فن صناعة الارهاب في السودان بقلم مها طبيق

فن صناعة الارهاب في السودان بقلم مها طبيق


04-14-2018, 04:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1523720767&rn=0


Post: #1
Title: فن صناعة الارهاب في السودان بقلم مها طبيق
Author: مها الهادي طبيق
Date: 04-14-2018, 04:46 PM

04:46 PM April, 14 2018

سودانيز اون لاين
مها الهادي طبيق-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



السودان بلد العجائب . لا أحد يدري لماذا لم تسقط دولة الانقاذ في السودان وظلت باقية حتى اليوم رغم محاصرتها دوليا منذ انقلابهم 1989 ورغم الفشل السياسي والاقتصادي الذي صاحب مسيرتها مما أدى الي انقسام السودان الي دولتين وانتشار الحروب والنزوح والفقر والجوع والمرض في كل مكان في السودان ؟

هل تتذكروا المؤتمر الشعبي العربي الاسلامي الذي اسسه الترابي ودعا عند تأسيسه كل إرهابي العالم وجعل مقر المؤتمر الرئيسي الخرطوم ونصب نفسه أمينا عاما له ؟
منذ ذلك التاريخ وتحت مظلة هذا المؤتمر تمكن إسلاميو السودان من إدارة وتمويل كل الملفات المتعلقة بكل الجماعات الاسلامية المتطرفة والمعتدلة في العالم ومن ثم إمتلاك ثروة ضخمة من المعلومات الضرورية المتعلقة بهذه الجماعات .
فكان الخرطوم مركز ادارة نشاط هذه الجماعات وتدار عبر شركات أمنية وإقتصادية كبرى . ارتبط إسم السودان بالارهاب بسبب التخطيط والتنفيذ والمشاركة في كل التفجيرات الكبرى التي ضربت العالم ابتداءً من محاولات تفجيرات نيويورك التي ادين فيها الشيخ الكفيف محمد عبد الرحمن المصري الجنسية وعدد من السودانيين الذين لا زالوا حتى الآن يقبعون في السجون الامريكية والمشاركة في تفجيرات سفارتي امريكا في دارالسلام ونيروبي وتفجير المدمرة الامريكيا كول قبالة السواحل اليمنية وتسهيل تفجيرات " الخبر" بالسعودية .

تعرض نظام الانقاذ للمحاصرة والمقاطعة من الولايات المتحدة والدول الغربية نتيجة دعم الانقاذ للارهاب ، ولتخفيف الحصار المضروب عليه لجأ لحيلة تسليم الملفات والتعاون مع الولايات المتحدة في هذه الملفات.
ولكن التساؤل الذي يدور في ذهن كثير من الناس لماذا لم تنتقم الجماعات الارهابية من حكومة الانقاذ بعد علمها بأن الخرطوم سلمت ملفاتها السرية للامريكان ؟
هنا يكمن الفن والبراعة في الخداع وإستخدام العلاج من ذات الداء !!!!!!!
من المعلوم أن الممسكين بهذا الملف الحساس بجهاز الأمن والمخابرات الوطني يدركون عواقب تسليم ملفات إخوانهم الجهادين للإمريكان ، وللحيلولة دون تلقي ضربات انتقامية من الجماعات الإرهابية ، تتخذ المخابرات التدابير الاحترازية اللازمة وذلك من خلال الاتفاق مع القادة الجهاديين ، فإذا ما كان المراد تسليمه أو تسليم ملفه من الرتب الجهادية الدنيا ومتورط في عملية كبيرة تتم العملية بمباركة الأمراء مقابل مبالغ مالية ضخمة تدفع لهم . وإن كان الملف يتعلق بكبار الجهاديين فيقوم الجانب السوداني بتسليم الجانب الامريكي دون أن تهتم بالعواقب والهجمات المرتدة ، لانهم يدركون أن المعلومات التي سلمتها كافية بقتل صاحب الملف سواء بالاستهداف المباشر أو بضربه بطائرة بدون طيار أو بالتصفيات الجسدية .

هناك حالات يتم صناعة زعيم جهادي من قبل مخابرات غربية أو عربية للاستخدام في بلد ما لتحقيق أهداف سياسية محددة " سوريا والعراق نموزج " ففي هذه الحالة يتم التعاون بين مخابرات السودان ومخابرات الدولة المعنية بأن يتولى الجانب السوداني توفير المقاتلين المدربين وإمدادهم بالوثائق اللوجستية المطلوبة وتتم الصفقة على هذا النحو ويلزم الاتفاق التعاون في كيفية سحب المقاتلين وتوزيعهم إو الاحتفاظ بهم في السودان بعد نهاية المهمة حسب مقتضى الحال .

هل نتوقع من نظام الإنقاذ توسيع إستثماراته في مجال الإرهاب لإبتزاز الدول الأوربية ، وخاصة بعد العودة التدريجية للجهاديين الذين يحملون جنسيات أوربية ؟ مع العلم أن النظام السوداني قد حاز على ملفات هامة وبالتعاون مع تركيا عن هؤلاء الجهاديين وذلك بعد دوره الناجح في مساعدة الدول الخليجية التي رغبت التدخل في سوريا وتنفيذ المهام بالجهاديين .

وبهذه الحيل من الابداع في الخداع تمكن الإسلاميون في السودان من صناعة الإرهاب وإستخدامه ببراعة في إبتزاز الدول من أجل بقاء سلطتهم ، وفي ذات الوقت تفادوا الهجمات المرتدة وخطر الإنتقام مع حصادهم الثمار بقدر تعاونهم في صناعته والتفنن في إخفاءه .

مها الهادي طبيق
14/إبريل/2018