لن نُصدّق الحكومة مُجدداً..!! بقلم عبدالباقي الظافر

لن نُصدّق الحكومة مُجدداً..!! بقلم عبدالباقي الظافر


03-16-2018, 05:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1521218063&rn=0


Post: #1
Title: لن نُصدّق الحكومة مُجدداً..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 03-16-2018, 05:34 PM

05:34 PM March, 16 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


يوم الثلاثاء الماضي، كان هنالك عدد من الصحفيين ينتشرون في باحة القصر الجمهوري.. نادى فيهم مُنادٍ أن اجتمعوا، هنالك خبر مهم للغاية.. تفاصيل الخبر حملته وكالة الأنباء الرسمية يفيد بأن وديعة إماراتية في طريقها لخزائن بنك السودان تفوق قيمتها المليار دولار.. الدكتور بابكر محمد توم البرلماني والخبير الاقتصادي ابتلع الطعم وأكد للصحفيين عن انخفاض وشيك في قيمة الدولار بفضل مساعدة الأشقاء.. لكن بعد ساعات تبين أن الإمارات كانت تمارس جرداً لأياديها البيضاء على السودان خلال السنوات الماضية.. بالتالي ليست هنالك وديعة ولا يحزنون.

من ذات القصر الرئاسي خرج وزير المعادن بُعيد انفضاض اجتماع له بالسيد الرئيس.. البروفسور هاشم سالم نقل للحشد الصحفي أن فخامة الرئيس وافق على عرض استرالي تبلغ قيمته أحد عشر مليار دولار بينها سبعة مليارات ستذهب كوديعة لخزينة البنك المركزي فيما المتبقي سيدخل سوق التعدين عن الذهب.. لو لم يكن البروفسور مديرًا سابقاً لجامعة عريقة لتشككت في مقدراته الحسابية.. ولو لا أن الخبر نشر في الوكالة الرسمية لطلبت من الزملاء الذين نقلوا الخبر كفاحاً أن يراجعوا أقرب طبيب متخصص في الأذن والأنف والحنجرة.

قبل ذلك، لابد من الإشارة إلى أن وزير المعادن السابق الدكتور أحمد الكاروري كان صاحب أداء مشهود، لو لا غلطة الشاطر.. الكاروري صدق أضغاث أحلام الشركة الروسية ووعدنا بجنة من الذهب عرضها بعض من ولايات السودان.. من عجائب القدر أن سالم هو من قام بإشهار البطاقة الحمراء في وجه شركة سبرين الروسية والتي بعد عامين من العمل لم تستخرج كيلو واحد من الذهب .

أمس نشرت الزميلة "السوداني" خبراً عن القبض على غسّال سوداني.. الرجل المقبوض عليه احترف تبييض الأموال القذرة.. وحسب السوداني وجدت الشرطة عند المتهم أموالاً سائلة وأصولاً ثابتة وأخرى متحركة.. أخشى أن تستغل شركات المافيا وغسيل الأموال حالة اللهفة الرسمية على العملات الأجنبية فتدخل ببلادنا قائمة جديدة من القوائم المسيئة للسمعة.. لا يمكن لدولة مثل استراليا فتحنا للتو سفارة في أراضيها أن تجازف وتضع وديعة أكبر من ميزانية السودان في عام.. حتى مليارات المستثمرين المتوقع وصولها حسب الوزير تبدو مبالغاً فيها.

في تقديري ترتكب الحكومة خطأ كبيرًا أن ظنت أن نشر أخبار إيجابية سيجعلها تكسب معركة الدولار.. بل في الحقيقة ستفقد المصداقية، وبالتالي تفقد إحدى الآليات المهمة في إقناع الجمهور.. حتى في حال وصول أموال أو استثمارات أجنبية من المهم توخي الحذر.. رجال الأعمال يملكون أصدق مقياس لقياس فرص الاستثمار المبنية على عامل الاستقرار السياسي.. حتى حينما يعدون بالدخول في عمليات استثمار ضخمة لن يتحول ذلك إلى واقع بالسرعة التي جعلت وزير المعادن يتخفّف في بث المعلومة غير المؤكدة.

بصراحة.. سيجد وزير المعادن أنه قد أحرج الرئيس حينما أعلن للكافة بموافقة الرئيس على العرض الأسترالي الغائب.. ذات الحرج ربما يصل دولة الإمارات التي أدركت أننا أمة لا تستطيع حتى حساب ديونها.

assayha