صحيفة الجريدة في السجن واللصوص في القصر! بقلم أحمد الملك

صحيفة الجريدة في السجن واللصوص في القصر! بقلم أحمد الملك


03-17-2018, 03:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1521297407&rn=0


Post: #1
Title: صحيفة الجريدة في السجن واللصوص في القصر! بقلم أحمد الملك
Author: أحمد الملك
Date: 03-17-2018, 03:36 PM

03:36 PM March, 17 2018

سودانيز اون لاين
أحمد الملك-هولندا
مكتبتى
رابط مختصر



في الوقت الذي كان رأس النظام يصدر قرار تعيين أحد ولاته السابقين المتهم
مع موظفيه بتهم فساد تكفي لإسقاط ألف نظام، إن كان هناك قانون أو قضاء
مستقل في بلادنا، أصدرت إحدى محاكم النظام الفاسد حكما بإدانة الاستاذين:
أشرف عبدالعزيز رئيس تحرير صحيفة الجريدة والصحفي حسن وراق، وتم ترحيل
الاستاذين الجليلين الى السجن، بينما أهل النظام مشغولين بإقامة الافراح
الملكية بليالي بذخها الملاح، و شعبنا صاحب الحق والمولد، يتيم في موائد
اللئام، أطفاله يبيتون دون طعام ، ومرضاه دون حبة دواء .
صاحب قلم حر في السجن لأنه اختار أن ينحاز الى الحق، لم يكن صعبا عليه أن
ينحاز الى نظام الباطل ويعيش مرفها في سيل ذهبه وعطاياه وسياراته
الفارهة، لكنه اختار الطريق الصعب، اختار أن ينحاز الى ضميره النقي والى
شعبه المظلوم! صاحب قلم حر في السجن! واللصوص يسرحون ويمرحون، إنها فضيحة
أخرى ضمن سيل من الفضائح التي يغرق فيها الناظم الفاقد لأية قيم أو
أخلاق.
صحيفة الجريدة بقيت ضمن مجموعة قليلة من الصحف التي حافظت على خطها
المناوئ للظلم والفساد والاستبداد، فنالت حظها بالتالي حربا شعواء من
نظام الظلم والفساد، مصادرة ومنعا لكتّابها من الكتابة بأوامر جهاز أمن
النظام وهو تصرف لا نظير له في العالم كله، وحرمانا من الإعلانات ومن
التوزيع في المؤسسات الحكومية، وهي حقوق تمنح بموجب القانون لكنها في ظل
نظام مجرم لا يحكمه قانون، تحولت الى عطايا يمنحها السلطان لأتباعه ولصحف
موتى الضمائر من يطبّلون بحمده ليل ونهار، ولا علاقة لهم بمهنة هي من
اشرف المهن، ولا بقضايا شعبنا الذي يرزح في الفقر والجوع والمرض بسبب
سياسات وفساد نظام لم يوجد له مثيل في التاريخ.
أراضي بلادنا بيعت بدعوى الاستثمار دون رقيب أو حسيب، ومؤسسات القطاع
العام طالها التخريب المتعمد وبيعت لمنسوبي النظام، بل أن البيع امتد
لإحدى مدن السودان، وفي سابقة لم يشهد لها التاريخ مثيلا. وفي غياب
القوانين الرادعة والأجهزة الرقابية، التي حفظت حقوق شعبنا ومؤسساته
العامة طوال سنوات ما قبل وصول عصابة الإنقاذ للحكم، في ظل غياب تلك
الأجهزة الرقابية تصرّف الولاة والمستوزرين في أرض بلادنا وكأنهم ورثوها
من آبائهم. وحين تتصدى صحيفة يقودها شرفاء لا هم لهم سوى الانحياز لمصلحة
وحقوق وشعبنا، لكشف إحدى قضايا الفساد. يحكم عليهم بالسجن بينما يكرّم
المفسدون الحقيقيون وينالون المناصب والترقيات على حساب مواطن مقهور
سلبته العصابة كل حقوقه.
الذين وقفوا مع شعبنا في محنته سيظلون في ذاكرته الى الابد، تضحيات أسرة
صحيفة الجريدة ستدخل تاريخ بلادنا بأحرف من نور وسيكنس التاريخ الطغاة
وأفعالهم المشينة الى مزابله.
https://www.facebook.com/ortoot؟ref=aymt_homepage_panel