الإعلام الجديد ودوره الفعّال بقلم مصعب محجوب الماجدي

الإعلام الجديد ودوره الفعّال بقلم مصعب محجوب الماجدي


03-30-2018, 03:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1522420805&rn=0


Post: #1
Title: الإعلام الجديد ودوره الفعّال بقلم مصعب محجوب الماجدي
Author: مصعب محجوب الماجدي
Date: 03-30-2018, 03:40 PM

03:40 PM March, 30 2018

سودانيز اون لاين
مصعب محجوب الماجدي-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



فجّرت التكنولوجيا الحديثة ثورة المعلوماتية و فتحت الآفاق لتبادل المعلومات وتأثر قطاع الإعلام بمختلف تخصصاته بهذا التدفق الصاخب للمعلومة وتداوُلها عبر وسائل الإعلام الجديد او صحافة المواطن التي افرزتها الـ Social Media في قفزة كبيرة غيرت مفاهيم الإعلام واحدثت طفرة يزعم بعض الخبراء انها قد تسحب البساط من تحت اقدام الإعلام التقليدي إن لم يواكب التطور الذي تفرضه الظروف ليتماشى مع متطلبات التواصل. في مقابل ذلك يرى مراقبون أن الإعلام الجديد يفتقد للمهنية والمسئولية والمصداقية التي تكسبه ثقة الجمهور لعدم توفر المصادر المؤسسية التي تتحمل مسئولية النشر والإلتزام القانوني تجاه ما يُنشر، وكذلك فإن الإعلام الجديد ساعد في إنتشار الشائعات وتداولها من غير مراعاة للمتلقي وإحترام حقه في صِدقية نقل الخبر له بشفافية وحيادية وموضوعية. ولكل يجب الإعتراف بأن الإعلام الجديد أسهم بشكل واضح في نقل أخبار ما كان يتسنى لوسائل الإعلام الوصول إليها لإستحالة تغطية المراسلين لكل ما يدور حولهم و لتسارع الأحداث و كثرتها هنا وهناك، فما كان من بد إلا لتلقي المعلومة من "المواطن الصحفي" الذي أتاحت له التكنولوجيا نقل ما يراه و إيصال صوته للعالم والتفاعل مع ما يدور حوله من أحداث .
وحتى لا يقلل أحد من تأثير الإعلام الجديد وأهمية دوره في واقعنا فلننظر إلى ثورات الربيع العربي كيف إنطلقت و سرعان ما فار تنورها وتفجرت براكينها عبر منصات التواصل الإجتماعي و تكونت اللجان الثورية عبر الشبكة العنكبوتية واستطاعت إنجاح برامجها والتواصل مع القنوات الفضائية عبر نشطائها وأستطاعوا إجبار الزعماء على التخلي عن عروشهم، و ما كان لهذا التغيير الكبير أن يحدث لولا التنسيق المستمر بين هؤلاء النشطاء وتطويع الوسائل المتاحة لتخدم قضاياهم وأمانيهم في التغيير، كل ذلك بفضل هذا العالم الذي يقال عنه انه إفتراضي.
فيما توقع مراقبون نشوب حالة عدم توافق بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد لم تصدق تنبؤاتهم بل على نقيض ذلك فقد حصلت توافقية و تكاملية مهنية أسهمت في إثراء المحتوى وتنوعه، حتى أن كبرى المؤسسات الإعلامية خصصت مساحات واسعة فُتحت أمام المهتمين لإيصال أفكارهم وآرائهم بحرية، و خلق هذا أجواء تفاعلية ملبدة بسحائب الإبداع هطلت على صحاري الخمول الإعلامي فأحالتها بساتين غناء انبتت من كل زوج بهيج وتفتقت أزاهيرها مختلفة ألوانها.
نعم للمهتمين بأمر الإعلام التقليدي مخاوف من هيمنة الإعلام الجديد وتوسع إنتشاره ولكنه لن يسحب البساط من تحت أقدام الإعلام التقليدي وذلك لما تفرضه الحوجة للوسائل التقليدية، فعندما ظهر التلفاز في بادئ أمره ظن البعض أنه سيهمش دور المذياع ولكن ذلك لم يكن لأن لكل وسيلة ظروفها الخاصة فالتلفاز يتطلب مزيد من التفرغ و التركيز بينما يمكنك متابعة الإذاعة وانت تقود سيارتك او تكتب خواطرك أو تجلس على أريكتك في فناء حديقتك. وبقيت الصحف الورقية صامدة أمام جحافل النشر الإلكتروني وتعدد منصاته بالرغم من تراجع مبيعات الصحف الورقية نوعاً ما وتزايد كلفة الطباعة والنشر والتوزيع يوما بعد يوم.
لقد تبوأ الإعلام الجديد مكانته الإعلامية كرافد حيوي قوي ملأ الفراغ الذي لحق بوسائل الإعلام التقليدية و تمخض عن ذلك تمازُج جمع بين المهنية ومسئولية الفرد تجاه مجتمعه وبلده و النهوض بما يمليه عليه الحس الرسالي بإيصال الرسالة للمتلقي بكل صدق وتجرد. وبذلك فقد انطوت المسافات بين أصقاع الأرض واطرافها خصوصاً اننا في عصر تتسارع خُطاه كل يوم و تزداد وتيرة التقدم فيه بديناميكية لا يدرك لها منتهى، وان صحت مقولة "ان العالم أصبح قرية صغيرة" فإن ذلك بفضل التكنولوجيا الحديثة التي مكنت للإعلام أن يتربع على عرش تقريب الممسافات وجعل العالم في شاشة صغيرة يستطيع كل فرد أن يوصل أفكارة عبر شتى الوسائل المتاحة و ما زالت هذه "القرية" تضيق بساكنيها يوماً بعد يوم و تصبح الأبواب مشرعة امام الجميع ليوصل رسالته لمن يريد.

مصعب محجوب الماجدي