ليلة القبض على البشير ... و صلاح قوش رئيسا إنتقاليا بقلم د. حامد برقو عبد الرحمن

ليلة القبض على البشير ... و صلاح قوش رئيسا إنتقاليا بقلم د. حامد برقو عبد الرحمن


04-24-2018, 05:12 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1524586352&rn=0


Post: #1
Title: ليلة القبض على البشير ... و صلاح قوش رئيسا إنتقاليا بقلم د. حامد برقو عبد الرحمن
Author: د. حامد برقو عبد الرحمن
Date: 04-24-2018, 05:12 PM

05:12 PM April, 24 2018

سودانيز اون لاين
د. حامد برقو عبد الرحمن-sudan
مكتبتى
رابط مختصر







سألني بعض من من أحبهم (و ما أكثرهم) عن سر تقريب الرئيس البشير للفريق صلاح عبدالله (قوش) بعدما عزله و اعتقله و أهانه ردحا من الوقت. قلت و بالحرف الواحد ليعينه في التخلص من عبء الاسلاميين الذين يعترضون إعادة ترشحه و بقائه في السلطة مدى الحياة. لكن الفكرة أشبه بمن يأتي بجرو الذئب الي بيته ليخيف صغار جيرانه . و ما أن كبر الذئب إلا ان انقض عليه.

من الواضح ان قرار الرئيس البشير للبقاء في السلطة بأي ثمن الي آخر ساعة في حياته لا رجعة فيه. لذا إتجه الي عسكرة الحكومة بعدما إستنفذ غرضه في الاسلاميين و الاسلام السياسي. و يتضح ذلك جليا في العسكريين الذين يمسكون بالمناصب المحورية بالدولة و يكتمل الأمر عندما يأتي الوزير الجديد للدبلوماسية السودانية وخاصة بعد بروز إسم كل من عدوى و عروة كمرشحين محتملين.

يظن الرئيس البشير أن بإمكانه إستخدام الفريق صلاح (قوش) لكن في رأي فإن الأخير سيستخدم البشير و يزفه في الوقت المناسب الي حيث لا يريده البشير – أعنى وراء قضبان سجن لاهاي.

سيعمل صلاح قوش على التخلص من الاسلاميين الذين لديهم مجرد تحفظات و ليست اعتراضات على اعادة ترشيح البشير في الانتخابات القادمة و ذلك بالاستعانة بالمقومات العسكرية المتوفرة للرئيس البشير في الوقت الحالي و خاصة قوات الدعم السريع و قائدها الفريق حميدتى.

عند تحقيق ذلك الهدف سوف يسعى صلاح قوش للتخلص من الفريق حميدتي و ذلك بإختلاق سيناريو مؤامرة للاستيلاء على السلطة من قبل حميدتي و بذلك يمكن قتل الاخير في ملابسات السيناريو او محاكمته بتهمة الخيانة العظمى. بتلك الخطوة يستطيع البشير و مدير جهاز امنه قوش كسب بعض التعاطف من قبل بعض ابناء الوسط و الشمال النيلي تأسيسا على الشرخ الذي صنعه نظام الانقاذ بين ابناء الوطن و ذلك بالإستدعاء السلبي لتاريخ المهدية و خاصة تجربة الخليفة عبد الله التعايشي و دور أبناء الغرب. و هو للأسف إحتياطي الفتنة الذي يلجأ اليه البشير و أعوانه كلما دعت ضرورة الشر عندهم – و قد فعلوا ذلك أبان مفاصلة الاسلاميين التي ليس لمكونات شعبنا في أي شبر من أرضنا وعلى إختلاف أقاليمنا و ألستنا و قبائلنا ناقة لنا فيها و لا جمل. بل كان شأنا يخص اللصوص الإنقلابيين الانقاذيين وحدهم.

في تلك الأحوال و بعد إنفراد صلاح قوش بالبشير( الأعزل من الاسلاميين و حميدتي) سوف يكثف إتصالاته بالغرب و خاصة الولايات المتحدة و كذا مصر وحلفاء امريكا في منطقة الخليج بإستثناء دولة قطر. و ذلك بضرورة إبعاد البشير بزعم التوجه الي دولة ديمقراطية. و بذلك يتمكن من تهيئة الاجواء الخارجية لتحول قادم . و خاصة ان البشير مطلوب لدي المحكمة الدولية. و ان دول الخليج العربي و مصر ما وثقت قط في الرئيس البشير منذ الأول من يوم إنقلابه.



في لحظة مفصلية يمكن لمدير جهاز المخابرات ان يعلن عزل الرئيس البشير او حبسه في منزله كما فعل بن علي بالرئيس الحبيب بورقيبة او الترتيب له في رحلة خارجية طبيعية ثم زفه من هناك الي لاهاي بالتنسيق مع جهات غربية و اقليمية. وهو في تقديري السنياريو الأرجح و ذلك لقلة فاتورته الداخلية.



عندئذ لن يكون أمام الفريق أول صلاح قوش من مانع لإعلان نفسه رئيسا انتقاليا لجمهورية السودان و ذلك بالتعاون مع بعض قوى المعارضة – مدنية كانت او عسكرية . لكن إفتقار السيد صلاح عبدالله للكاريزما و إشتياق السودانيين الي وطن جميل ديمقراطي متطور يتساوى فيه الجميع و تتساوي الفرص هو ما يؤدي الي إنتفاضة شعبية لإعادة السودان الي المسار الذي ينبغي ان يكون عليه – أعني الريادة .

إذا أننا على موعد مع ليلة القبض على الرئيس.



د. حامد برقو عبد الرحمن

[email protected]