لماذا العلاج السياسي ! بقلم عبدالباسط محمد الحاج

لماذا العلاج السياسي ! بقلم عبدالباسط محمد الحاج


03-25-2018, 11:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1522017460&rn=0


Post: #1
Title: لماذا العلاج السياسي ! بقلم عبدالباسط محمد الحاج
Author: عبدالباسط محمد الحاج
Date: 03-25-2018, 11:37 PM

11:37 PM March, 25 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباسط محمد الحاج-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



نافش الفيلسوف جان جاك روسو في خطابه "أصل التفاوت بين البشر" والذي طرح فيه سؤال محدد حاول الإجابة عنه وهو : ماهو أصل التفاوت بين البشر ؟ وهل يجيزه القانون الطبيعي؟ وقد أقر بوجود تفاوت طبيعي أو فيزيائي ويتألف من الإختلاف في السن ، والصحة البدنية ، والصفات العقلية والروحية والنوع آخر يمكن تسميته بالتفاوت "الأخلاقي أو السياسي" ذلك ولأنه يعتمد علي نوع من الإتفاق بين الناس ويتألف من الإمتيازات التي يتحصل عليها البعض علي حساب الآخرين مثل أن يكون ذلك (البعض) أكثر ثراءً ، أو أقدر علي جعل الآخرين مطيعين .وهنا يأسس روسو نظرية أن كل الحكومات نشأت من أصل التفاوت عبر ميزة القوة التى يمتلكها الأشخاص المؤسسين لها.فقد سعي إلي تفنيد هذا التفاوت وخلق نسق جديد بإقامة نظام إجتماعي- سياسي علي مبدأ المساواة بين البشر حيث تختفي تخوم التفاوت بين البشر والظلم المتصِفة به تلك المؤسسات المبنية علي أصل التفاوت .
لقد وضع رُوسُو مفهُوم العلاج السياسي كحل لحالة التفاوت بين البشر عندما ذكر في مذكراته الإعترافية (إن كل شيئ مرتبط بصورة اساسية بالسياسة. وأنه يكون في الطريقة التي يسلكها الشعب ، فهو لن يكون خلاف طبيعة الحُكم فيه ) فقد وضع تصور مُختلف للسلطة"power" بخلافاً للمفهوم السَائد آنذاك حيث أن الخَلاص لا يكون إلا بتلك الإرادة المُطلَق العامة التي تقهر التفاوت وتسمُو بتلك القيم الطبيعية العليا التي تضع المساواة كمبدأ أساسي لتأسيس الحكومات والدولة .
إن هذا الخطاب يُأسس لنا مفهوماً مختلفاً للسُلطة والتَفاوت بين البشر بما أن الحكومات الغير "ديمقراطية" قائمة علي التفاوت وقد كرست لذلك عبر تعزيز القوة في أيادي فئات ونُخب ترعى التفاوت ، فإن المنطق الذي تتعامل به سلطة التفاوت يجب أن يكون هو ذات المنطق الذي تُخاطب به من قبل الشعب ، بمعني تلك الأرادة المطلق التي تروق للمساواة والحرية والديمقراطية يجب أن تكون مطلقة العنان في سبيل الوصول للمبادئ الطبيعية والمتمثلة في الحقوق الطبيعية كالمساواة بين البشر وإقرار مبدأ العدالة .
أعتقد ان أزماتنا الشائكة حالياً تحتاج إلي حل سياسي وهذا علي الأقل بشكل مبدئي ومن ثَم تندرج تحته بقية الحلول (إجتماعية ، إقتصادية ، ثقافية ....الخ) ومُخاطبة الخلل الهيكلي للدولة كما هو والإنطلاق بإرادة مطلقة وبمفهوم تأسيسي ووعى جديد بالقوة والسلطة .