اخرجوا من أبواب متفرقة..!! بقلم عبدالباقي الظافر

اخرجوا من أبواب متفرقة..!! بقلم عبدالباقي الظافر


04-26-2018, 02:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1524749022&rn=0


Post: #1
Title: اخرجوا من أبواب متفرقة..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 04-26-2018, 02:23 PM

02:23 PM April, 26 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


قبل عام كان الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح ينظر من نافذة الطائرة الى مدينة الخرطوم التي أحبها ..فيما موفد المؤتمر الشعبي يراجع ساعته بين الفنية والأخرى..هبطت الطائرة وتعجل الضيف الخروج..يد تربت على كتف الضيف ثم تنقل خبر قرار السلطات السودانية منعه من الدخول ..كان من المفترض أن يشارك أبوالفتوح في المؤتمر العام للشعبي الذي كان من بين أجندته اختيار خليفة للشيخ الترابي..من الترابي تبدأ صلة بين الأحداث المتضاربة بل ربما رؤية استراتيجية..في العام ٢٠١١ تم فصل أبوالفتوح من حركة الإخوان إثر إعلان رغبته في الترشح مستقلًا في انتخابات رئاسة الحمهورية في مصر..ارتفعت موجة العداء للرجل وتم تخوينه..فيما كان الترابي يرى في خروج الرجل من الجماعة بعضًا من خيارات مواجهة المستقبل.

قبل أيام أشتكى الدكتور علي الحاج ،الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، أن وزراءه في حكومة الوفاق الوطني في وضع مهمش..وأن كل القرارات الصعبة يتم اتخاذها داخل أروقة الحزب الحاكم..لكن قبل أربعة أسابيع كان ذات الرجل يصرح أن حزبه لن يخرج من الحكومة وإن خرج من بقية الشركاء ..بل كانت كلماته واضحة" نحن ثابتون في الحكومة ولن نخرج إلى أن نقع معها ونريد تثبيتها"..الإشارة للسقوط أو الحاجة للتثبيت يقرأ منها أن السياسي المخضرم وضع كل السيناريوهات المتوقعة ثم اختار أسوأها .

حينما اختار الدكتور إبراهيم غندور الخروج من الحكومة مصحوبًا بمشاهد ضاجة اعتقد البعض أنه هروب من السفينة التي اتسعت ثقوبها فيما هي في عرض البحر..ان صح ذاك الزعم أو كذب إلا أن كثيرًا من الشواهد تؤكد أن الحكومة ستواجه صيفًا صعبًا.. مؤسسة الكهرباء أعلنت عن قطوعات مبرمجة تمتد لست ساعات في الأسبوع ..عدد من الولايات عادت لنظام البطاقة في توزيع الوقود مما يشير إلى حدة الأزمة الاقتصادية.. فوج من القطط السمان يخرج بريئاً من المحابس..حلفاء السودان من الخليج العربي ينظرون الى الواقع الصعب في الخرطوم ثم تستقر مساعداتهم في مصر..الغرب مازال مرتابًا في نوايا الحكومة السودانية.

حينما نتحسس الخارطة السياسية نجد كل قطاعات الحركة الإسلامية غارقة في السلطة ..حتى الذين خرجوا أو أخرجوا عنوة عادوا من نوافذ قاعة الصداقة التي شهدت جلسات الحوار الوطني..تحولت أسماء ناهضت الإنقاذ الى حلفاء جدد..هنالك علي الحاج الذي أجبرته الإنقاذ على تعلم اللغة الألمانية وغازي صلاح الدين والطيب مصطفي وبعض من جماعة الشيخ صادق عبدالله عبدالماجد الى جموع أنصار السنة و معظم أطياف الكيانات الصوفية..كل هؤلاء يتحملون عبء الدفاع عن الإنقاذ في أوقات عصيبة.

في تقديري..أن وضع كل البيض في سلة واحدة مجافٍ لقاعدة تقليل المخاطر..كانت الأقدار رحيمة بالحركة الإسلامية التي خرجت من قصور نميري الى معتقلاته في ستة أسابيع ..حينما ذهب ثوار الانتفاضة لإخراج المعتقلين وجدوا الشيخ حسن الترابي مبتسمًا..لكن التاريخ لا يكرر نفسه..ليس من مصلحة كل الإسلاميين أن يكونوا في كفة بينما كل القوى السياسية والشعبية في كفة أخرى.

بصراحة.. لن تخسر الحكومة كثيرًا إن عاد الحزب الشعبي وحركة الإصلاح الآن ومنبر السلام لصفوف المعارضة..بل في الحقيقة ستكسب في المدى البعيد الذي لا يراه حكامنا.

assayha