حدث في مثل هذا اليوم بقلم د.امل الكردفاني

حدث في مثل هذا اليوم بقلم د.امل الكردفاني


03-24-2018, 05:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1521909614&rn=0


Post: #1
Title: حدث في مثل هذا اليوم بقلم د.امل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 03-24-2018, 05:40 PM

05:40 PM March, 24 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




صباح الخير ...
اليوم السبت 24 مارس 2018 ...
صباح هادئ .. الا من صرخات كلب عضته باقي الكلاب في ذيله فولول كما لو تعرض للاغتصاب ... تبقت ستة ايام لمغادرة هذا الشهر والاقتراب من نصف السنة التي جرت بسرعة ... نحتاج لأن ننجز كمية هائلة من الانجازات في وقت قصير حتى نشعر بقيمة الزمن..لكن هذا يكاد يكون مستحيلا في ظل دولة فاسدة ومترهلة اداريا ومحاصرة دوليا وذات اقتصاد منهار تماما ... كل محاولات الاستثمار ستبوء بالفشل الحتمي ... لأن سياسات الدولة غير مستقرة ، فكل يوم هي في شأن ، هذا ناهيك عن الفساد الشديد والجبايات التي لا تنتهي ، فكل جهة حكومية تبحث عن دخل عبر فرض رسوم بإسمها ... وبالتالي فانك لكي تنجز معاملة واحدة عليك ان تدور على عشرات الجهات الادارية ... اوقات الناس تضيع سدى كما هي حياتهم .. فبعد ان يتخرج الطالب يخضع لسنة كاملة في ما يسمونه الخدمة العسكرية ، ويمكنك عبر الرشوة ان تجلس في البيت ويتم تأديتها نيابة عنك ، او يمكنك ان تدفع اكثر وتحصل على اوراق تثبت انك اديتها بالفعل ... تضيع سنوات من عمر الخريج في متطلبات فارغة ؛ ثم يكتشف ان سوق العمل يلفظه ، وحتى لو وجد عملا فلن يكفيه لفعل شيء... الوظائف ذات الراتب العالي محتكرة لاسرة الرئيس والمسؤولين والنافذين .. هم اساسا لا يحتاجون وظائف لأن شركاتهم التي تحتكر العقود العامة بملايين الدولارات توفر لهم المال ، لكن البحر لا يكره الزيادة ، بل يحبها ، وتربية الجوع لا يملأ عينها حتى التراب . الدولة بائسة جدا لكل من لا ينتمي للنظام ، وطاردة للغاية ، للأسف اغلب صغار رجال الشرطة والامن من الطبقات الكادحة ، لكنهم ايضا يفتقرون للعقل الذي يوضح لهم ان من يسرقونهم هم انفسهم من يقومون هم بحمايتهم . لا توجد حقوق ولا حريات فاصغر رجل سلطة يستطيع ان يزج بك في السجن او المعتقل ، حتى الان هناك مئات من المعتقلين الذين اكملوا عدة اشهر من الاعتقال دون ان ترد من الحكومة اي اشارة باطلاق سراحهم او تحويلهم لمحاكمة عادلة... بعضهم مريض جدا وترفض الاجهزة الامنية علاجهم والمحكمة الدستورية كآخر كرت يلجأ اليه المحامون رفضت التدخل ، لا اعرف التفاصيل في هذا الشأن ، لكن اعتقد ان اللجوء لمحاكم ينشؤها رئيس الدولة ويمولها هو نفسه لا يمكن اللجوء اليها للشكوى من أجهزة اخرى تابعة ايضا لرئيس الدولة ، في ظل انعدام رقابة شعبية وصحافية وفي ظل انعدام استقلال القضاء ، وفي ظل القمع العالي لحرية الحصول على المعلومة او حرية التعبير . مليشيات تابعة للأمن مطلقة السلطة تفعل ما تشاء وتعيث فسادا في الارض ، ويتم دعمها بالملايين والسلاح ، وتدعمها اوروبا وامريكا وبعض دول الخليج ، تثير مشاكل في كل مكان تذهب اليه ، ولا احد يستطيع ردعها في ظل جيش قومي مغيب تماما عن الساحة. هناك انهيار كامل في القطاع الصحي ، فقد ارتفعت اسعار الدواء المنعدم اساسا لما يتجاوز الثلاثمائة في المائة ، وتوقفت بعض اجهزة غسيل الكلي ، هناك ادوية بآلاف الجنيهات وهي ايضا غير متوفرة ، اما الولايات فحدث ولا حرج ، فحتى المراكز الصحية بائسة وتخلوا من الاطباء الاختصاصيين ، ولذلك تحدث عمليات نزوح من الولايات الى العاصمة للاستطباب ، وغالبا ما يتوفى المرضى بسبب تدهور الحالة الصحية وجراء الانيميا وفقر الدم. ارتفاع كبير في نسبة المصابين بمرض الايدز والسرطان بشكل ملحوظ جدا . لا زال الطلبة في المدارس بالاقاليم يجلسون على الارض ، ويشتركون في الكتب المقررة ، ولا زالت الكثير من المناطق لم تدخلها الكهرباء ولا المياه ، واهلها لا يعرفون الدش ولا الحاسب الآلي ولا الانترنت ، ناهيك عن نسبة ارتفاع الامية بشكل كبير جدا وارتفاع نسبة الفقر والبطالة وارتفاع حرارة الجو ، وارتفاع الاسعار ، وندرتها وانخفاض قيمة الانسان. هناك من هاجوا وماجوا بسبب مزاعم تجنيس بدون الكويت او السوريين او غيرهم ، وكأننا نعيش في سويسرا ، وكأن هؤلاء لن يتقاسموا هذه المأساة معنا.. اعتقد ان الانسان عندنا عاطفي جدا ، ومشاعره رقيقة كوعيه الضعيف ... يا سادة ... هذه الدولة اذا كان بالامكان تسميتها دولة ، الداخل اليها مفقود والخارج منها مولود... قوموا الى بؤسكم يرحمكم الله...