التعليم فى مناطق النزاعات: دارفور نموذجاً بقلم شمس الدين أحمد صالح*

التعليم فى مناطق النزاعات: دارفور نموذجاً بقلم شمس الدين أحمد صالح*


03-26-2018, 02:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1522072388&rn=0


Post: #1
Title: التعليم فى مناطق النزاعات: دارفور نموذجاً بقلم شمس الدين أحمد صالح*
Author: مقالات سودانيزاونلاين
Date: 03-26-2018, 02:53 PM

02:53 PM March, 26 2018

سودانيز اون لاين
مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA
مكتبتى
رابط مختصر





*الحلقة (٤)*

بعد نمو الوعي بأهمية التعليم النظامي المدني الحديث في المجتمعات المحلية بدافور، وجد أبناء شعبنا في هذا الإقليم المتسع والمترامي الأطراف أنفسهم أمام نظام تعليمي فقير للغاية من حيث البنيات الأساسية ومدخلات التعليم الأخرى، فى غياب أي افق تنموي من الدولة، ونمى الوعى المذكور فى أواخر الستينيات وبداية السبيعينيات من القرن الماضى ابان حكم المرحوم جعفر نميرى، ومع غياب أفق تنموى من قبل النظام و تخلف وعي القيادات الأهلية عن أهمية التعليم، ومن ثم حل القيادات الأهلية من قبل النظام المايوي ، واستبدالهم بهياكل وهمية مثل لجان تطوير الريف وكتائب مايو ولجان الأمن بالمجالس الريفية ومجالس المدن، ولم تكن تلك الهياكل أو الأجسام المايوية مؤهلة لإحدات تنمية فى مجال التعليم لغياب الخطط والكادر التعليمي والميزانيات اللازمة لذلك الغرض النبيل. ومع توسع سنوات الدراسة فى المدارس الابتدائية الى ٦ سنوات؛ واجهت مدارس الريف في دارفور معضلتين أساسيتين، قلة كادر التدريس وبناء الفصول الجديدة، لأن قبل تغيير السلم التعليمي في عهد محى الدين صابر من (٤،٤،٤) الى (٣،٣،٦) كانت معظم مدارس الريف من ثلاثة فصول وتسمى بالمدارس الصغرى، ويتم إكمال العام الرابع فى مدارس المدن ثم يلتحق الطالب بعد ذلك بالمرحلة الوسطى وكان فى ذلك الوقت - أى بداية السبعينيات من القرن الماضى - لا يوجد فى دارفور ولا معلم واحد للمرحلة الابتدائية فى بعض المناطق التى تعتبر الآن محليات، ولأن في المدن الكبرى كان الوعي بأهمية التعليم النظامي المدني الحديث أكبر .
بدأت حركة انشاء المدارس الأهلية والشعبية بالجهد الشعبى وخاصة مرحلتى الثانوي العام ( المتوسطة لاحقاً ) والمرحلة الثانوية العليا. وكانت فى تلك الفترة تقوم الدولة بدعم المدارس الداخلية بالغذاء، والكتاب المدرسي. ورواتب المعلمين كانت محترمة وتكفي احتياجاتهم، وكان للمدرس وضع اجتماعى محترم في المجتمع، واستمر حال التعليم في دارفور بهذه القلة والندرة ولكن كان جيد ونوعي على قلته، سواء كان في الابتدائية او المرحلتين التاليتين. وكانت مدارسها الثانوية على قلتها تنافس مدارس السودان الأخرى فى دخول طلابها الى جامعة الخرطوم وفى القمة ، وخاصة فى كلية الهندسة جامعة الخرطوم كان معظم طلابها من مدرسة الفاشر الثانوية القومية، والذين لم يحالفهم الحظ فى الدخول الى الجامعة كانوا يسدون النقص فى سلك التدريس فى مدارس المتوسطة والابتدائية، وفى دواوين الحكومة الأخرى وكل ذلك لأن التعليم كان مجاني لكل الطلاب ، الى أن جاء عام ١٩٧٧م وحدثت تحولات كبيرة على الصعيد السياسي والاقتصادي في السودان:

*على الصعيد السياسى:*
تم ماسمى بالمصالحة الوطنية بين جعفر نميرى وجماعة الاخوان المسلمين بقيادة الترابي وحزب الأمة بقيادة الصادق المهدى، وذلك بعد عام واحد من فشل المقاومة المسلحة التى كانت مدعومة من ليبيا تحت (اسم الجبهة الوطنية) التى كانت تضم الاخوان المسلمون، وحزب الأمة وحزب الاتحاد الديمقراطى بقيادة القائد المرحوم الشريف حسين الهندى الذى رفض المصالحة مع نظام نميرى الديكتاتورى المستبد وظل في معارضته لذلك النظام وشارك مع حزب البعث العربي الاشتراكي وحزب الأمة جناح ولى الدين المهدي وحزب سانو من الجنوب وبعض الشخصيات الوطنية من غرب السودان في تكوين *(تجمع الشعب السوداني)* والذى هيأ الشارع السوداني لانتفاضة مارس- أبريل ١٩٨٥م.
فاندمجت حركة الاخوان المسلمين داخل تنظيم جعفر نميرى" الاتحاد الاشتراكى السودانى" حتى سقوط نظام نميري في ٦ أبريل /١٩٨٥م.

*على الصعيد الاقتصادي:*
فقد ارتمى نظام نميري بشكل كامل في أحضان الامبريالية الأمريكية وربط اقتصاد البلاد بصندوق النقد الدولي سيئ الصيت على اقتصاديات الدول النامية ، والذى من أول شروطه رفع الدعم عن الخدمات الأساسية وعلى رأسها التعليم وتعويم الجنيه السودانى، اى تخفيض قيمته مقابل العملات الصعبة وخاصة الدولار، وكذلك دخل الإخوان فى المؤسسات الاقتصادية لتمكين أنفسهم اقتصادياً مقابل توفير غطاء جماهيري لنظام نميري المعزول جماهيرياً، ليتحولوا إلى طبقة رأسمالية طفيلية، بإنشاء مؤسسات اقتصادية بمسميات إسلامية لنهب ثروات الشعب والمضاربة فيها، واستمر الحال إلى يومنا هذا.

*ولنرى كيف أثر هذين التحولين السياسي والاقتصادي على التعليم فى دارفور :*

*أولاً:* شروط صندوق النقد الدولى رفع الدعم عن التعليم، أو على أقل تقدير خفض الدعم المباشر لمدخلات التعليم الهشة التى كانت موجودة فى دارفور، سواء كان غذاء الداخليات أو الكتب والكراسات والأدوات المعملية.
*ثانياً:* تخفيض قيمة الجنيه أثر على أوضاع المعلمين وعمال التعليم وأصبحت رواتبهم لا تغطي حاجياتهم الأساسية، حيث شهدت الأعوام (٨٠، ٨١، ٨٢) حركة إضرابات متتالية وسط معلمي التعليم العام. وساهمت هذه الإضرابات بدرجة كبيرة في التراكم النضالي مع القطاعات الأخرى من الجماهير والذى أدى إلى النصر النهائى والحاسم ضد نظام نميرى فى ٦/ابريل/١٩٨٥م.
نواصل.

*ﭠَڝدر عنَ حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ*
❇════════════❇