إلى أين ذاهبون سمو الأمير هذه المرة..!!! بقلم عبدالباقي الظافر

إلى أين ذاهبون سمو الأمير هذه المرة..!!! بقلم عبدالباقي الظافر


04-22-2018, 02:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1524403775&rn=0


Post: #1
Title: إلى أين ذاهبون سمو الأمير هذه المرة..!!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 04-22-2018, 02:29 PM

02:29 PM April, 22 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


كانت أقرب للمفاجأة حينما هبط الرئيس من سلالم الطائرة الرئاسية ..وجد في الانتظار الملك سلمان يتوكأ على عصاه .. الاستقبال غير المتوقع كان مؤشرًا لتحول دراماتيكي في العلاقة بين الخرطوم والرياض..بنهاية المباحثات بين الملك والمشير أعلن السودان انخراطه في حملة عاصفة الحزم العسكرية التي تهدف إلى إجلاء الحوثيين وحلفائهم من صنعاء .. بالطبع العملية تستبطن مواجهة التمدد الإيراني في خاصرة المملكة العربية السعودية.. دون رصاصات مباشرة كانت إيران تتوسع في لبنان وسوريا والعراق ..ثم أخيرًا اليمن.

بعد نهاية القمة العربية في الدمام أعلن الأمير ابن سلمان ولي العهد السعودي استعداد بلاده إرسال قوات عربية إلى سوريا..الإشارة السعودية تتزامن مع نية أمريكا الانسحاب من سوريا.. وفي ذات الوقت تمدد الوجود التركي في سوريا..وجود إيران وروسيا لا يحتاج لإشارة..في كل التحليلات ستصبح سوريا مركزًا لتصفية الحسابات بين قوى متخاصمة تمارس تمارين الرماية بالذخيرة الحية من فوق التراب السوري.

عدد من الخبراء البريطانيين أشاروا إلى أن الأمير بن سلمان يعول على قوات المشاة السودانية في حربه الجديدة في سوريا والتي ربما تكون تحت راية الجامعة العربية..لكن من المهم الإشارة إلى أن أقرب حلفاء الأمير لم يذهبوا معه إلى اليمن..فقد اعتذرت مصر وباكستان.. حتى قادة سلطنة عمان والأردن لم يشجعوا الأمير في مباراة تسلق جبال اليمن.

منذ فترة طويلة اتخذت الخرطوم خط رجعة من تأييد الخط العربي المتشدد تجاه دمشق..في البداية ارتفع صوت علي كرتي، وزير الخارجية الأسبق،حينما أيد طرد دمشق من الجامعة العربية..تم تبادل الزيارات على مستوى منخفض بين الخرطوم ودمشق..كان موقف الحكومة السودانية واضحًا إزاء رفض الهجمات الغربية على سوريا.. الخرطوم كانت تدرك أنها ربما تجد نفسها ضحية وبذات المسوغات..مجمل القول إن موقف الخرطوم من دمشق مختلف عن التحالف الخليجي.

في تقديري..أن على الخرطوم ألا تندفع هذه المرة وراء الأمير المتحمس..ظروف الانخراط في حرب اليمن مختلفة جدًا..حصد السودان المكاسب المحدودة من رحلة اليمن الشاقة..حرب سوريا تعني مواجهة مع روسيا وتركيا.. كما تقتضي التنسيق مع تل أبيب.. قواعد المسرح الدولي لا تسمح بحرية الحركة كما في اليمن.. ظروف السودان الحالية تقتضي الانكفاء على الداخل وتصفير المشكلات مع دول الجوار.

بصراحة..علينا ألا نمضي مغمضي الأعين من وراء الأجندة السعودية..الخرطوم في الخاطر الخليجي آخر عاصمة عربية تنشط في أروقتها الحركة الإخوانية..دمشق كانت تمد السودان بالعتاد العسكري حينما أدارت عواصم عربية عنقها بعيدًا عن الخرطوم.



assayha