Post: #1
Title: شهوة الكبار !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 04-05-2018, 03:07 PM
03:07 PM April, 05 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *كانت أبنوسية دينكاوية ملفوفة القوام..
*وذات صفات جعلتنا نحسد زوجها عليها... رغم صغر أعمارنا آنذاك..
*نظيفة... جميلة ... أنيقة... راقية بشكل لا يُصدق..
*كانت زوجةً للمدير المالي بمؤسسة حلفا الزراعية... عمنا عبد العزيز..
*أما شقيقه الأصغر - عدلي - فكان صاحبنا... وأحد أفراد شلتنا..
*وهما الاثنان من حي حلة حمد العريق بالخرطوم بحري..
*وأكثر ما كان يعجبنا في الأبنوسية - فوق الذي ذكرنا - كيكها مع الشاي..
*ولذلك كنا نحرص على زيارة عدلي بعد غروب الشمس..
*فهو موعد الشاي بأطقم الصيني الفاخرة... مع كيكة آبنوسية هي نفسها..
*أو كيكة في لون صاحبتها ؛ الكاكاوي..
*ولكن لحظة سقوطنا في امتحان شهوة كيكة الأبنوس- لا السلطة - لم تكن مسائية..
*بل كانت لحظة صباحية... في يوم من أيام رمضان..
*وكنا نصوم جميعاً من غير ادعاء لعميق تدين... ولا حرص على إظهاره..
*بمعنى أننا لم نكن نعبأ بالذي يشغل أذهان جماعة لنا بالمدرسة..
*جماعة دينية كانت تعلن عن أي واجب ديني تؤديه... بالصوت الجهير..
*المهم أن صديقنا البحراوي هذا كان عائداً من الخرطوم..
* قضى إجازته في عوالم الطرب والحضارة و(ترباس)... حسب قوله..
*وبما أن وصوله كان ليلاً فقد قررنا زيارته صباحاً..
*وما أن جلسنا قليلاً حتى أتت الآبنوسية الحسناء... تحمل الأبنوسية الكيكة..
*تحملها بيد مخضبة... وعلى الأخرى آنية شاي عصرية..
*ودُهِشنا ؛ ولكن ما لبث دهشتنا أن زالت حين علمنا السبب... رغم إنه كان ظاهراً..
*كان ظاهراً لنا ما يعانيه عدلي من وعثاء السفر... ونزلة البرد..
*وثلاثة منا نحن الزائرين الخمسة كانوا يعانون الشيء ذاته... في مصادفة عجيبة..
*ولكن لا أحد منا فكر في الأخذ برخصة الإفطار..
*أو لا أحد فكر في ذلك قبل أن تُوضع أمامنا الكيكة الأبنوسية... والآنية الفضية..
*وبعد أن استأذن عدلي منا نحن الصائمين بدأ في تقطيع الكيكة..
*ومع كل قطع تتقطع مصاريننا شهوة إليها... وإلى الشاي... وإلى الحليب الطازج..
*وفوجئنا بأحدنا يبالغ في إظهار ما يعانيه من رشح..
*وطفق يئن... ويسعل... ويتمخط... ويستمطر الدمع من عينيه استمطاراً..
*وكأنه كان ينتظر ضوءاً أخضر من عدلي ليُظهر ما يُبطن..
*فما أن قال له : يا أخي أنت مريض بمرضي نفسه وعليك أن تفطر... حتى فطر..
*حتى هجم على الأبنوسية قبل أن يُصب له الشاي..
*ثم توالى الأنين... والسعال... والعطس... واستدرار الدمع من العيون الجافة..
*وتوالى الهجوم على الكيكة... والشاي... والحليب..
*وكانت المفاجأة أن تبعهم الاثنان السليمان بحجة: يبدو أن العدوى انتقلت إلينا..
*وسقط الجميع في اختبار شهوة الكيكة..
*ولكن شهوة الكبار (شينة !!!).
assayha
|
|