قد مسنا وأهلونا الضر.. يا حسن! بقلم محمد لطيف

قد مسنا وأهلونا الضر.. يا حسن! بقلم محمد لطيف


03-24-2018, 07:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1521915372&rn=0


Post: #1
Title: قد مسنا وأهلونا الضر.. يا حسن! بقلم محمد لطيف
Author: محمد لطيف
Date: 03-24-2018, 07:16 PM

07:16 PM March, 24 2018

سودانيز اون لاين
محمد لطيف-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


كتبت في هذه المساحة من قبل.. عن فوضى النفايات.. وكيف أن عملية جمع النفايات عند مراكز التجميع تتحول من عملية تجميع إلى عملية تفريغ وتفريق و(فرزعة) بفضل جهود عمال النظافة أنفسهم، الذين ينشغلون بالبحث عن الفوارغ لا جمع النفايات.. ثم كتبنا وكتب غيرنا.. المفارقة التاريخية الظالمة والدائمة والناشبة بين تحصيل رسوم النفايات وبين جمع النفايات نفسها.. أي مدى التزام الجهات المعنية بالوفاء بالتزاماتها تجاه من تحصلت منهم على الرسوم..؟ ويبدو أن أزمة ولاية الخرطوم ومحلياتها وإدارياتها وشركاتها مع مسألة إصحاح البيئة.. والالتزام بجمع النفايات.. والربط المقدس والمغلظ بين تحصيل الرسوم وتقديم الخدمة.. ستظل قائمة إلى حين..!
غير أن الأمر يزداد سوءا وإحباطا.. حين تكون هناك مبادرة شعبية.. أو سمها أهلية.. يقوم بها مواطنو هذا الحي أو ذاك.. وهو أمر طبيعي في ظل تراجع الدور الرسمي وتقاعس المؤسسات المعنية بالأمر عن القيام بدورها.. فماذا تنتظر غير أن يبادر المواطنون لإمساك زمام المبادرة بأنفسهم.. فحين تمتلئ الشوارع بالنفايات والمياه الراكدة.. وحين تمتلئ المنازل بالذباب والبعوض.. فإن تجلس خالفا رجليك وتلعن المحليات والمعتمدين.. وجيوشهم الجرارة من الإداريين والموظفين والمتحصلين.. فذلك يصبح أمراً غير ذي جدوى.. فلا بد من فعل على الأرض!
وهذا ما فعلته نساء مربع (6) كافوري كما يقول محدثي.. الذي يروي قصة أسطورية تلخصت في كيف أن النساء هناك.. قد أخذن زمام المبادرة.. ونظمن حملات للنظافة وإصحاح البيئة في حيهن.. وقد تبدو الخطوة طبيعية ومألوفة ولكن المذهل في أمر نساء (6) واللواتي لم ينكرن جهد محلية بحري وإداريتها في دعم حملاتهن الطوعية ببعض الآليات والكثير من الدعم المعنوي.. المذهل أنه حين بلغ الأمر أن تتسلم النظافة في المربع المذكور إحدى الشركات التي تتعاقد معها الولاية.. فقد تعهدت نساء الحي بتسليم الحي للشركة نظيفا سليما معافى صحيح البيئة.. كان ذلك بالطبع محل إشادة مسؤولي المحلية.. وتقدير الشركة.. وكان ظن النساء.. وبعض الظن إثم.. أن حَيهن سيحافظ على نظافته فور تولي الشركة لمهامها.. سيما وأن مواطني الحي قد تعهدوا بالوفاء بسداد رسوم النفايات.. والذي حدث وباختصار شديد.. أنه في الوقت الذي بدأ فيه غزو المتحصلين لمنازل المربع.. تسبقهم جيوش الذباب والبعوض.. بفضل تكدس النفايات.. وبسبب تراجع الشركة المذكورة عن كل التزاماتها تجاه المربع.. وفق الاتفاق الذي عقدته النساء معها.. أي الشركة.. برعاية المحلية ومباركة اللجنة الشعبية بالمربع.. كان الاتفاق مثلاً.. أن ترتاد العمالة الراجلة للشركة كافة أزقة المربع مع استصحاب الآليات المطلوبة.. الشيء الذي لم يحدث.. كان الاتفاق كذلك أن تمر سيارات الشركة ثلاث مرات أو خمس مرات في الشهر.. ووضع رسم محدد لكل حالة.. المفارقة أن الشركة التي اختارت تحصيل الرسم الأعلى عجزت عن تنفيذ العدد الأدنى من الزيارات..!
أما الذي يحير حقا.. ويتضرع الناس هناك إلى الله أن يكون محض شائعات.. فهو ما يتردد على نطاق واسع من أن المحلية بصدد التعاقد مع ذات الشركة على مشروع نظافة بحري قاطبة.. إن لم تكن قد فعلت فعلاً.. فإن فعلت.. فربما تقديرا لفشلها في نظافة مربع واحد في حي واحد..!.


alyoumaltali