا حربها على الفساد وعزمها على تقليل الصرف الحكومي ، ينبري أحد قادة حكومة المؤتمر الوطني وأحد حاملي لواء شعاراتها الفضفاضة لقيادة هذا الوفد الرفيع المستوى للمكوث في الصين إسبوعين ، بكل التداعيات المالية والأعباء المتعلِّقة بما يخرج من البلاد من عملات صعبة ، والموضوع دورة تدريبة في مجال الإدارة المالية !! ، ليقفز في أذهان البسطاء من المكتوين بنار الغلاء الفاحش وإنعدام المواصلات وعدم القدرة على تلبية الضروريات وفي مقدمتها التعليم والإستشفاء والحصول على الدواء السؤال التالي (ما حاجة البلاد أصلاً إلى 20 وزير مالية أو يزيد) ، وهي أيي البلاد تغرق في مستنقع من الفشل الإقتصادي على المستوى التخطيطي والإستراتيجي والواقعي المُعاش ، ولو كان هؤلاء الوزراء من المتخصصين وأصحاب الخبره والتأهيل ولم يلجوا إلى تلك المناصب من باب الموالاة والتمكين ، لما إحتاجوا لتدريب في مجالاتهم التي هم قادة التصدي لأعبائها ، لأول مرة في حياتي أسمع بدورة تدريبية لوزير ، خصوصاً إذا كان وزير مالية لأنها الوزارة الوحيدة التي لا تحتمل أن يجلس على رأس هيكلها غير متخصِّص أو غير مؤهَّل ، هذه الرحلات التي أحسب أنها قد كلَّفت خزينة الدولة مئات الآلاف من العملات الصعبة مهما كان محتوى الإتفاقيات المبرمة بين الدولتين ، هي على أدنى تعبير خنجرٌ مسنون يطعن في خاصرة الإقتصاد السوداني ومعوَّلٌ فعَّال يهدم بناء معيشة المواطن البسيط الذي تهالكت وتزعزعت قواعده منذ ما إستشرى غول الفساد و إنحدار الأخلاق في أركان الدولة مجتمعة وفي مقدمتها الخدمة المدنية ، هذه الأخيرة التي أصبحت في عهد المؤتمر الوطني لا تخدم غير مَن جلسوا في أعلى مراكزها ومناصبها ، لا يلوون على شيء سوى تكالبهم المستميت واللامنقطع نحو تحقيق مصالحهم الشخصية بإسم المصلحة العامة ومن مال الشعب المنكوب ، أما كان من الأجدى أن تُوَّجه مثل هكذا مبالغ إلى دعم مشروع صيانة مصفاة الجيلي أو دعم مرضى أطفال السرطان وما يحتاجونه من جرعات أو الإستزادة من ماكينات غسيل الكلى التي يقف فيها المرضى بالصفوف شأنها وشأن صفوف الوقود والغاز ، هذه البلاد يا سادتي لا تحتاج إلى ( تدريب كوادر) على الأقل في ظل هذه الأزمة الطاحنة بقدر ما تحتاج إلى (تغيير) و(إقتلاع) كل من إعتلوا ظهر المناصب على جواد الموالاة والتمكين السياسي ، فضلاً لإحتياجها الأساسي والعاجل لدورة تدريبة في مادة (إحياء الضمائر).