غطاء الفشل ..(1)! بقلم الطاهر ساتي

غطاء الفشل ..(1)! بقلم الطاهر ساتي


05-02-2018, 01:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1525265905&rn=0


Post: #1
Title: غطاء الفشل ..(1)! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 05-02-2018, 01:58 PM

01:58 PM May, 02 2018

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


:: التهانئ لصغارنا الذين نجحوا في إمتحانات شهادة الأساس بكل مدارس السودان، والدعاء لمن لم يحالفهم النجاح بأن يُجنبهم الله الحزن واليأس ثم يكرمهم بالتفوق في العام القادم.. بولاية الخرطوم، كما قالت وزارة التربية والتعليم، بلغت نسبة النجاح ( 87%)، ويجب الوقوف عند هذه النسبة غداً باذن الله.. وإلى ذلك الحين، يجب تنبيه مجلس الوزراء والبرلمان - للمرة المليون - بأن محليات السودان، إما لضعف الموارد أو لسوء إدارتها، عاجزة عن آداء واجبها (كما يجب)، أي عاجزة عن بسط مجانية وإلزامية التعليم في هذه المرحلة من عمر الإنسان ..!!

:: والرهان على المحليات فقط في تحقيق هذا الحلم سيظل رهاناً خاسراً .. فالمحليات إما عاجزة أو فاشلة، ويكون الحصاد مخاطر التسرب أو إرهاق الأسر بالرسوم المسماة (مساهمة).. وعندما تطلب إدارات المدارس من أولياء الأمور المساهمة في دعم الخدمات وحوافز المعلمين وغيره من بنود الصرف التي يجب أن تتحملها الحكومة، فهي لا تفعل ذلك طمعا في أموال الناس ولابحثا عن الثراء الفاحش .. مدير المدرسة لا يطلب المساهمة- مكرها - إلا لسد حاجة المدرسة.. وكذلك مكرهون أولياء الأمر على السداد.. لأن السلطة التي توجه بمجانية التعليم تتناسى (اذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع).. !!

:: والسلطات المركزية تعلم ذلك، أي تعرف تقصير المحليات في آداء واجبها تجاه المدارس..ومع ذلك، توجه السلطات وتحذر بعدم فرض الرسوم .. وإدارات المدارس - عقب كل توجيه أو تحذير - إما تبتكر صناعة وسائل تحصيل الرسوم المسماة بالمساهمة، أو تدع المدارس كمحض جدران بلامعلمين وبلا كتب، ليصبح الرسوب جماعياً رغم محاولات الوزارات على تغطية هذا الرسوب الجماعي بمثل تلك النسبة - غير الصحيحة - من النجاح، كما سنشرح غدا بإذن الله .. تعليم الأساس يجب أن يصبح مسؤولية جميع مستويات الحكم، من رئاسة الجمهورية وحتى اللجان الشعبية.. !!

:: وليس من المنطق أن نرهن أهم مراحل التعليم لأضعف وأفقر مستويات الحكم، ويكون الحصاد (نسب مفتولة)..ثم أن الزحام الموسمى في سوق الكتب المدرسية يعكس بؤس الحال ، وأن مجانية التعليم محض شعار .. فالتعليم كان مجانا عندما كان ولاة الأمر (طلابا)..ومنذ أن تعلموا مجاناً، وتولوا أمر الناس والبلد، لم يعد التعليم مجانا.. ..فالكتاب الذي كان يوزع مجاناً للتلاميذ لحد الإكتفاء، يباع حاليا كما الأحذية والملابس في الأسواق..وما لم يشترِ التلميذ كتبه، فإنه يشترك مع - زميل أو زملاء - في كتب الحكومة المشتراة من بقايا ميزانية الأمن والدفاع والسياسة.. !!

:: و في المدارس المحظوظة، يشترك كل تلميذين - أو أكثر - في كتاب .. وهناك المدارس المنسية، بحيث يُحدًق كل الفصل في ( كتاب الأستاذ).. لماذا لا تقر الحكومة بخطأ التخلص من مطابع هيئة التربية ودار النشر التربوي، ثم تعيدها ؟، ولماذا لا يُلزم مجلس الوزراء والبرلمان الولايات بتوفير الكتاب المدرسي لحد الإكتفاء؟.. ولن يتحقق هذا الحلم ما لم تتحمل السلطات المركزية المسؤولية مع المحليات .. ليس عدلاً ولا نهجاً قويماً أن يتحمل معتمد وضابط تنفيذي أعباء مرحلة الأساس، بحيث يكون حصاد المجتمع جيشاً من الفاقد التعليمي .. و.. يتواصل الحديث ونرفع الغطاء عن تلك النسبة - 87% - المراد بها ( التجمل)..!!

fb