عالم جميل !! بقلم صلاح الدين عووضة

عالم جميل !! بقلم صلاح الدين عووضة


04-11-2018, 02:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1523452426&rn=0


Post: #1
Title: عالم جميل !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 04-11-2018, 02:13 PM

02:13 PM April, 11 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*وجمال شعر إيليا...من جمال بيئته..

*من جداولها...وخمائلها...وروابيها...وأطيارها...وسحبها...وسحرها... وغموضها..

*ثم مساءاتها ذات القمر...والدجى...والشهب...والنجوم..

*ولذا فهو من أرق شعراء العرب المعاصرين إحساساً بالجمال...وتعبيراً عنه..

*وظل أسير بيئته الجميلة هذه رغم غربة المهجر...وبيئته..

*وبيئتنا - في أقصى الشمال - لا يزال جمالها يكمن بين طيات نسيج حاضري..

*وهو الذي يعين على تحمل وحشة الراهن المتوحش..

*وتهفو النفس- في بعض المساءات- إلى مساءات ذات أسمار تحت ضوء القمر..

*وعندما يغيب القمر تتلألأ السماء نجوماً...وشهباً...وكواكب..

*ويأتي الدجى بأطيافه...وأشباحه...وأفراحه...وأحزانه...وهواجسه..

*فكل لواعج النفس تشع عند الدجى...كما الشهب..

*وتتضخم فيه المخاوف من كائناته كذلك...ثم تكتسي جمالاً روائياً عند الصباح..

*كائنات تمر...وكائنات تمور...وكائنات تماري..

*وتبقى (بنت المريق) هي الكائن الأسطوري الأشد قبحاً.....وجمالاً..

*وبعد أن زعم أحدهم أنه نجا منها...هفت نفسه إلى الزواج..

*وتخيَّر واحدة من أجمل بنات البلدة...ووافقت..

*وظلت الموافقة لغزاً محيراً إلى وقت طويل...في طول سنوات رفضها الزواج..

*وتقاصر التفسير حول طبيعة الكائن عن إشباع فضول الأنفس..

*فقد قيل أن جمالها- رغم قبحها- يتمثل في تحريكها مكامن الجمال لدى ضحاياها..

*وضحاياها دوماً من الرجال...ولم تظهرلامرأة قط..

*فطبيعة (الإحساس) بالجمال الذي تحركه...يحرك بدوره (حسيات) ملازمة..

*وربما هذا هو ما جعل جميلة البلدة تقبل بذلكم (الناجي)..

*وجعل حسناء رائعة الطيب صالح (عرس الزين) تقبل بالزين عريساً..

*وجعل زينة بنات القرية (زينة) تقبل بما فعله بها المجنون..

*وفي كتابنا (شذرات) قصصنا كيف أنه جن عقب ملاقاته (بنت المريق)..

*وكيف أنه جُن- تحديداً- بجميلة جميلات القرية....زينة..

*وكيف أن زينة (البكر) هذه جُنت وهي تتبعه إلى طاحونة النصارى المهجورة..

*ويظل جمال الطبيعة (البكر) حاضراً في عوالم الفطرة..

*في القرى...والنجوع...والأرياف...والبلدات..... وفي دواخل إنسانها..

*وفي دواخلي أنا ميل فطري إلى عالم الفطرة..

*إلى مناطقنا- هناك - بنيلها...ونخيلها...وليلها...وشهبها...ونجومها..

*وفي شرقنا...وغربنا...وجنوبنا.......جمال مماثل..

*ومن قلب مثل هذا الجمال انطلقت إبداعات مشاهير الأدباء لتعم العالم بأسره..

*ومنها إبداعات إيليا...وتولستوي...والطيب صالح..

*فضجيج الحضارة يصم الآذان عن سماع الخرير...والهديل...والحفيف..

*ويعمي الأبصار عن رؤية الشهب...والنجوم...والسماء..

*ويرين على القلوب فلا تستشعر الشفق...والغسق...والسحر...والدجى..

*وفتاة من منطقتنا عاشت سنوات عمرها العشرين في لندن..

*وحين زارتها مع والديها تملكها ذهول (جمالي) أرادت التعبير عنه شعرا..

*فكتبت بالإنجليزية ما يُعد إسفافاً قياساً لشعر إيليا..

*بيد أنها رددت مفرداته ذاتها مثل القمر...والدجى...والشهب...والنجوم..

*وحملت معها بعضاً من هذا الجمال إلى عاصمة الضباب..

*فقد تعرفت على (جمال)، وأحبت...فيه...وبه...وعبره......الجمال..

*ولكنه عاد بعد أن لم يجد الشهب والدجى والنجوم !!!


assayha