مسافة السكة ! بقلم أيمن الصادق

مسافة السكة ! بقلم أيمن الصادق


05-04-2018, 06:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1525454003&rn=0


Post: #1
Title: مسافة السكة ! بقلم أيمن الصادق
Author: أيمن الصادق
Date: 05-04-2018, 06:13 PM

06:13 PM May, 04 2018

سودانيز اون لاين
أيمن الصادق-sudan
مكتبتى
رابط مختصر

نصف الكوب

[email protected]



قرار الدخول في حرب اليمن ، والذي جاء عبر المشاركة في ما يعرف بعاصفة الحزم لم يسعدني، وأثق أن أعدادآ مقدرة من مواطني أزعجهم ذلك ؛ لأن قرار الدخول في الحرب هو من أصعب القرارات التي يمكن أن تُتخذ ، ولعلنا نتابع الأحاديث التي تدور في الولايات المتحدة هذه الأيام بشأن حرب العراق ، فأميركا ( بوش ) اتخذت قرار إجتياح العراق مع بريطانيا بالرغم من قوتهما العسكرية ، والوزن الدولي وكل ما يتعلق بهما إلا أن الأمر لايزال يخضع للتقيم ، والتحقيق معآ ، وقبل سنوات بريطانيا كونت لجنة للبحث والتحقيق في ما إذا كان توني بلير محقآ في الدخول في حرب العراق ، وكان بلير يمثل عدة مرات ولساعات أمام لجنة التحقيق لإستجوابه، ودونكم وثيقة المخابرات الأمريكية الأخيرة التي تحدثت عن أن مبررات حرب العراق كانت مفبركة وما إلى ذلك ، وكذلك نعلم الكثير عن ما يتعلق بالعراق بعد رفع الحظر عن بعض الوثائق الامريكية السرية وأحاديث عملاء سابقين بالسي آي أيه .
أوردت أعلاه كمثال لأوضح أن قرار الدخول في الحرب يمكن أن يرهق دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا ، مهما كانت الأسباب ( مقنعة أو غيره ) ، وأيضآ مهما كانت المكاسب والمصالح التي يمكن أن تتحقق ، وبالنسبة لنا في السودان لم تضع الحرب أوزارها بعد في كثير من المناطق ؛ وكذلك بعض التهديدات الأمنية التي لا تزال قائمة ، ولكن بين ليلة وضحاها ذهب مواطنينا لحربٍ آمن بها متخذو القرار ( وحدهم ) فقط ، وكذلك هم من قدروا أسبابها ، وقيموا فوائدها ( ونعلم تمامآ أن مثل هذه الحروب لعنة ولا خير فيها ) !! كما ظل الجميع صائمآ عن الخوض في أمر هذه المشاركة ( حتى البرلمان ) الى أن عاد ظهوره في الصحافة السودانية بعد تداول خبر كتلة التغيير في البرلمان و موضوع سحب القوات من اليمن ، اعتقد أنه جاء بعد ضوء أخضر من الحكومة ، ويأتي أيضآ بعد تداول أخبار تتحدث عن فتور في العلاقة بينها والمملكة السعودية ، والتي تقود الحرب في اليمن ، ولديها أجندتها الخاصة التي يعلمها القاصي والداني ، ولا تزال السعودية هي الخاسر الأكبر في حربها من إيران ، بالرغم من أنها تقود ضدها حرب دبلوماسية وعسكرية ودعمت وأججت الحرب في العديد من الجبهات ، وسخرت آلتها الإعلامية ؛ وكله من غير فائدة ! .
الذي أريد قوله هنا أن السعودية وقبل أن تبدأ حرب اليمن ( عاصفة الحزم ) سعت لحشد الدعم والتأييد ( جبنآ منها ) حتى لا تواجه عدوها اللدود وحدها ، وكان السيسي قد وعد بالمشاركة في الحرب وأكدها بــ مسافة السكة ... هي العبارات التي قدمها السيسي لقادة حرب اليمن ( أي سيدعم الحرب بجنوده ) ولكن كل ما قدمه هو بيان من خارجيته ، وحصل بذلك على أموال طائلة ( قيل أنه طلبها ليقنع شعب مصر ) ، وتفسيرات أيضآ تقول أن تحذيرات روسيه صدرت له ، ووضعها بعين الاعتبار ، وظل الحنق الخليجي منه الى أن إنقضوا عليه بعد أكثر من عام من انطلاق عاصفة الحزم ( بعد دعمه للقرار الروسي بمجلس الأمن ) وعلى كلٍ ظلت العلاقات المصرية الخليجية غير جيدة الى أن وجدو ضالته في التحالف ( المرحلي ) ضد قطر ( تحالف الحصار ) وحقق السيسي مكاسب عديدة سياسية وإقتصادية ( آخرها نيوم ) وكنت موقن أن التقارب السوداني ( الخليجي ) قبل وبعد عاصفة الحزم قد أزعج مصر ، ويبدو أنهم الآن نجحوا في مساعيهم !.
أعود وأقول أن تسمح الحكومة بنشر وتداول خبر مطالب سحب القوات من اليمن ، بل وتسمح أيضآ بالتعليق عليه في جهازها الإعلامي ؛ فهو أمر يُحدث عن تأزم العلاقة بينها والسعودية .
- وبرأيي لايزال الوقت مبكرآ لتقييم المشاركة في عاصفة الحزم ( ما تحقق منها ، وما طالنا ) ... وأرجو أن لا يتأذى من ذلك قادم الأجيال !
ورحم الله من قضى بها .