صفاقة من خلف الكيبورد.. وشجاعة من خلف السلطة بقلم د.أمل الكردفاني

صفاقة من خلف الكيبورد.. وشجاعة من خلف السلطة بقلم د.أمل الكردفاني


03-11-2018, 06:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1520789867&rn=0


Post: #1
Title: صفاقة من خلف الكيبورد.. وشجاعة من خلف السلطة بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 03-11-2018, 06:37 PM

06:37 PM March, 11 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





ربما ما حدث في ارتالا هو فهم عميق جدا من النظام لشخصية الانسان السوداني ، وربما استطاع النظام ترويض الشعب السوداني حتى فقد الرجال رجولتهم وهم يخضعون جماعات وزفرانا وتحت سمع وبصر نسائهم واطفالهم للضرب المبرح من قبل الشرطة والدعم السريع ، دون ان يحركوا ساكنا ، لقد تم ترويض الرجل السوداني فاتسم بخاصيتين سلبيتين جدا: القابلية لأن يسرق ... والخوف من المواجهة. لم تعد تأمن اي رجل مسؤولا ام غير مسؤول عن بضعة جنيهات او حتى على عرضك ، فالسرقات والفساد والمحسوبية وهتك الاعراض والتحرش صار ظاهرة يجب الوقوف عندها ، وبالاضافة الى ذلك فالجبن الذي لا يليق بأي رجل ، هذا الجبن الذي يجعل اي رجل سلطة يستطيع وامام مجموعة من الرجال التحرش بفتاة واقتيادها الى قسم الشرطة دون ان يفتح احد الرجال فمه بكلمة خوفا من ان يتعرض لضياع زمنه ووقته في الدفاع عن امرأة يتم استغلالها عيانا بيانا . ونتج عن خاصية الجبن هذه كثرة التملق وتكسير التلج التي طالت الصغير والكبير .. الوزير والغفير ، فامتلأت الصحف بصحفيين متملقين يبيعون اقلامهم خوفا وطمعا . لكن الخاصية الاخرى التي تكشف عن جبن الرجل السوداني هو ظاهرة الصفاقة من خلف الكيبورد ، فلنلاحظ للصحف الالكترونية السودانية التي تفتح باب التعليقات باسماء مستعارة ، ولنقرأ هذه التعليقات ، لن نحتاج للتأمل طويلا قبل ان نجد كمية هائلة من التعليقات الصفيقة جدا ، والتي انا متأكد تماما من ان لا أحد من هؤلاء يمتلك الرجولة والشجاعة الكافية ليقولها علنا لولا انه يتخفى وراء الكيبورد ، فعالم التكنولوجيا اليوم اظهر لنا معادن الرجال ، وكشف لنا عن مسارات الشعوب الثقافية وسقف الوعي لديها وعمقها الأخلاقي ، لقد اظهر الانترنت ما كان خافيا وهو شعور بالخوف كامن داخل الرجل السوداني ، شعور يفقده حين يكون كائنا خفيا ، وانه لو قدر للانسان السوداني ان يفلت من العقاب لاقترف اشنع الجرائم ، لكن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن .
هذا الجبن نراه واضحا في المناضلين الفيسبوكيين والاسفريين ، الذين يرفعون عقيرتهم بالصياح ضد النظام دون ان نرى لجعجعتهم طحين ، حتى ادمنوا خوض معارك وهمية على الانترنت وهم اجبن من ان يخرجوا اصابعهم من تحت الغطاء الذي يتدثرون به ليلا خوفا من الاشباح. اين هذه البطولات على ارض الواقع؟؟؟ لا شيء حقيقة... انهم يخضعون للضرب والاهانة امام نسائهم كما حدث في ارتالا دون ان نسمعهم ينشدون قصائد الفروسية التي سئمنا منها : نحن ونحن ونحن ... وهم في الواقع لا شيء ... وهذا لا يعني ان رموز النظام بعيدون عن هذه الصفاقة التي تخفي جبنا تحميه السلطة ، فالكيزان او الاسلامويين هم جزء من هذا الشعب ، وهم منه ينسلون ، ولولا السلاح الذي يحميهم لماتوا فرقا ورعبا . فلننظر الى اكابرهم كيف انقلبوا على بعضهم بفجور في الخصومة ...فاودعوا بعضهم البعض السجون والمعتقلات ، وهم اخبث واشر واجبن من في الارض. لقد قال العميد حسن بيومي في لقائه مع الطاهر التوم : كان الاخواني اذا اتينا به يقر على كافة زملائه حتى قبل ان نسأله من شدة الرعب . فلما وصلوا الى السلطة ظهرت صفاقة السنتهم فباتوا يشنفون آذاننا بشعارات القوة والعنف والصلف ليخفوا رعبهم مما ينتظهرهم.
لم يعد في السودان من رجال الا قلة قليلة تقول ما تفعل وتفعل ما تقول ؛ فإما صفيقين من خلف الكيبوردات او قوادين تحت حماية السلطة ... وما بدلوا تبديلا ...