Post: #1
Title: جنبها... وفوقها !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 03-24-2018, 04:21 PM
04:21 PM March, 24 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *والتي نعنيها بعنواننا هذه هي الحيطة..
*فهناك من يمشي جنبها - إيثاراً لسلامة - ويُقال عليه (ماشي جنب الحيط)..
*وهناك من لا يرضى إلا بأن يكون فوقها... ولو يدق عنقه..
*وفي دنيا الإبداع خاصة لا ينفع التلبّد خلف الحيط وترديد: يا دار ما دخلك شر..
*وهذه الدنيا تشمل السينما... والشعر... والرواية... والإعلام..
*فالمشي جنب الحيط ضد الإدهاش... والإمتاع... والذيوع... وجرأة الطرح..
*واستوقفني حوار أُجري مع النجم التلفزيوني لاري كينغ..
*وهو بالمناسبة استقال من تلقاء نفسه بعد بلوغه التسعين... وفقدته الـ(سي إن إن)..
*فالمبدع لا يُحال إلى التقاعد إلا في بلادنا... وأشباهها..
*والآن أشهر مذيعة في العالم تخطو نحو السبعين... وهي أوبرا وينفري..
*سُئل لاري عن سر نجوميته الطاغية فقال (الإيجاز)..
*وشرح أكثر فقال إنه يعتمد أسلوب الأسئلة السريعة... الموجزة... الخاطفة..
*ثم لا يدع ضيفه يسرح... ويمرح... و(يتجدع)..
*فهو يأخذ بخناقه... وخناق الحوار... وخناق الزمن... وخناق المشاهدين..
*وإذ يفعل كل ذلكم يكون على رأس الحيط...لا جنبه..
*لا يتهيب... ولا يرتجف... ولا ينظر إلى مكانة ضيفه؛ وإن كان الرئيس نفسه..
*وأتمنى لو فُرض هذا الحوار (درساً) على مذيعينا..
*إذن لخجلوا من أنفسهم وهو يثرثرون بسخيف الكلام... ويمشون جنب الحيط..
*وفي مجال الإبداع الصحفي لاحظت شيئاً عجيباً..
*نعم؛ فالصحافة مجال إبداعي لا ينفع معه زحف جنب الحيط...ولا هو ينفع معه..
*ثم المصيبة إذا كان مع هذا الزحف خلوٌّ من الموهبة..
*فهو في هذه الحالة أشبه برص للطوب؛ بعضه فوق بعض... وكلام فوق كلام..
*ما لاحظته أن أغلب إعلاميي عهد (مايو) هم نسخ من سياسييه..
*إذا أراد أحدهم قول كلام يظن أنه يجرح خاطر الحكومة يتعب تعباً شديداً..
*يتعب هو... ويتعب الكلام... ويتعب القارئ المسكين..
*فهو يسافر به إلى رأس الرجاء الصالح... ثم يرجع به مترنحاً من رهق السفر..
*ولا يكاد يعرف (رأسه) من رجليه... ولا يعود كلاماً (صالحاً)..
*وحتى الذين هم في مجال الرياضة منهم يمشون جنب الحيط... شيء عجيب..
*وأحد المبدعين الذين وقفوا على الحائط - منذ البداية - سبيلبرغ..
*منذ أن أخرج فيلمه (العربة)...وحتى الآن؛ وقد تجاوز السبعين من العمر..
*فالمبدع لا يموت إبداعه إلا بموته... ولا يعرف (المعاش)..
*وأحد أوجه إبداع هذا المخرج المذهلة أنه يقف دوماً فوق الحيط... وينظر..
*ينظر إلى الفضاء... ودواخل السياسة... وحقائق المسكوت عنه..
*وفي فيلمه لينكولن نظر إلى مقولته الشهيرة (أمشي بتؤدة... ولكني لا أرجع للوراء)..
*ثم نظر إلى مشيته هذه نفسها فرآها تماثل حكمته..
*فكانت آخر خطاه الوئيدة إلى حيث مصرعه... أبدع خاتمة للفيلم..
*والصمت المخيم... أفضل موسيقى تصويرية..
*وعندنا... أفضل إبداع (جنب الحيط !!!).
assayha
|
|