عجائب !! بقلم صلاح الدين عووضة

عجائب !! بقلم صلاح الدين عووضة


03-26-2018, 03:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1522074273&rn=0


Post: #1
Title: عجائب !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 03-26-2018, 03:24 PM

03:24 PM March, 26 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*كلٌّ منا مرت به عجائب في حياته..

*ولكن تبقى بعض هذه العجائب عصية على النسيان..

*فهي تطرق باب الوعي - متسللة من مخزن الذكريات - دونما مناسبة... أو استئذان..

*مثلما طرق خيال زينب باب عقل يزيد بن معاوية فجراً..

*فأنشد من فوره - وقد كان شاعراً رقيقاً - يقول :

طرقتك زينب والركاب مناخةٌ...بحطيم مكة والندى يتصببُ..

بثنة العلمين وهناً بعدما....خفق السماك وجاوزته العقربُ..

*وبعد كل هذه الرقة من جانبه جاء وقتل الحسين بكل قسوة... حين آلت إليه الخلافة..

*فشهوة السلطة هي أحد عجائب حياتنا الدنيا هذه..

*سيما لدى الذين لا يطيقون تركها منهم... ويتمسكون بها بكل ما أُوتوا من قوة..

*وليلة أمس طرقت ذهني جملة مما مر بي من عجائب..

*هكذا بدون أية مناسبة... أو استغلالاً لعدم انشغال محل وعيي بحركة المناسبة..

*أي لخلوه من عجائب واقعنا السياسي في تلكم اللحظات..

*وأول طارق رجلٌ من أهل التشدد الديني؛ كان يزورنا في البيت... وأنا صغير..

*كان جسيماً... غليظاً... سميناً ؛ ويأكل بشراهة مخيفة..

*ولكنه كان يحجم - بصرامة - عن مصافحة النساء... بحجة أن ذلك من السنة..

*وأنظر إليه بحيرة أنا؛ حين يأكل... وحين يحجم..

*فإن كان عدم المصافحة من السنة فإن عدم الإسراف في الأكل من السنة أيضاً..

*ويسترجع عقلي من دروس الدين (الطازجة) ما يعضد حيرتي..

*ومنها (المعدة بيت الداء)..... و(ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه)..

*وكذلك (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع)..

*فلماذا يأخذ زائرنا ذاك من السنة بعضها ويترك بعضها؟!... شيء عجيب حقاً..

*ومن العجائب التي طرقتني قصتي مع دواء شيخ ماهر..

*وماهر هذا كان واعظاً شهيراً بحلفا... وفي الوقت ذاته عضو مجلس الأمة المصري..

*كيف ذلك؟!... لست أدري؛ ولم أجتهد في أن أدري..

*ومساء يوم طلب مني إرسال دواء بعينه له من الخرطوم... وكنت مسافراً صبحاً..

*وحفيت قدماي بحثاً عن ذلكم الدواء ولم أجده..

*وبعد أيام هاتفت أهل بيتي - بحلفا - فنقلوا لي شكر شيخ ماهر على الدواء..

*قال إني أرسلته له مع رجل لا يعرفه... وذكرني عنده بالاسم..

*ومن إحدى العجائب التي طرقتني تلك التي تخص رمزاً من رموز هذا الزمان..

*فهو كان يقيم بدار (أعرفها) بغرض الدراسة... وكانت مجانية..

*وحين صار ذا شأن- في عهدنا هذا- كان من أول المنادين بإلغاء مجانية التعليم..

*بل ومن القائلين (من لديه فلوس يتعلم... وإلا فلا)..

*علماً بأنه درس... وأكل.... وسكن... مجاناً حتى الجامعة ؛ وما فوقها..

*عجيبة......!!!.
assayha