معيار الولاء ! بقلم أيمن الصادق

معيار الولاء ! بقلم أيمن الصادق


04-14-2018, 02:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1523712188&rn=1


Post: #1
Title: معيار الولاء ! بقلم أيمن الصادق
Author: أيمن الصادق
Date: 04-14-2018, 02:23 PM
Parent: #0

02:23 PM April, 14 2018

سودانيز اون لاين
أيمن الصادق-sudan
مكتبتى
رابط مختصر

نصف الكوب

[email protected]



بعضنا يمر بمواقف أو أحداث يكون تذكرها ، أو مجرد التفكير فيها ومراجعتها أمر متعب جدآ ؛ لأنها مؤلمة ، وأصعبها برأيي هي تلك التي ترتبط بالخذلان ، وخيبة الأمل ، أوالشعور بالصدمة وغالبآ عند هذه الحالات لن تفلح محاولاتك في نسيانها أو الإصرار على عدم تذكرها ، وتطل عليك كلما مررت بمواقف أو تجارب شبيهة .

أثناء دراستي الجامعية كان لي بعض المواقف التي أسفت لها ؛ لكون البيئة جامعية وكل شئ فيها يجب أن يكون ( عالِ ) بدءً من القيادة والكادر ، وإنتهاءً بالطالب وبقية التفاصيل ، وأصعبها كان ردة فعل من عميد كليتنا حينها والذي الآن يشغل منصب وكيل إحدى الجامعات السودانية الكثيرة ( كَمْآ ! ) .
الذي صدمني أو خيب أملي جاء بعد أن قمت وبعض الزملاء والأصدقاء بتسجيل جمعية بالكلية وكان إقتراحي للأصدقاء أثناء عقد المشاورات حولها أن نأتي فيها بجديد ونغير من اختصاصات وشعارات الجمعيات الشائع تبنيها ( كثقافية و اجتماعية مثلآ ) وكان من بين ما إقترحت أن تكون للجمعية إهتمامات بيئية ، وقد طرحت الأمر بالتفاصيل مع أمثلة لأعمال ومشروعات يمكن تنفيذها ، وقد قَبِل أصدقائي المقترح وشرعنا في تسجيلها ، بعد ذلك قمنا بوضع الملصقات التي تُحدث عنها على لوحات الإعلانات وبعض الأماكن المسموح بوضع الملصقات بها ، وبينما كنا جلوسآ بالقرب من أحدها رأيت عميد الكلية وهو يتوقف ويطالع الملصق الخاص بالجمعية ، فقلت في نفسي أنه ستعجبه ، وسيرسل في طلبنا ودعوتنا للإشادة وتقديم الدعم حتى يُسهم في تنفيذ مشروعنا .. وقبل أن أكمل حديثي ( لنفسي ) رأيته غادر الملصق ويديه داخل جيبيه ، وقد أطبق شفتيه مع مدهما للأمام و رفع كتفيه وحاجبه مستميلآ رقبته و متسائلآ في دهشة ( حسب إيماءاته وحركاته ) وللأسف قال بصوت مسموع : " بيئية ؟؟! " مع إبتسامة ساخرة ... تابعت ذلك بسهولة لأن الملصق كان بالقرب منا ، وكم تألمت صراحة ؛ فكيف بشخص يُفترض أن يكون داعمآ لمبادرات طلابه ، ومحفزآ لهم وليس أن يقابلها بأسلوب مثل هذا ، عندها حزنت ، وفكرت مليآ في مستقبلنا وبلادنا ، والكفاءات والكوادر وغيره ، وهذا أمر كان صعب على التفكير فيه ؛ لأنه العميد وانا الطالب وكنت أعلم يقينآ أننا على حق وهو غير ذلك .
دعونا نفكر في الوظائف والمناصب التي تتطلب أشخاص غير عاديين ( كفؤين ومميزين ) ، يديرون مؤسساتهم بإدراك عالِ لما هو مطلوب منهم على كافة الأصعدة وفوق ذلك تجدهم مبادرين ومبدعين يتركون بصمات واضحة .
لكنا للأسف نجد في كثير من المؤسسات شخصيات هي خصمآ عليها ( كمؤسسة مختصة ) ربما تجد طبيبآ يأتي بتصرف يُعد غير مقبول في الطب والصحة ، وتجد نظاميآ ينتهك القانون ، وربما تصادف معلمآ كالجاهل ، ونعم لكل قاعدة شواذ ؛ لكن هنالك العديد من المناصب والمجالات يجب ان نطلب فيها الأعلى ( الأكفأ ) وكما نحن بحاجة للتوقف والتفكير في ضرورة إعتماد أسأليب أخرى ومعايير غير قابلة لعبورها وتجاوزها بالإستثناء لسبب الولاء أو المحاصصة وغير ذلك ! .