ألغاز.. وزارة النفط والغاز! بقلم محمد لطيف

ألغاز.. وزارة النفط والغاز! بقلم محمد لطيف


04-02-2018, 07:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1522694702&rn=0


Post: #1
Title: ألغاز.. وزارة النفط والغاز! بقلم محمد لطيف
Author: محمد لطيف
Date: 04-02-2018, 07:45 PM

07:45 PM April, 02 2018

سودانيز اون لاين
محمد لطيف-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



تصريحات أقل ما يمكن أن توصف به أنها غريبة.. تلك المنسوبة إلى أكثر من مصدر في وزارة النفط والغاز.. والتي نقلتها عدد من الصحف.. فعلى سبيل المثال قالت (الصيحة) إن وزير النفط والغاز قد قطع بعدم وجود أزمة في الوقود، مشيراً لوجود وفرة في البنزين بالمستودعات، مؤكداً أن زيادة سعر البنزين بالولايات نتجت عن زيادة أصحاب الترحيل لتكلفة النقل، مشدداً أن توقف مصفاة الجيلي للصيانة لم يؤثر في انسياب الوقود.. ومضت الصحيفة إلى القول.. وقال عثمان في تصريح لـ(الصحية) أمس (“نملك كمية من البنزين تغطي كل أنحاء السودان”، وأرجع ارتفاع أسعاره بالولايات إلى زيادة أصحاب الترحيل لتكلفة النقل. وقال: “أصحاب الترحيل قاموا برفع أسعار نقل البنزين بالولايات بالمقابل قامت الولايات برفع أسعار البنزين”، مؤكداً عدم تأثير صيانة مصفاة الجيلي على توفير الوقود، وقال “صحيح جزء منها تحت الصيانة وتوقف عن الإنتاج لكن الجزء الآخر يعمل ويغطي كل الاحتياجات، وبعد فترة بسيطة ستكتمل صيانتها، لأن الإمكانات متوفرة”.
وأضاف: “نحن نملك كمية من البنزين تغطي كل البلاد”، ونفى علمه بوجود مافيا تقوم بشراء البنزين وتخزينه حتى تحدث ندرة في السوق، مشيراً إلى أن ارتفاع تعرفة المواصلات بسبب أسعار البنزين أمر لا يخص وزارتهم، داعياً الجهات المختصة أن توضح أسباب ارتفاع أسعار المواصلات.).
ولن نقف عند التناقضات التي يحتشد بها هذا التصريح.. فالقارئ أقدر على الإحاطة بها ولكن.. إننا نعلم أن السيد وزير النفط زاهد في الظهور الإعلامي متحاشيا التعاطي معه ما وجد إلى ذلك سبيلا.. بل إن البعض يجزم بأن الوزير زاهد في المنصب نفسه.. ناهيك عن الحديث باسمه.. وهذا يطرح تساؤلا مهما ومشروعا.. حول مدى حماس الوزير لمنصبه واستعداده للوفاء بالتزاماته.. ولكن دعونا من هذا ولنبقَ في الإطلالة الإعلامية المربكة التي ظهرت بها وزارة النفط والغاز أمس.. وفي ظن الكثيرين أن المسؤولية هنا تتجاوز الوزير وأركان حربه التنفيذيين إلى إدارة الإعلام التي يفترض أنها تعلم متى يتحدث مسؤولو هذه الوزارة.. وماذا يقولون.. وكيف يقولونه..؟
إن المسؤولية الأولى لإدارة الإعلام في أي مؤسسة هي المحافظة على الصورة الإيجابية للمؤسسة في نظر عملائها والرأي العام عموما.. بل والسعي لتحسين تلك الصورة متى ما شابها تشويه أو تغبيش.. فهل من صورة أبشع لوزارة النفط والغاز.. من صور صفوف الوقود بكل أنواعه التي أصبحت تتمدد بطول طرقات العاصمة.. بل وحتى على طرق المرور السريع.. وهل من صورة أسوأ لوجه وزارة الغاز من الفوضى التي تضرب سوق الغاز من نقص في الأوزان وزيادة في الأسعار..؟
وما هو المطلوب من إعلام النفط أمام هذا المشهد..؟ أليس أنسب ما يقال.. وكخطوة أولى واحدة وصحيحة هي الاعتراف بالأزمة.. حتى يمكن بعد ذلك إدارتها..؟ هل يعقل أن تبدأ بالكذب ليغالط الناس عيونهم..؟ في ظن المراقبين أن الوزارة لو بدأت بالاعتراف بالأزمة.. لاحترمها الناس.. ولو أنها من بعد ذلك ذهبت أكثر من ذلك.. وطلبت من الناس التعاون معها لتجاوز الأزمة.. بل تحدثت إليهم عن فضيلة الترشيد لاستجاب الناس لطلبها.. ولكن الأزمة الفرعية التي تتجاوز الأزمة الرئيسة نفسها.. أن الناس لا ينتظرون نصائح من كاذبين..!.


alyoumaltali