السمحه مشكوره .. !! - بقلم هيثم الفضل

السمحه مشكوره .. !! - بقلم هيثم الفضل


03-15-2018, 06:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1521090097&rn=0


Post: #1
Title: السمحه مشكوره .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 03-15-2018, 06:01 AM

06:01 AM March, 15 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

بعض المهمومين والمغبونين من قرائنا الشرفاء ، يريدون منا على الدوام أن نكون في حالة الضرب بيدٍ من حديد على ما أصاب ويصيب بلادنا وشعبنا من بلاء ، تجسَّدت آلته في آفة الفساد المُستشري في كل مكان مُضافاً إليه آلة الصلف والتكبر التي تنتج يومياً مزيداً من الضغوطات على عامة الناس ثم الخاصة من المعارضين السياسيين سواء أن كان ذلك بإنتهاج حكومة المؤتمر الوطني لكافة الإتجاهات التي تسير في تضاد مع مصالح الناس الحتمية ، مثل الحصول على الضروريات كالخبز وغيره أو الإستشفاء والتداوي وكذلك التعليم والحق في الحصول على عمل ، فضلاً عن القهر المعنوي المُتعلِّق بإعتقال الخصوم السياسيين وإرهابهم وحرمانهم وأسرهم من ممارسة حياتهم العادية مثل سائر البشر ، كما نضيف إلى ذلك عدم إعترافهم بالآخر أياً كانت إتجاهات إختلافه مع نظامهم السياسي والفكري بالقدر الذي جعله سبباً رئيسياً في الحروب الداخلية القائمة ، والتدهور الإقتصادي من منظور الصرف اللا محدود على المنظومة العسكرية والأمنية في إتجاهات لا تدعم سوى تأمين النظام السياسي ولا علاقة لها البتة بالأمن القومي للبلاد الذي يرتبط إرسائه إرتباطاً رئيسياً بفكرة الإعتراف بالآخر ونبذ الإتجاهات الشمولية في الحكم والتوافق على نظام ديموقراطي يحكمهُ دستور يتوافق حوله الفرقاء ، غير أننا وبما أن الحياة على عمومها عريضة الإشارات لا يمكن أن نقوم بحصر وجهة نظرنا السياسية والفكرية المناوئة للواقع الحالي على الدوام في إطار (التعميم) ، فالواجب الإعلامي يفرض علينا الإعتراف والإفصاح من حينٍ لآخر عن بعض الإشراقات التي نعترف بأنها حالات شاذة وفردية لأشخاص ومؤسسات موجودة في عمق الهيكل السياسي والإداري لنظام حكومة المؤتمر الوطني لكنهم يجتهدون ويحاولون على الأقل التعبير بنزاهة وصدق وأمانة عن إيمانهم وإنفعالهم الإيجابي مع متطلبات مسئولياتهم المنوطة بهم أمام الشعب قبل القيادة ، أمثال هؤلاء لا يمكن التغاضي عن الإشارة إلى إنجازاتهم في خضم هذا الواقع المرير ، ففي قمة المأساة السائدة حولنا لا يمكن أن ننكر ما تلعبه إيماءات الأمل الواردة ولو كانت متقطِّعة الوميض ، لا يمكن أن نرى الخير والإتجاهات الإيجابية بيِّنه وماثلة في بعض المؤسسات والأشخاص بالقدر الذي يستحق الإلتفات والإشادة فنتجاهل وندعي عدم الإنتباه لمجرد السعي المُستميت في مسارات تعرية ونبذ ومعارضة النظام السياسي القائم ، نحن في نهاية الأمر بشر ولا نستطيع أن نُعمل مبدءاً مُطلقاً في التعامل مع كافة مواضيع الحياة المختلفة والمُتغيَّرة بمنظور ثابت وآحادي قوامه أن كل ما ينتمي إلى دولة الإنقاذ ولو كان إيجابياً وبناءاً وصادقاً يجب أن يُواجه بالرفض والمعارضة والمقاومة ، وذلك رغم إيماننا بندرة هذه الإشارات وضعف إمكانية إستمرارها وتأثيرها ومقاومتها للمد الهدَّام الذي لحق بالخدمة المدنية والمؤسسات الخدمية ذات الصفة الحكومية وبعض قطاعات العمل الخاص إنطلاقاً من تمدُّد وإستحواذ شبكة الفساد العام على مفاصل فعالية الأداء الإيجابي للدوله بما يُشير دائماً إلى تحويلهُ من مسارات المنفعة الجماعية أو القومية إلى مسارات المنفعة الحزبية للنظام الحاكم وأحياناً المنفعة الشخصية للذين يمارسون العمل السياسي من منظور التكسُب والرغبة في الثراء السريع ، أقول للمغبونين والمظلومين من عامة شرفاء هذا الوطن الذي لا محالة ناهِضٌ من كبوتهِ ، لا تنزعجوا من إشاراتنا المُتقطِّعة لإيجابيات تحدث في بلادنا المكلومة ، لا يصحُ لنا بإسم الأمانة والحِياد تجاهلها والتغاضي عنها إن أسفرت وتبلوَّرت ، ونطمئنكم بأن قلمنا لن يصدح إلا بإسم الحق ما دامت في العمر البقية.