عن تصريح وزير النفط بقلم د.أمل الكردفاني

عن تصريح وزير النفط بقلم د.أمل الكردفاني


05-07-2018, 11:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1525732844&rn=0


Post: #1
Title: عن تصريح وزير النفط بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 05-07-2018, 11:40 PM

11:40 PM May, 07 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر







وزير النفط السوداني كشف عن مباحثات بين الخرطوم والرياض حول اتفاقية مساعدات نفطية ستمد السعودية بموجبها السودان باحتياجاتها النفطية لمدة خمس سنوات بتسهيلات.

ويلاحظ في هذا الخبر انه تحدث عن مباحثات وليس اتفاقا تم ابرامه ، وهذا يعني ان ما تلاه من تصريح هو مجرد آمال لم تثبت على ارض الواقع ، كما لم يبين لنا تصريح الوزير متى بدأت هذه المباحثات ولا متى ستنتهي ، ثم ان التصريح تحدث عن مساعدات ، لكنه عاد وتحدث عن تسهيلات ، وهذا تناقض ظاهر ، فإما ان تكون بلا مقابل وهنا تسمى مساعدات ، او بمقابل وهنا يأتي دور التسهيلات ولا تجوز تسميتها بمساعدات.
كما ان من الواضح من هذا التصريح انه بالفعل هناك خطاب موجه من الحكومة السودانية للمملكة بهذا الخصوص ، ولكنه خطاب لم يرد عليه ، فالأمر ليس مباحثات ، فالمباحثات تجري في مكان وزمان معلومين ، ولم نسمع بأن هناك وفدا سعوديا جاء للتباحث ولا وفدا ذهب من السودان للتباحث ، مع العلم ان التباحث في مثل هذه المسائل لا يمكن ان يتم بتمثيل من وزارة النفط فقط ، بل هناك وزارات اخرى يجب ان تشارك واهمها الماليةحتى تستعد لخدمة الدين المترتب على العطية السعودية.
ومن خلال هذا هذه التصريحات نستشعر بوضوح عمق الازمة التي تمر بها الحكومة. وقد ورد تصريح آخر بأن امريكا قد منعت دول الخليج من تقديم اي مساعدات تمهيدا لسقوط النظام. فوق هذا بدأت تيارات من الحركة الاسلامية ترفع صوتها احتجاجا على حكم البشير لثلاثين عاما وما ترتب عليه من كوارث وكأنها لم تشارك فيه وهذا قفز من السفينة الغارقة لكنه يكشف عن طبع الخيانة فيه. مما يدل على اتفاقات من تحت الطاولة بين هذه التيارات الاسلاموية والولايات المتحدة الامريكية . وهذا يذكرنا بما حدث ابان حكم مبارك حينما عقدت امريكا اجتماعات مطولة مع الاخوان المسلمين. ويبدو في نفس الوقت ان البشير يستعد لخوض معركته الأخيرة الحاسمة وقد تكالبت على جثته الذئاب وأحاطت به احاطة السوار بالمعصم. القوى السياسية الانتهازية الأخرى صامتة تماما ، بل ان بعضها اعلن عن مشاركته في انتخابات 2020 ، ويبدو ان هذه القوى تريد امساك العصا من المنتصف كما كان يفعل اليهود حينما تتصارع قوتان ، فهم لن يتخلوا عن الجزرة التي مدها لهم النظام ، وفي نفس الوقت يخشون من فقد الشارع اذا سقط الراعي الرسمي لهم. اما الشعب فهو في حالة ترقب ، وربما كان هو الأذكى في هذه اللعبة ، حيث فقد الثقة في جميع الأطراف. لكن الأهم ان الشعب لن يسمح ابدا باعتلاء هذه الديناصورات لظهره من جديد... سيسقط النظام وستسقط معه هذه القوى وستتشكل قوى شبابية لها استقلالها وذاتيتها لتقود المرحلة القادمة.