الخزي و العار لقيادات سياسية فاقدة الآهلية بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن

الخزي و العار لقيادات سياسية فاقدة الآهلية بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن


03-10-2018, 00:18 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1520637507&rn=0


Post: #1
Title: الخزي و العار لقيادات سياسية فاقدة الآهلية بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
Author: زين العابدين صالح عبد الرحمن
Date: 03-10-2018, 00:18 AM

11:18 PM March, 09 2018

سودانيز اون لاين
زين العابدين صالح عبد الرحمن-سيدنى - استراليا
مكتبتى
رابط مختصر



إذا أردت أن تعرف مستقبل شعب و بلد عليك أن تتعرف علي القيادات السياسية التي تسيطر علي المشهد السياسي فيها، و القيادات السياسية الفاقدة الطموح و القدرة علي الصدع بالحقائق هي قيادات لا تصنع إلا الفشل، و المشهد السياسي في السودان يبين إن القيادات السياسية التي تدير الحزب الحاكم فاقدة الطموح، و تؤكد بخطابها السياسي إنها قيادات غير مؤهلة لكي تحكم بلدا، هذا ليس إتهام نسوقه جزافا، إنما هو أعتراف من هذه القيادات بضعف قدراتها، و إنها تضع نفسها موضع الخزي و العار، عندما تفعل شيئا و هي تعلم إنه يمثل كارثة لشعبها، و استمرار لبرنامج الفشل الذي استمرة قرابة الثلاث عقود.
في خبر نشرته جريدة الجريدة يوم 6|3| 2018م يقر فيه رئيس القطاع التنظيمي في الحزب الحاكم أزهري التجاني يقول فيه " عدم وجود خلافات داخل الحزب حول إعادة ترشيح رئيس الجمهورية عمر البشير للرئاسة في الانتخابات القادمة، و لفت إلي اتفاق كافة عضوية الحزب علي ترشيح البشير" أولا، واحدة من خصائص الرؤساء الذين يهدفون إلي بناء أوطانهم، و وضع شروط الاستقرار السياسي فيها، و خلق البيئة الصحية التي تساعد علي الوفاق الوطني، و أن يحترم العهود و عدم النكوص بها، وأهم هذه العهود أن يحترم الدستور و القانون و اللوائح التي صنعها بنفسه، و عدم اللجوء إلي تعديلها لأسباب شخصية. و الغريب في الأمر هذا الاتفاق الذي يتحدث عنه مسؤول التنظيم داخل الحزب الحاكم، يدفع الرئيس و غيره بعدم أحترام هذه العهود و المواثيق التي صنعتها تلك القيادات بنفسها.لآن أنتخاب الرئيس يحتاج لتعديل اللائحة و الدستور لكي يتسنى لها إعادة إنتخابه. ثانيا، تؤكد قيادات الحزب الحاكم ليس بينها ما هو مؤهل لكي يخلف الرئيس، و مادامت غير مؤهلة للقيادة علي أن تغادرها و تفسح المجال لقيادات من الأجيال الجديدة، رغم إن التجربة بينت حتى الأجيال الجديدة في الحزب الحاكم تربت علي الدجل و الهتاف، و الجري وراء المصالح الذاتية، و الميزانيات التي توفر من الدولة لنشاطات تنظيماتهم.
يقول مسؤول التنظيم في ذات الخبر الصحفي " إن أكبر مشكلة يواجهها الحزب، هي أن الصف القيادي يتكون من قيادات تتمتع بمقدرات عالية، و إن حلها يتمثل في استفادة الحزب من موارده البشرية في توجيه مقدراتهم في مجالاتهم المختلفة" هذا تناقض في الخطاب كيف أن يكون لحزب هذه المقدرات العالية، و في ذات الوقت تكون أتفقت جميعها أن تعدل اللائحة و الدستور، لكي يسنى لهم انتخاب رئيس فشل بالنهوض بالبلاد، بل في عهده، و الذي مازال قائما قرابة الثلاث عقود، شهد فصل جزءا عزيزا من البلاد، انتشرت الحروب في أغلبية أقاليم البلاد، و الآن البلاد تشهد أكبر أزمة اقتصادية تمر عليها في تاريخها، و يعاني الشعب من شظف و ضنك العيش، و تدهورت الخدمات في البلاد، و فقدت الاستقرار السياسي و الاجتماعي. أليس بين هؤلاء رجل رشيد.
إن القيادات ذات المؤهلات العالية التي يتحدث عنها مسؤول التنظيم في الحزب الحاكم و قدر عددها ما بين 7 – 8 ألاف مؤهل، هؤلاء قيادات ليس لها علاقة بقضية البناء و صناعة مجد لمجتمع، و قد أثبتت التجربة إنها قيادات تبحث عن مصالحها الشخصية، لذلك انتشر الفساد بصورة لم يشهدها السودان من قبل، و نتائج مجهودات هذه القيادات يعيشها الشعب الآن بمعاناة في المعيشة و سوء في الخدمات، و أموال طائلة تخرج لكي توضع في بنوك خارجية. فليس مستغربا أن تنادي هذه القياداة بإعادة رئيس استطاع أن يصم آذنيه و يعصب عينيه عن أفعال هذه القيادات و عن الفساد، و لتشابك شبكة الفساد في البلاد و انتشارها بين القيادات، لا يستطيع النظام أن يقدم أي فاسد للمحاكمة لأنها سوف تجر.
الغريب في الأمر إن المسؤول التنظيمي و القيادات التي يتحدث عنها لم يقرأوا تاريخ القيادات التي صنعت النهضة لشعوبها و غادرت مواقعها احترام للوائح و القوانيين التي صنعوها. عندما أرسى الزعيم المليزي مهاتير محمد قواعد الدولة الحديثة، و نهض بالبلاد من بلد متخلف يعاني من الفقر و سوء الخدمات إلي مصاف البلاد المتقدمة اقتصاديا، و غادر الحكم لكي يفسح المجال إلي الأجيال الجديدة لكي تواصل مسيرة النهضة، و لم نسمع رغم نجاح الرجل الكبير إن هناك من نادى بتعديل الدستور و القانون لكي يستمر مهاتير في الحكم، لآن الرجل خلق جيلا قادرا علي حمل أعباء المسؤولية و تطوير ما بدأه الزعيم، و في نفس الوقت احتراما للقوانين التي ساهم في صناعتها. و في البرازيل إن الرئيس لويس أيناسيو لولا داسيلفا. و الذي جاء من قاع المجتمع، و استطاع أن تكون له شعبية كبيرة، شعبية ليست مشتراة بأموال الدولة كما هو حاصل في السودان، استطاع أن ينهض بالبرازيل في فترة وجيزة و جعلها تدفع ديونها في ثلاثة سنوات، و يصبح اقتصاد البرازيل الاقتصاد السادس في العالم، و نهض بالطبقة الوسطي، و أيضا بالطبقة الدنيا أن يوفر لها حياة كريمة، عندما انتهت فترته لم ينادي حزبه أن يستمر في السلطة، و لم يطلب هو أن يستمر رغم إنه رجل جاء من القاع و كان ماسحا للأحذية يوما ما و يفتخر بذلك، و عندما ذهب كان مقتنعا إنه خلق جيلا قادرا علي تحمل المسؤولية، و ذهابه يعني احتراما للقوانين و القواعد التي ساهم في صناعتها، هكذا يصنع القادة الذين يريدون بناء أوطانهم. و هناك الأمثلة كثيرة عن هؤلاء في العالم.
و معروف تاريخيا إن الفساد هو الذي يضرب حضارة الدول و يسقطها، و لم يتسرب الفساد إلي دولة إلا نخر عظمها، و هدم القواعد التي تقوم عليها، و يقول التاريخ إن المسلمين فقدوا الاندلس بسبب الفساد الذي انتشر في نظام الحكم في ولاياتها، و الأمثلة كثيرة. فمثلا في دولة نيجيريا إن ريع الطاقة الحفورية يفوق إنتاج السعودية و الأمارات مجتمعتا، و لكنه لا ينعكس علي مستوي المعيشة في البلاد، و لا يساعد علي النهضة بسبب إنتشار الفساد وسط النخبة الحاكمة. و محاربة الفساد هو أهم شرط للنهضة و التقدم. الصين عندما أرادت النهضة و تجذب الاستثمارات من دول العالم، قررت القيادة فيها إبعاد المشتبه فيهم، لذلك أبعدت من الحكم ما يسمى بقيادة الأربعة بزعامة زوجة الزعيم الصيني ماو سيتونج، الذين كانوا يمارسون الفساد و يحمون المفسدين. و بعدها فتحت الصين الطريق نحو النهضة الاقتصادية. و في السودان تريد القيادات التي يسميها مسؤول تنظيم الحزب الحاكم قيادات مؤهلة أن تحمى قواعد الفساد.
في السودان تجد في الحزب الحاكم تجد هناك مئات الذين يحملون شهادات ( PHD Order) و لا يثقون في قدراتهم الذاتية، و لا يملكون رؤية واضحة غير إنهم يشتغلون هتيفة لرئيس أثبت فشله في فترة حكم ثلاث عقود عجاف، و ليس بينهم رجا رشيد أن يصدع بالحق، و يقول مسؤول التنظيم يمكن توظيف القيادات المؤهلة في مجال تخصصاتهم، أي تخصصات يتحدث عنها، و هؤلاء حكموا البلاد أطول فترة حكم في البلاد بعد الاستعمار و لم يخلفوا وراءهم غير الفشل، و دون خجل و لا احترام للنفس ينادون بإنتخاب رئيس فقد فرصته دستوريا. و أصعب مواقف القهر النفسي و عدم أحترام الذات عندما يشعر الشخص إنه يزل نفسه بنفسه، هذا هو موقف القيادات التي يتحدث عنها مسؤول التنظيم في الحزب الحاكم. نسأل الله حسن البصيرة.