مملكة السودان.. أرى ذلك اليوم قريباً..!! بقلم عبدالباقي الظافر

مملكة السودان.. أرى ذلك اليوم قريباً..!! بقلم عبدالباقي الظافر


03-19-2018, 03:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1521469457&rn=0


Post: #1
Title: مملكة السودان.. أرى ذلك اليوم قريباً..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 03-19-2018, 03:24 PM

03:24 PM March, 19 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


ذات نهار شتوي من العام ٢٠٠٦ كان وفد من أعيان إحدى قرى دارفور يطرق باب المهندس الحاج عطا المنان.. بعد أن ارتشف الجميع أكواب الشاي الأحمر بدأت مقدمات الطلب الذي ظن الضيوف أنه قابل للإجابة.. الوفد الكريم طلب من والي جنوب دارفور الأسبق أن يكون وسيطاً في الالتقاء بسلطان الشايقية.. قبل ان تزول ملامح الدهشة كان كبير القوم يشرح مهمة وفده الذي جاء لطلب العفو عن قتلة الشهيد محمد طه محمد أحمد.. لم يصدق الوفد حينما أخبرهم الرجل أن ليس هنالك سلطان أو حتى ناظر في الولاية الشمالية.. الحقيقة أن نظام الإدارة الأهلية اندثر في تلك المناطق منذ قرارات مايو التي أطاحت بهذا النظام العقيم.

تذكرت تلك الواقعة وأنا أطالع إعلاناً في الصفحة الأولى تفيد فيه إحدى قبائل دارفور تنصيب السيد صديق ودعة سلطاناً على القبيلة.. وحسب منطوق الإعلان أن القرار جاء بإجماع الدستوريين وأساتذة الجامعات والطلاب ..لكن الإعلان يستدرك أن ذلك التنصيب ينبغي ألا يتقاطع مع هياكل الإدارة الأهلية القائمة حالياً.. بمعنى السلطان ودعة يملك ولن يحكم مثل صاحبة الجلالة العظمى في بريطانيا.. وصديق ودعة الذي كرمته الإنقاذ بوسام ابن السودان البار كان بالإمكان مكافأته على جلائل أعماله بشكل قومي أكثر من مجرد لقب سلطان.

اندهشت البارحة حينما قرأت خبراً أن ناظر عموم الجعليين (الأستاذ) بابكر حاج عمر أعلن مبايعة القبيلة للرئيس البشير في انتخابات ٢٠٢٠.. على ذات النحو مضى محمد المنتصر خالد ناظر عموم البطاحين في إقحام القبيلة في ملاعب السياسة.. الأغرب أن المناسبة كانت عبارة عن الاحتفال بعفو إحدى الأسر عن عدد من رجال الشرطة أدينوا في مقتل مواطن.. دون مقدمات تحول الأمر إلى مناسبة بين قبيلة جانية وأخرى مجنى عليها وحكومة تتوسط تحت سيوف القبائل.. ومن ثم يتم إقحام الاستثمار السياسي في حدث يضج بالإنسانية.

الشاهد أن العودة لأسوار القبيلة بات حدثاً لا تخطئه العين.. قبل فترة تم اختيار القيادي السابق في الحركة الشعبية الفريق عرديب ناظراً لقبيلة في منطقة الجزيرة.. كما ناشد الأمير السر الكريل رئيس الجمهورية في شأن عام يخص منطقته، وكان رجل الأعمال المعروف مصراً على استخدام لقب الأمير .. على ذات النسق يستخدم الإعلام لقب السلطان مقروناً باسم الدكتور حسن برقو الذي دخل مؤخراً حلبة الرياضة دون أن يتخلى عن اللقب .. اللواء عبد الرحمن المهدي رغم تمتعه بعدد من الألقاب إلا أن رجالاً حول مساعد الرئيس يصرون على استخدام كلمة الأمير حينما يقدمون الرجل في كثير من المناسبات .

في تقديري تنشيط القبيلة أو استخدامها كرافعة سياسية هو ردة حقيقية.. نظام الإدارة الأهلية والإحساس بالانتماء المقدس للقبيلة هو الذي صنع كثيراً من مآسينا في الحاضر .. في أحيان كثيرة تتجاوز القبيلة دورها الاجتماعي وتتحول إلى حزب سياسي أو حركة مسلحة.. الحق الذي يجعل قبيلة تناصر الرئيس في الانتخابات سيعطي أخرى حق حمل السلاح للتعبير عن وجهة نظر مخالفة .. تتجلى صور الاستغلال البشع حينما يتم تقديم بعض الوجوه في الملعب السياسي بناء علي تمثيلهم القبلي.. الأغرب والأبشع أن تنشيط القبيلة بات سياسة دولة.. قبل أيام كان أحد ولاة دارفور يفصل بجرة قلم ثلاثمائة من قادة الإدارة الأهلية.

بصراحة.. نرتكب جريمة في حق الوطن حينما نقوده عكس عجلة التاريخ.. قريباً ستتحقق نبوءة ذاك الوزير الذي لن أخبركم بقبيلته.. الوزير الذي شغل منصباً حساساً قال أخشى أن يأتي اليوم الذي نضطر لتشكيل الفريق القومي على أساس قبلي.. سيدي الوزير أرى ذاك اليوم قريباً.



assayha