تعيين غندور رئيساً للوزراء بقلم يوسف علي النور حسن

08:48 PM April, 25 2018

سودانيز اون لاين
يوسف علي النور حسن-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

السيد الرئيس أنت رجل قد تبرعت بنفسك لتتسلم أمانة هذه الأمة بقوة السلاح وقلت وقتها أنك تريد إنقاذ الناس مما كانوا عليه وحتماً سوف تسأل عنها أمام العدل الصمد يوم لا ظل إلا ظله فإن أحسنت أحسنت لنفسك وإن أسأت فلها "ولا تظلمون فتيلا"
أذكرك السيد الرئيس أنه لما بويع أبو بكر الصديق بالخلافة وبعد بيعة السقيفة تكلم أبو بكر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:-
"أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم".

هذا ماطلبه خليفة أعظم خلق الله ورفيق عمره الذي لازمه حتي أتاه اليقين وهو لم يتولي الأمر بنفسه بل بايعه الناس وأنت توليت الأمر بنفسك ولم يوليك أحد ، إن ما قام به غندور هو عين ما ورد في خطبة خليفة الرسول الكريم فإذا كنت أنت تتبرأ من قولة الصدق فأنت قد خالفت ما يقوم به السلف الصالح وإذا كنت تصغي السمع لحاشية من حولك همها المصالح الشخصية فقد فارقت طريق الدين وأنت المسئول عن ذلك أمام الله
السيد الرئيس ،يعلم الله أنني لم أقابل غندور في حياتي ولم يتم بيني وبينه إتصال طول العمر ولكن كل عاقل وأمين في ربوع السودان قالها في الايام الماضية وشهد الجميع للرجل بعفة اليد واللسان وشهدوا له بالمقدرات التي عجز عنها الآخرون ومن الظلم أن تعاقب هذا الوطن بحرمانه من أشخاص مثل غندور وأن تسير بالناس علي هدي أناس ضالين مضلين لم يجني منهم السودان غير الخراب،
السيد الرئيس إن الأمانة والشجاعة تقتضي منك أن ترجع غندور رئيساً لمجلس الوزراء وليس وزير للخارجية فالوطن بحاجة له وأنت بالطبع في موقف القوي المتسامح والحريص علي مصلحة السودان ولن ينقص ذلك من مكانتك ولا يسيء اليك ولكنه يرفع من قدرك وسعة صدرك وإذا لم تفعل فأنت لست بطلاً بإستقوائك علي الضعيف ولكنك حتماً ستكون بطلاً بتقبلك للنقد البناء والصدق في القول حتي لو لم يعجبك
السيد الرئيس إن السودان بحاجة لغندور وأنت بحاجة لمن يقول لك ما يعجز عنها المطبلين أصحاب الغرض ونتمني أن يرجع غندور اليوم قبل غد مكرماً معززاً ليس لشخصة ولكن لقوله الحق ولتفانية في خدمة الوطن ولحاجة الوطن له
وليوفق الله الجميع لما فيه خير هذه الأمة
يوسف علي النور حسن