ما أكثر الأفواه الممتلئة ماءاً . . ! بقلم الطيب الزين

ما أكثر الأفواه الممتلئة ماءاً . . ! بقلم الطيب الزين


03-15-2018, 01:57 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1521075427&rn=0


Post: #1
Title: ما أكثر الأفواه الممتلئة ماءاً . . ! بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 03-15-2018, 01:57 AM

01:57 AM March, 14 2018

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر


ما حدث مؤخراً في قرية أرتالا، وقد وثقه مقطع الفيديو الذي نشرته صحيفة الراكوبة، يظهر مجموعة من رجال الشرطة وقوات الدعم السريع، وهي تحاصر مجموعة كبيرة من المدنيين العزل في الصحراء، وتنهال عليهم بسياط التعذيب والإذلال، والقهر والاهانة والسحق لكرامة الإنسان، هي واحدة من أبشع تجليات التراجيديا التي عاشها الشعب في هذا العهد، لاسيما أهلنا في دارفور الجريحة التي تحملت فوق طاقتها، منذ أن رفعت راية ثورتها في وجه سياسة القهر والتهميش. . !
أجل ما أكثر الأفواه الممتلئة ماءاً في ربوع بلادي المغلوبة على أمرها. . !
كل من شاهد مقطع الفيديو المسرب، قد رأى كيف يتلذذ رجال الشرطة والدعم السريع بتعذيب الأبرياء، في وضح النهار، وأمام الحاضرين. . ! وتماثيل الشمع في الخرطوم صامتة . . ! لذلك ليس غريباً يا وطني ان تسقط في عينيك يا كل الاكاذيب والغباوات والتشوهات، لان ما شهدته قرية ارتالا، يقول: كم هو مؤلم أن تكون مبصراً وقارئاً، وكاتباً، ثم لا تكون حزيناً ولا ناقداً. . ؟ !!
ما أفظع ان تكون إنساناً لا يرى، ولا يحزن، ولا يغضب، ولا يحتج . . ؟ !!
لأن ما حدث في ارتالا، هو جُرم ، وعار يعري ويفضح كل المنافقين والكذابين والمتملقين والمهرجين باسم الدين والوطن ..!
ويجعل كل البائعين لشرفهم، وكرامتهم، وحريتهم يسقطون في عينيك يا وطن، لانهم خلقوا بلا شرف، بلا كرامة، بلا حريّة، كل من يعيشون حياتهم بلا غضب لقهر البسطاء . . !
يسقطون في عينيك، كما سقَطْت الصحافة الخرساء، وكل الاقلام المأجورة، والأصوات المبحوحة، والنفوس المأزومة، تسقط في عينيك يا وطن. . !
وتسقط في عينيك كل الرموز الزائفة المهزومة ، لأن ما حدث للمقهورين هناك. . !
يقول: كم هو الجرح غائراً والظلمة حالكة، والأفق مغلق، والقلب ميت كالرماد. . !
وكم هي المسافة بعيدة بين الحاضر المثقل بالآلام والجراح والمستقبل الذي يسع الأحلام والأفراح. . ؟ !! المستقبل الذي يتجاوز الوطن فيه منطق الطغيان، لانه غباء . . !
ويتشبث بالحرية لانها ثراء، لأنها عطاء، لانها بناء. بناء للإنسان، وبناء للوطن والقيم والأفكار والرؤى والتصورات.
لان وطنا لا حرية فيه، لا مكان فيه للقانون وحقوق الإنسان، والقانون منذ ثلاثة عقود صار قميصاً يفصله الطاغية على حسب مزاجه ومقاسه. . !
يا وطني، وَيَا شعبي، ما أشد برائتنا حينما ظننا ان القانون وعاءاً يحفظ كرامتنا، لكن الأيام اثبتت لنا، ان الطاغية بلا ذاكرة وبلا عقل وبلا قلب، وإن كان له قلب، فهو من حجر.
فهو مثل الذئب، يلاحق فريسته حتى، في جوف الغابة والصحراء. . !
الطيب الزين