هروب الرجال بقلم هيثم الفضل

هروب الرجال بقلم هيثم الفضل


04-12-2018, 05:19 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1523506768&rn=0


Post: #1
Title: هروب الرجال بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 04-12-2018, 05:19 AM

05:19 AM April, 11 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

ظاهرة سلبية جديدة بدأت تكشِّر عن أنيابها في واقعنا الإجتماعي المنكوب ، أدعو وزارة الشئون الإجتماعية و أولي الأمر على رأس الدولة و كافة المختصين في علم النفس الإجتماعي ، أن يلتفتوا إليها لأنها من وجهة نظري (فاجعة ) جديدة ، يتم إنتاجها عبر الضغوطات الإقتصادية و المعيشية التي باتت تهدِّد أمن و إستقرار هذا المجتمع ، و الظاهرة هي ( هروب الرجال ) .. فبعد أن كان الطلاق و الوفاة هما السببان الرئيسيان في تفكك الأسرة السودانية و معاناتها من عدم وجود عائل نفسي مادي ، إنضافت ظاهرة هروب الرجال من زوجاتهم و أبنائهم ، و ذلك ربما بسبب العجز و قلة الحيلة عن تحقيق إحتياجاتهم الضرورية من مسكن و مأكل و أمن و تعليم و صحة ، و في حقيقة الأمر ما أدهشني أن الغريزة الأبوية الفطرية لم تُعمل تأثيرها في العقلية المنهزمة لمثل هؤلاء الرجال ، و الذين يمكن أن تكون شخصياتهم مختلفة ، بإعتبار نشوذ سلوكهم الشخصي عن الوضع المتوازن و الطبيعي نتاجاً لظروف سلبية عاشوها إبان طفولتهم أو سلوكيات و ممارسات مكتسبة كالإدمان أو الوقوع في مآزق إجرامية مختلفة بحكم تواجدهم في بيئات قابلة لإحتواء الكثير من الظواهر و السلوكيات و القيِّم السلبية ، غير أن هذه هي الحقيقة المجردة و التي تحصَّل عليها أحد الدارسين في جامعة النيلين عبر إستطلاع يخص بحثه للتخرج ، فقد إتضح أن ( هروب الرجال ) واحداً من أهم أسباب فقدان الأسرة لعائلها بعد الطلاق ثم يأتي الإعتقال في السجون في المرتبة التي تسبق حالات الوفاة ، هكذا تحكي بعض النساء قصتهن مع مواجهة أعباء الحياة و خروجهن للعمل في الأسواق ، بأنهن و بين ليلة وضحاها فقدن أزواجهن ، منهم من خرج إلى العمل خروجاً عادياً و لم يعد ، و عندما يصل حد إنتظاره شهوراً أو عام يتأكد لها و لباقي أفراد الأسرة أنه لن يعود مرةً أخرى ، لتبدأ فصول المأساة المعلومة ، مواجهة حتمية مع الظرف الإقتصادي القاهر بسبب الغلاء الفاحش ، و رفع الدولة يدها عن كل دعم محسوس و فعَّال للضروريات الإجتماعية و الإنسانية الملحة و التي يأتي في مقدمتها التعليم و التداوي و الحصول على سكن آمن ، ثم من هذه البيئة الفاقدة لأبسط معينات الإستقرار المادي و النفسي ، يخرج أرتال من الفاقد التربوي إلى شوارع الهوان و العوز و الحاجة ، و لنا أن نعلم أن الإزدياد الواضح لتواجد الأطفال في الشوارع و الأسواق يعملون في سن مبكرة منعت قوانين العمل الدولية و المحلية إستيعابهم فيها ، أو تجدهم يستجدون الناس إلحافاً في الطرقات و الإشارات المرورية ، و أمهم العائل الوحيد إن رحمها رب العالمين لتهتدي إلى ماهو أقوم تتكسَّب الفتات من خشاش الأرض و رغم ذلك تطاردها كشات المحلية ، يا أولي الأمر فينا و في هؤلاء إعلموا أنها مسئوليتكم تجاه الله و الوطن ، ما تصنعه الحروب و مؤامرات التكالب على السلطه و جاه الدنيا الزائل ، يُدمِّر حياة الأسرة السودانية المستقرة و النازحة ، كلٌ بِمكيالٍ و إسلوب ، فلا تدفنوا رؤوسكم في الرمال و تقولوا مالنا و هؤلاء ، إنهم الرعية و قد جارت بهم الدنيا ، بما كسبت أيدي الفساد و الظلم و الإستبداد و ظلم الإنسان لأخيه الإنسان .. هل من مُجيب ؟!.