فساد كيميائي ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل

فساد كيميائي ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل


04-02-2018, 05:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1522645015&rn=0


Post: #1
Title: فساد كيميائي ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 04-02-2018, 05:56 AM

05:56 AM April, 01 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

في الماضي كُشف وتسرَّب إمتحان الشهادة السودانية وهو على طائلة الميدان المدرسي ، كما حدث في العام 1980 بود مدني عندما أخطأ مسئول كنترول أحد المراكز وقام بتوزيع أظرف الثلاثاء معتقداً أنها أظرف الإثنين ، وكشف وتسريب الإمتحان عن طريق الخطأ الإداري والفني والتنظيمي من الناحية الأخلاقية مقبول وخاضع للتفهَّم ، ولكن ما لم يخطر على بال على مَرَّ التجارب السابقة التي كانت تحدث فيها أخطاء من النوع السابق أعلاه أن كشف الإمتحان قبل الجلسات يمكن أن يكون عملاً مُتعمَّداً أو تشوبه شائبه التكسُّب أياً كان نوع هذا التكسُّب أوالمنفعة بما في ذلك محاولة إحراج الحكومة أوالضغط عليها من باب المعارضة السياسية أوالتشفي ، وذلك لأن إمتحان الشهادة السودانية شأنٌ وطني ويخص الشعب وعامة الناس أكثر من الحكومة ، فالطلاب المُمتحنين وذويهم لا ذنب لهم بعد أن قضوا ساعات عصيبة طيلة أيام سنة دراسية بأكملها إنتظاراً ليوم الإمتحان ، ليجدوا أن القدر قد خبأ لهم ما يفيد إمتداد آلة الفساد التي إستشرت في هذه البلاد لتطال في غفلة من الزمان المؤسسة التربوية نفسها ، ثم ماذا بعد ذلك ، وقد أصبح الناس يتشكَّكون في أقدس مقدسات هذا الوطن الذي طالما تفاخرنا بمؤسساته التعليمية والتربوية التي خرجَّت إلى العالم أكثر المهنيين حنكةً وأوسع الأكاديميين علماً ، يقدِّمون جُل ما عندهم من إمكانيات ومهارات أين ما وُجدوا على قالبٍ من الخُلق السوداني القويم والنبيل والمُنَّزه دوماً من النقائص وآفة الإسترزاق على حقوق البشر وطموحاتهم وآمالهم وممتلكاتهم ، على حكومة المؤتمر الوطني أن تنظر بجدية فيما فعلت يد الفساد التي صنعتها بقرارات سابقة لم تستهدف المصلحة الوطنية بقدر ما إستهدفت المصلحة الحزبية والشخصية للنافذين ، بالقدر الذي جعل منها أي آلة الفساد اليد الطولى في توجيه الأمور والمتحكِّم الرئيسي في مصائر البلاد والعباد ، و قد كنا نعلم أن الفساد لن يقف عند حد السطو على ممتلكات الدولة وأموالها وحقوق كادحيها ، لأن طبيعة الأشياء تشير في مُجمل الأحوال إلى تشابه الأشياء وتناسقها إذا إجتمعت وكان تفاعلها حتمياً ، لذا فقد أصيب المجتمع المدني أيضاً في أخلاقياته أيما إصابة وأصبح السائد الآن هو الخداع والكذب والتلفيق والظلم وأكل مال الناس وكدَّهم وإجتهادهم بالباطل ولا وازعٌ لضمير ، وكذلك كان من طبيعة الأشياء أن تتاثر مؤسسات الخدمة المدنية بما فيها وزارة التربية بما يحدث في (سوق) الفساد السائد في الدولة ، فأصبح من المنطقي أن يتورَّط أحد (حارسيها) أو العاملين عليها في نهبها والتهجم على قداستها ، غير آبهٍ بمآلات ذلك على الدولة والجمهور والأبرياء من التلاميذ ، على جهات التحقيق المُكلَّفة برفع تقرير عن كشف وتسريب إمتحان الكيمياء للعام 2018 أن تعلم أن أمر إختصاصها في الموضوع ذو علاقة بمستقبل المؤسسة التربوية من الناحية الأخلاقية ومستوى إعادة ثقة المواطن فيها بالقدر الذي يدفع بالأهالي والطلاب للإطمئنان ومواصلة إجتهادهم في الإعداد والتحصيل والبذل ، مستظلين في ذالك بسقفٍ متسع لا يقبل الشك في سيادة العدالة وذيوع الفضيلة والشرف المهني .