اللحاق بمحاصصات 2020 بقلم د.أمل الكردفاني

اللحاق بمحاصصات 2020 بقلم د.أمل الكردفاني


05-09-2018, 07:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1525891333&rn=0


Post: #1
Title: اللحاق بمحاصصات 2020 بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 05-09-2018, 07:42 PM

07:42 PM May, 09 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر






ربما كان افضل ما فعلته الانقاذ هي انها عرت القوى السياسية جميعها ، الانقاذ استخدمت قاعدة (لكل رجل ثمن) وطبقتها بحذافيرها ، وربما أصيبت بالدهشة العارمة حين رأت النتائج غير المتوقعة من تطبيق هذه القاعدة. لقد هرول الجميع بل تسابقوا لقبض اثمانهم ، اتذكر كيف كانت اجتماعات القوى المسلحة مع وفد النظام ، وفي الوقت الذي اجمعت فيه القوى الثورية على رفض شروط النظام المجحفة ، سارع مناوي وقبل المحاصصة وباع الجميع ، كانت ضربة كادت ان تكون قاضية للقوى الثورية المسلحة ، لولا ثبات خليل ابراهيم وعبد الواحد لاستطاع النظام ان يحرق القوى الثورية كلها بضربة واحدة كما فعل المك نمر مع الاتراك . لقد جرب مناوي حظه مع النظام وتم اهماله ، بعد سنوات من محاولاته الدؤوبة لتحقيق بعض طموحاته التي كانت تدور في مخيلته كأحلام يقظة ، بعد ذلك ولما انكشف عنه الغطاء وصار بصره حديد انقلب الى اهله غير مسرور . ذات الامر فعلته الاحزاب غير المسلحة ، لقد هرولت وراء النظام طويلا ، بعضها حصل على مناصب ديكورية لا تسمن ولا تغني من جوع كالبرلمانات الاتحادية والولائية التي لا نعرف ما هو عملها اساسا سوى الاشتغال كمواسير لتمرير قوانين النظام (بضبانتها) او لتعديل الدستور (كما تفصله الحكومة) ، وفي احيان قليلة الاحتجاج على اسعار الساندوتشات بكافتيريا البرلمان ، او استدعاء وزير ثم النوم اثناء استجوابه ، واخيرا التصفيق والتهليل والتكبير للميزانية التي تخصص نسبة 80 في المائة منها للسلاح . بعض الرموز السياسية اكتفت بهذا او زادت عليه بتعيين ابنائها في القصر ثم خيطت شفاهها بخيوط من القيطان والتزمت الصمت. وبعضها لا زال يبحث فوق هذا على تقدمات على مذبح الشعب. وجاء الحوار ونال من نال منهم نصيبه ، وانتهى الحوار كما لو لم يكن له وجود ، ثم اعاد النظام تشغيل اسطوانة الانتخابات من جديد ، انتخابات 2020 والتي سبقتها قرابة خمس او ست انتخابات اكتسح فيها السيد الرئيس منافسيه بنسب عالية ، لكن الملاحظ ان السيد الرئيس -وهو شخص طيب ولا يحب ان يأكل وحده (اللي ياكل لوحدو يزور) - قرر في انتخابات 2015 تقديم جوائز او ترضيات لمن شاركوا بحماس في الانتخابات ، بعضهم بتركهم يفوزون في الولايات ، وبعضهم الاخر - ممن رسب في الانتخابات- الحقه بركب الحوار وخصص له منصبا او وظيفة ، وهكذا عاش الجميع في سبات ونبات وخلفو من العيال اولاد وبنات وقد اعطيت لهم فرصة المشاركة في السرقات... ، لا شك ان هذا اثار حفيظة الذين لم يكونون يتوقعون من السيد الرئيس ان يفعله ابدا ، لقد وسموا المتحاورين بالخيانة وبيع قضية الشعب (الشعب الحائر كنجمة نبات العشر) ، وقد اقسم هؤلاء قسما - وإنه لو تعلمون عظيم- بأنهم سيعملون على اقتلاع النظام من صياصيه (الصياصي هي القصور على ما احسب ولكني استخدمها لأن جرسها الصوتي يعطي تصورا آخر للمعنى) . اعلن الرئيس انه لن يترشح لاننخابات 2015 ولكنه ترشح ، وانا اقف معه في هذا الترشح لأسباب عديدة ليس هذا مكانها (لاحظني يا ريس) . وتقدمت بعض الاحزاب بالطعن امام الدستورية ببطلان الترشح ، غير ان الدستورية (هذه المؤسسة المستقلة ذات السيادة) رفضت جميع الطعون . في الواقع لم اطلع على اسباب الرفض فقد جاء الرفض بالجملة ، وفاز أسد افريقيا ، فهللنا وكبرنا (شوف الكلام دة يا ريس...خلي بالك) ، والان سيتم تعديل الدستور ليترشح الرئيس لولاية لا اعلم ان كانت ثالثة ام رابعة ام خامسة فلا اتذكر صراحة ، وقد تركت الاحزاب السياسية (طبعا التي لم تحصل على حصصها بعد) هذا الامر الخطير ، وبدأت تتنادى يضرورة المشاركة في الانتخابات القادمة. وذلك وباعتبارها (ممثلة لشعب كوكب بلوتو او اي شعب آخر) ترى ضرورة مقاومة النظام بالقانون.... (وكل شيء بالقانوووون..) ، وفي ظل الازمة التي تعرض لها النظام الآن ، وهي أزمة جد خطيرة ، تسامت هذه الاحزاب على جراحاتها من اجل منع سقوط النظام ، وصمتت صمت القبور عن تناول هذه الأزمة او استغلالها لتحفيز (شعب كوكب عطارد او اي شعب كان) للخروج ، فليس هذا وقت تهديد الأمن القومي ، انظروا كيف ان احزابنا هذه رفيعة الخلق. لا بل تنادت الى الانتخابات ، وعقدوا ما عقدوا من اجتماعات ومناظرات وهمية ، لأنها تخشى سقوط النظام. ذلك ان النظام ان سقط ؛ فمن سيعطيها حصتها . نداء السودان المشكل من منهزمين ميدانيا (عقار وعرمان ومناوي) ومنهزمين قيميا ومبادئيا وجماهيريا (المهدي) اعلنوها صراحة ، سندخل الانتخابات ، لكن لم يكن ذلك بجديد ، فعقار وقبل شهور طويلة (وابان فقده لقيادة الحركة الشعبية وتحوله الى باحث عن اي لقمة في صحن العصيدة التي كادت ان تنتهي) اعلن بأنه مستعد للدخول في الانتخابات. ومن ثم يكون اعلان نداء السودان بالنسبة له تحصيل حاصل.
لقد استطاع البشير تثمين جميع الرجال ، بعضهم بثمن بخس ، وبعضهم بأبخس منه ، وبعضهم ردمه عسكريا كعبد الواحد وبعضهم احتال عليه واعتقله وحاكمه في محاكم الظلام العسكرية كموسى هلال.
اذن دعوني هنا اخاطب الشعب ؛ دعوني اخاطب الشباب ، دعوني اخاطب المناضلين واصحاب الدماء الساخنة ، والقلوب المتأججة طالبا منه ان يبردوا قليلا... ابردوا يا شباب ، ودعونا نفكر في طامتنا الكبرى هذه ، طامة حكمنا بلصوص وطامة تمثيل لصوص آخرين لنا وحملهم اسمائنا كورقة تفاوض من اجل حصولهم على مناصب لهم ولأهليهم. انني اخاطب هؤلاء الشباب طالبا منهم ان يختاروا احد خيارين: اما ان يتركوا كل ما بيأيديهم وينضموا مساندين للبشير ، او يتجمعوا على قلب رجل واحد ومعهم كل الشعب ليتفاوضوا حول تحقيق مصالح الشعب باسم الشعب حقيقة لا زورا ولا بهتانا. واذا كان اللصوص يحصلون على حصص من الحديث باسمائينا اذن فلنحصل نحن -من باب اولى على حصصنا وعلى حقوقنا- بدون اي واسطة ، فالنظام ليس الله ، لننتظر من الاخرين تمثيل دور جبريل او الانبياء. وكما نحن بشر فالبشير بشر ، وكما ان للبشير قوة فلنا قوة ، وان كانت قوتنا كشعب اكبر من قوة اي نظام اخر حتى ولو كان كنظام كوريا الشمالية. لابد من توحيد كلمة الشباب ، ولابد للشباب ان يتبرأوا من اولئك اللصوص اجمعين ، ويجب ان ينكر الشعب انه قد اعطى اسمه لوكيل عنه من تلك الاحزاب او المجموعات التي تدعي انها وكيلة عنا كذبا وبهتانا. لا لانتخابات 2020 لا لمن يشارك في انتخابات 2020 . لا لمن يبشر بانتخابات 2020 ، لا لمن يحدث نفسه بانتخابات 2020 ، وليسقط النظام الان او بعد الف سنة... وسيظل الشباب ومن ورائه الشعب رافضا لأن يكون كومبارسا للمسرحيات الهزيلة... ولا تابعا للمهرولين بحثا عن دور فيها ...