Post: #1
Title: المخيف الجميل !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 03-22-2018, 02:20 PM
02:20 PM March, 22 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *لماذا نتطير من البومة وشكلها جميل؟!..
*ولماذا نتشاءم من الغراب وهو لا يقل عن طائر البوم جمالاً؟!..
*ولماذا تنقبض نفوسنا من الرقم (13)...وهو مجرد رقم؟!..
*ولماذا تمتنع نسوة عن غسل ثيابهن يوم الأربعاء... وهو من أيام الله؟..
*وتتناسل أسئلة مشابهة عديدة من هذه المفردة الاستفهامية..
*ولا تمشي جميعها على رجلين من أرجل المنطق... وإنما تتخبط في ظلام الجهل..
*وتتقبلها عقول الكثيرين منا وكأنها مسلمات... لا تقبل جدالاً..
*وعباس العقاد كان يضع مجسم بومة على مكتبه... ولم يُصبه سوى التهاب القولون..
*ولم تجرب امرأة بشمالنا النوبي أن تغسل يوم الأربعاء..
*ثم تنظر - من باب التجريب - إلى ما يمكن أن يحدث لها... أو لثيابها... أو لعيالها..
*لن يحدث شيء قطعاً... ولكن الخوف يشل إرادة التجريب..
*إنه مثل خوف بعضنا من الظلام؛ رغم جهلهم بما يكمن لهم فيه... تحديداً..
*فتعطيل العقل يسبب فراغاً منطقياً تملأه الخرافة..
*ورويت مرة قصتي مع الرقم المشؤوم - زعماً - خلال زيارتي مدينةً ما..
*فقد قيل لي إن الفندق مزدحم... وما من غرفة خالية سوى واحدة..
*وهذه الواحدة - قالها موظف الاستقبال محدقاً في وجهي - هي ذات الرقم (13)..
*فقلت له (طيب وماله؟!)... أليست غرفة كاملة الدسم الخدمي؟..
*بل وكانت الخدمة فوق المعتاد... وكأنما أُشفق علي مما ينتظرني..
*ولكن لم ينتظرني شيء سوى (سرسرة) ماء من الحمام...عقب إغلاقي له ليلاً..
*فأسرعت إليه متسائلاً (صدقت الحكاية ولاَّ إيه؟!)..
*وطبعاً لم تصدق... وإلا لما كنت أكتب كلمتي هذه مستنكراً (تغييب العقل)..
*والغريبة أن هذا الجهل لا نستثني منه حتى السياسة..
*فنميري قيل إن عصاته الشهيرة فيها (تعويذة) من شيخ كبير تضمن له البقاء..
*يعني مهما يفعل في وطنه - ومواطنيه - فلن يحدث له شيء..
*ولكن ما إن صاح (ما في قوة تقدر تشيلني) حتى (شاله) الشعب عبر ثورة مفاجئة..
*وبدلاً من (الشيء)؛ حدثت له أشياء... وأشياء..
*والآن نسمع نغمة (الإنقاذ كاتبة الناس) كي يرضخوا لها... مهما فعلت فيهم..
*وما فعلته فيهم لم تفعله (مايو)... ولا أي حكومة أخرى..
*ورغم ذلك فإنها تظل تحكم... و(تفعل)... إلى أن قاربت الثلاثين من العمر..
*فهل معنى هذا أن الشعب (مشى فيه العمل... واستكان؟!)..
*قطعاً لا... وإلا لكان الدولار أولى بأن يُعمل فيه مثل هذا (العمل) ليستكين..
*فدعونا لا نستكين لخرافة العقل...عوضاً عن منطقه..
*ولنواجه مصادر خوفنا بالمنطق... فسنكتشف أنها ليست مرعبة في ذاتها..
*بل قد نكتشف فيها جمالاً... كجمال انهيار (رعب) مايو..
*أو جمال بومة عند الدجى !!!.
assayha
|
|