فاعل خير..!! بقلم عبدالباقي الظافر

فاعل خير..!! بقلم عبدالباقي الظافر


04-14-2018, 05:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1523723893&rn=0


Post: #1
Title: فاعل خير..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 04-14-2018, 05:38 PM

05:38 PM April, 14 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


في هذه الليلة، تحاول محاسن أن تكون ثرثارة.. حاولت أن تُقنع زوجها حسب الرسول بأن يؤجل رحلته للخرطوم إلى صباح الغد.. رجل الأعمال الشاب كان يتوقع صفقة في ذات الصباح.. خوف محاسن ارتكز على نظرية النوم أثناء القيادة.. حاستها السادسة أخبرتها أن هذه الرحلة لن تنتهي على خير.. خشيت أن تندم إن تركت زوجها وحيداً وحدث مكروه.. حسبو كان يسخر من هذه المخاوف ويذكرها برحلات ورحلات كان يقود السيارة وحده في جوف الليل.

بدأ نقاشهما ينحرف إلى عالم الجن.. كانت محاسن سيدة مؤمنة بذاك العالم غير المرئي.. فجأة بدأ صوت الماكنة يتغير والإضاءة تخفت.. اندهاش على وجه حسبو.. لم يكن الشاب يتوقع أن (تحرن) العربة الجديدة في جوف الصحراء.. حدث السيناريو الأسوأ.. توقفت العربة.. اضطرت الأسرة الصغيرة أن تدفع العربة دفعاً خارج الشارع المعبد.. شهر يناير البرد قارس.. في هذه اللحظة انتبهت محاسن لابنها الصغير ياسر الذي كان يغط في نوم عميق في المقعد الخلفي.. ثم بدأت الهواجس.. ربما رجال من الجن يهجمون على العربة.. ماذا عن عصابات النهب المسلح.

باءت كل المحاولات بالفشل.. حاول حسبو الاستعانة بالهاتف .. الشبكة لا تغطّي هذا الجزء من الصحراء.. استسلم الرجل لليأس.. باتت الأسرة في انتظار المجهول.. من ناحية الشرق لاح أمل.. عربة تقترب ثم تهدِّئ من السرعة.. الأمل يتحول الى كابوس.. بدأت الأسرة تتخوف من الرجل القادم.. ربما يريد بها شرًا.. بسرعة حاولوا إخفاء المجوهرات التي يمكن أن تغري الغريب.

يبدو أن الضيف كانت لديه خبرة في صيانة السيارات.. بسرعة أصدر حكمًا أن العطل أكبر من يصلح في الظلام.. بصورة عملية اقترح على الأسرة أن تستغل معه سيارته المتهالكة.. خاف حسبو أن يكون الأمر مجرد خطة للاستيلاء على عربته، ومن ثم الغدر به.. تردده جعل الضيف يغير من عرضه ويقترح أن يبقى مع السيارة حارساً ويمضي حسبو وأسرته نحو العاصمة.. قبل أن يرد حسبو كانت محاسن تتبنى المقترح الذي يخرجها وأسرتها من مجاهل الصحراء.. بدأت تنقب عن محتويات السيارة الغريبة.. عربة حكومية متهالكة .. اسم السائق الخير عبد الجليل الزين .. مصحف صغير ومسبحة وبقايا سندوتش طعمية.

كلما ابتعد حسبو عن سيارته كان الوسواس يضيق علية الخناق.. ماذا وماذا وماذا.. عند الفجر عاد حسبو ومعه عربة سحاب وفرقة من (الميكانيكية).. مع شروق الشمس وجدوا الخير في انتظارهم.. أصلح العربة بعد أن اكتشف أن أحد الحساسات انفصلت عنها الكهرباء.

في العاصمة كان حسبو يوزع المال على فريق الإنقاذ.. عندما جاء إلى السائق أجزل له من العطاء أضعافًا مضاعفة.. الرجل الغريب رد المبلغ.. حسب رجل الأعمال أن الأمر احتجاج.. أراد أن يناقشه بمنطق السوق وأن عطيته ربما تساوي أجره لمدة شهر.. ابتسم بسخرية وأهداه حكمة أن المال يضيع المعروف بين الناس.

اختفي الخير في الزحام، ولكنه أحدث تحولاً في مفاهيم رجل أعمال مترع بالثراء.



assayha