شائعة اعتقالي بقلم د.أمل الكردفاني

شائعة اعتقالي بقلم د.أمل الكردفاني


04-25-2018, 05:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1524673034&rn=0


Post: #1
Title: شائعة اعتقالي بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 04-25-2018, 05:17 PM

05:17 PM April, 25 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





منذ الرابعة فجرا تلقيت عشرات الاتصالات للتأكد من شائعة اعتقالي ، ويبدو انني قد صرت مشهورا الى حد ما ؛ وهي الشهرة التي تأتي على كبر فهي بلا فائدة ولا قيمة. ما اود تنبيه من اتصلوا بي اليه انه في حالة اعتقالي فالرجاء عمل ضجة في الاسافير ، لأن هذا قد يسهل حصولي على لجوء سياسي حال خروجي من المعتقل ، وهكذا يكتب لي عمر جديد في دولة أخرى محترمة ، دولة قانون ومؤسسات ، وقد يكون لي فيها حقوق تمنحني الحياة الكريمة بدلا عن البهدلة والاذلال الذي اعيشه في السودان ويعيشه معي باقي المواطنين من الذين ليس لهم ظهر ولا سند من جاه او سلطان. الا يكفي بؤسا انني في دولة تحاكم فيها نساء بائسات يبعن الشاي بتهمة عدم ارتدائهن للباسات داخلية طويلة؟ الا يكفي بؤسا ان يتم اطلاق سراح من قبض عليه متلبسا بحيازة مخدرات لأن امه في وزارة من الوزارات ، الا يكفي بؤسا ، ان يتم اطلاق سراح صاحبة كوافير والقبض ومحاكمة الضابط الذي حاول ضبط الجريمة فقط لأن صاحبة الكوافير لها نفوذ ، الا يكفي ان الدولة الان مفلسة تماما رغم المليارات من الدولارات التي خرجت في حقبة النفط واختفت كما لو لم تكن موجودة من قبل. الا يكفي استيراد النافذين لحاويات من المخدرات وجعل السودان مركز توزيع اقليمي ودولي دون ان نعرف حتى الآن من هو صاحب هذه الحاويات ولا الجهة التي جاءت منها؟ الا يكفي القتل المجاني في دارفور والنيل الازرق وشمال كردفان للانسان البريء الذي لا ناقة له ولا جمل ويكتفي بالعيش تحت خط الفقر والعوز والفاقة؟
لكن القضية ليست هنا؟ فكل ما سبق قضايا يمكن معالجتها اذا تغير النظام ، لكن المشكلة الاكبر هي ان الدولة الان تنحدر نحو الهاوية ، وهذا امر يراه القاصي والداني ، عشرات المحللين السياسيين في القنوات الفضائية العربية والاجنبية قالوا بذلك ، وحتى بدون محللين ، بل حتى صبي الورنيش الاسكافي بات يعرف ان الحكومة فقدت البوصلة وهي مصابة باضطراب عظيم في قيادة الدولة وهي تحاول عبر ترحيل الكارثة يوما بعد يوم اخفاء افلاس الدولة الشامل. هذا الامر يا سادة ليس بسيطا كما يعتقد البعض ، فالمشكلة انه حتى بفرض سقوط النظام ، فهذا لا يعني ان مشاكلنا قد حلت ، فهذه التركة ثقيلة جدا ، تركة من انهيار كافة المؤسسات ، تركة من خزينة دولة خالية الوفاض ، تركة من مليشيات مسلحة منتشرة ، وبؤر لحركات متطرفة . يعني هذا ان هذا البلد ليس فيه اي مستقبل. هل هذا يحتاج الى مناضلين اسفيريين لكي يراه العالم بأسره. طبعا لا. القضية الآن ليست فقط سقوط النظام . بل القضية الحقيقية فيما بعد سقوط النظام ، وللأسف الرموز السياسية التي تدعي انها تناضل ضد النظام هي نفسها التي تمد يدها لتتسول النظام بشكل مباشر او ضمني . اذا وقعت الواقعة فليس لوقعتها كاذبة ، ولكنها هنا ليست خافضة رافعة بل خافضة للجميع ، فالكبار لديهم اموال في الخارج وجنسيات اجنبية ، الكبار سيهربوا تاركين الصغار وراءهم ليواجهوا مصيرهم ، وتاركين الشعب ليواجه كارثة اكبر من كارثة العراق والصومال. هذا الشعب الذي تم تدجينه على الخوف والقبول بما هو ادنى وعدم معرفة حقوقه للعيش الكريم سيعرف انه كان في عمى وضلال بعيد.. حين ترك لهذه الطغمة الحمقاء قيادته فضلت واضلت وافسدت بما قدرت وفرت كيف قدرت.