أغنية مصر والسودان بقلم الطيب النقر

أغنية مصر والسودان بقلم الطيب النقر


03-23-2018, 05:10 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1521778209&rn=0


Post: #1
Title: أغنية مصر والسودان بقلم الطيب النقر
Author: الطيب النقر
Date: 03-23-2018, 05:10 AM

05:10 AM March, 22 2018

سودانيز اون لاين
الطيب النقر-كوالالمبور-ماليزيا
مكتبتى
رابط مختصر



قد وضح الأمر اذن وانجلت الغشاوة ورأى السيسي وتظامه المتهالك أنهم على حافة الهاوية فشعبية المستبد الخائن في الحضيض فلم يجد طاغية مصر بدا من أن يستدعى طاغية على شاكلته يعيش مثله قلقا مذعورا بعد أن أملت عليهم الظروف أن يستحيل بغضهما إلى مودة وسخطهما إلى رضا، ونحن في السودان لا نستعذب هذا الحب الهادر الذي تحدر فجأة من سويداء الأفئدة، بل نترقب أإن تنهض المغنية التي صدحت بأغنية مصر والسودان التي استمعت إليها جموع السود في هدوء ودعة ولكنها لم تحفل بها أو تصدق منها شيئا، وتعود إلى سابق عهدها وتنبري هي واعلام النظام الذي تتهالك عليه لتستأنف وصلات الردح والتهكم على السودان وتاريخه وثقافته، ونحن نلح عليها في ذلك حتى تنقطع بيننا الأسباب، فحلايب وشلاتين وأبورماد بعيدة الأثر في نفوسنا وهذه المدن هي التي جعلتنا لا نظهر ميلا لطلاوةة صوتها وعذوبة ادائها وعمق الكلمات التي بلغت ما شاءت من التفرد والاتقان، لقد ترنمت هذه المغنية بروائع حب آثم، وغدا يلجأ إليها الناقمون ليجدوا عندها ما يحتاجون إليه من ألوان الطعن والتشنيع على أرض النيلين ومهد الحضارات، وخلاصة هذه الأهزوجة أن السود لم يظفروا من كل هذا بشيء، وأن الطاغية البشير الذي يرعد حينا ويستعطف حينا ما زال متخاذلا عن أداء واجبه، فقد عهدناه ضعيفا مستسلما تجاه هذه البقاع التي شمخ فيها الجار بأنفه ولن يتكلف جهدا ولا مشقة في سبيل استردادها فهو لا يحس ما بينه وبين هذه الأراضي من صلة، فصولجان الحكم والخوف على سدته محا هذا الرباط المقدس محوا تاما، وجعله حاد العاطفة تجاه من يهدد ملكه، شديد التسلط على من يخالفه الرأي، لقد نسى من ترعرع في بيئة لا تقيم على مذلة، أو تطمئن إلى غضاضة، شرف العسكرية وأصول النخوة السودانية، وألحت عليه أثقال الحكم وفداحته ألا يطلق يديه إلا على أفراد شعبه، الذي أنكر عليه ضعفه وألح في الانكار، لم يحنو هذا الطاغية الذي لم يعد يخرج في السرية، أو يحكم بالسوية، أو يعدل في القضية على أنضاء الفاقة، وطرائد البؤس، وصرعى الحرمان، لم يعد يعبأ بمن زعم أنه قد هبّ لانقاذهم ونجدتهم، السود الذين تكلفوا ما تكلفوا من الجهد، واحتملوا ما تحملوا من العناء، يلومهم الآن على اسرافهم في الشكوى، وكثرة تعرضهم على موضوع الأراضي المسلوبة، بل لاحت عليه مخايل التجبر وآفات الاستبداد، حتى على حزبه الذي أتى به، وبان أنه شديد الحرص على أن يكون وحده.
ليت شعري متى يخلو المشير البشير إلى نفسه ويحصي سنوات عمره، عله يظهر الندم على ما فات، ويصرف الامارة بالسوء عن الإثم والجور، ويرحم هذه البشرية التي أذاقها ألوان الألم وضروب الشقاء.
الطيب النقر