(1999 – 2018) بقلم Taher Satti

(1999 – 2018) بقلم Taher Satti


03-24-2018, 04:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1521904954&rn=0


Post: #1
Title: (1999 – 2018) بقلم Taher Satti
Author: الطاهر ساتي
Date: 03-24-2018, 04:22 PM

04:22 PM March, 24 2018

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



:: (فجأة)، أعلنت وزارة المالية عن إتفاقها مع شركة سوما التركية لتشييد مطار الخرطوم الجديد بنظام ( البوت)..وبلا مقدمات، قال وزير المالية الفريق محمد عثمان الركابي يوم الخميس الفائت أن تكلفة العقد بلغت (مليار و 150 مليون دولار)، ومنها تكلفة المرحلة الأولى ( ٨٠٠ مليون دولار)، وذلك خلال فترة زمنية مقدارها ( 36 شهراً)..وبلا أي عطاء أو يحزنون، وقّع الفريق الركابي على العقد الملياري مع رئيس مجلس إدارة الشركة التركية (سوما)..!!

:: وعليه.. مهماً كانت حاجة البلاد إلى هذا المطار، ومهما كانت متانة العلاقات السودانية التركية، فان مشروعاً تكلفته بهذا الحجم - مليار و 150 مليون دولار - كان يستدعي طرح عطاء عالمي، ثم فرزه بشفافية، ثم إختيار العرض الأفضل بنزاهة، ثم الإعلان عنه بكل وضوح، ثم كتابة مسودة العقد، ثم تحويل المسودة إلى وزارة العدل لتراجعها إدارة العقود، ثم التوقيع عليها بحيث تصبح (عقداً قانونياً).. هذا ما كان يجب أن يكون ..!!

:: ولكن للأسف، ورغم أنف النفرة المعلنة حالياً تحت مسماة محاربة الفساد ومكافحة القطط السمان، لم يمر هذا العقد الملياري بتلك المراحل التي تنص عليها الأخلاق قبل القوانين وتعضدها لوائح المال العام .. لقد فاجأ الفريق محمد عثمان الركابي وآخرين كل أجهزة الدولة الرقابية والتشريعية والعدلية، وكذلك باغتوا كل قوانين ولوائح المال العام، ليفرضوا - على الشعب والبلد والأجيال القادمة - عقدهم الذي فيه وحدهم يشهدون ويوقعّون ..!!

:: والمهم، نًعيد لجيل الشباب قصة مطار الخرطوم..نعم، فقط لأعزائي مواليد العام 1999.. في عام ميلادكم تم تشكيل لجنة لتنفيذ مشروع هذا المطار بأمدرمان..تلاشت اللجنة قبل تنفيذ المشروع، وحل محلها كيان هلامي مسمى بوحدة تنفيذ مطار الخرطوم.. ولم يكن لهذه الوحدة موقعاً مؤسسياً في هيكلة الدولة..ومع ذلك، كانت لها ميزانية دون أن تخصم من ميزانية الطيراني المدني جنيهاً..فالوحدة كانت موازية لهيئة الطيران في ( الميزانية والمهام)، وتم ذلك في أكتوبر 2005، وكنتم أطفالاً في ( سنة أولى أساس)..!!

:: تم تأسيس الوحدة بمبانيها وإداراتها وميزانيتها..ومضى العام الأول من عمر الوحدة، ولم يحدث شئ بأرض المشروع غير تسويرها..ثم مضى العام الثاني، ولم يحدث شئ غير ( حفر آبار)..ثم مضى العام الثالث من عمر الوحدة، ولم يحدث شئ غير (التشجير)..ولكن في العام الرابع ، كان الإنجاز مدهشاً، ويستدعي الاحتفال و عطلة يوم .. لقد تمكنوا من بناء بيوت إدارية، بعد اربع سنوات ..أما في العام الخامس، فلقد بلغ الإنجاز مداه بزراعة ( شوية نجيلة)..!!

:: وعندما مضى العام السادس من عمر الوحدة، لم يكن هناك مطاراُ بالصالحة غير الذي في مخيلة الناس..ست سنوات من التنجيل والتسوير وحفر الآبار.. وبعدها ،أصدرت المالية قراراً بتحويل قروض الصناديق العربية لغرض آخر غير المطار مع الإبقاء على الوحدة و(ميزانيتها)..أي صرفت النظر عن المطار مع تأكيد حرصها على الوحدة (بلا شغلة)..وبعد أشهر من قرار المالية ، أصدرت رئاسة الجمهورية قراراً بحل الوحدة، أي تخلصوا منها بعد ست سنوات من إهدار المال فيها ..!!

:: ثم فجأة - كما فجأة الخميس الفائت - في أكتوبر 2013، تم توقيع عقد مع شركة صينية لتنفيذ المطار..(700 مليون دولار)، يسدد خلال (15 سنة)، ويتم التنفيذ خلال ( 40 شهراً) من تاريخ التوقيع.. ومن تاريخ التوقيع مع الشركة الصينية ( نسينا الموضوع )..ولكن فجأة، يُعيد الركابي الموضوع إلى الذاكرة بهذا العقد الملياري مع شركة سوما التركية ..(1999 - 2018)، عًمر الفشل المسمى بمشروع مطار الخرطوم الدولي ..!!

fb