يوم المرأة العالمي..اتعس يوم بالأرض بقلم د.أمل الكردفاني

يوم المرأة العالمي..اتعس يوم بالأرض بقلم د.أمل الكردفاني


03-08-2018, 02:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1520517261&rn=0


Post: #1
Title: يوم المرأة العالمي..اتعس يوم بالأرض بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 03-08-2018, 02:54 PM

01:54 PM March, 08 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

يوم المرأة العالمي..اتعس يوم بالأرض

يأتينا هذا اليوم ونحن غير قادرين على الاحتفاء بالمرأة كما يجب ؛ ليس فقط للنماذج السيئة التي يعرضها علينا الاعلام الوطني عن العنف الواقع ضد المرأة كل يوم ، ولا عن انتهاكات الشرطة والنيابة والقضاء لحرية وحقوق المرأة ، وخضوعها لتعسف واساءة استخدام السلطة من اصحاب السلطة والملاحقة التي تتعرض لها اذا حاولت ان تتجرأة وتتحدث عن المسكوت عنه ، ليس لذلك كله فقط ، وانما لأن وضع المرأة الثقافي والفكري سيء جدا في دولة كالسودان ، وربما نحن افضل من الكثير من الدول العربية ، لكن انهيار سقف الوعي المعرفي لدى المرأة امتد ايضا الى الرجل ، نحن في الواقع نرزح في حضيض الجهالة ، لولا نماذج قليلة لنساء نفذن من هذا الدرع المظلم وتجاوزن اللعنة الجماعية. ان الاسباب الرئيسية لهذا الانهيار واضحة كالشمس بعضها من المتاح لنا ان نتحدث عنه كالدكتاتورية والتسلط ، وكالثقافة العامة وبعضها ما لا نستطيع ان نثيره الا من وراء مجاز ، كالتراث الديني وما حمله معه من ثقافة بدوية قديمة وعقيمة ونشرها في مجتمعاتنا حتى صارت جزءا من التكوين الابستمولوجي لدى الانسان .. ولم يعد بامكانه الفكاك منها ، وتأتي القوانين لتعمق هذا الانحطاط على مستوى وعي المرأة وتسلبها اهم خصيصة لها كبشر وهي المساواة مع كائن بشري آخر هو الرجل ، وذلك بدون اي سند منطقي او علمي ، سوى ما رسخه التراث المختلط بالدين . لو القينا نظرة صغيرة على قانون الاحوال الشخصية سنجد هذا الكم الهائل من جعل المرأة في مرتبة ادنى من الرجل دائما ، تحت مسميات كثيرة كالقوامة وغيرها ، ومهما جادلنا فإن النساء انفسهن قد تعرضن لغسيل دماغ بحيث بتن يرفضن اي نقاش حول حقوقهن ، بل ويعملن على تكريس الجهالة لدى ابنائهن. لا زالت المرأة خاضعة لولاية الرجل منذ ميلادها وزواجها وطلاقها وميراثها وموتها ، هذا بحكم القانون وليس بحكم الوضع الثقافي السائد فقط.. ، كما ان المجتمع نفسه يحشر المرأة في زاوية ضيقة هي زاوية الانوثة ، التي لا فكاك لها منها ، وان حاولت التمرد عليها اتهمت في شرفها واخلاقها وقيمها ، وصارت منبوذة مجتمعيا بدون اي مبرر منطقي او علمي كما قلت ، الفتاة اليوم محصورة قبل الزواج في الحب وبعد الزواج في الاطفال ، وعقلها لا يتحمل اكثر من ذلك . ثم ان الوضع الاقتصادي السيئ جدا للدولة قد نقل كل العبء الاقتصادي عليها ، مع هروب الرجل من مسؤولياته ، فصارت المرأة هي التي تعول اسرة بكاملها دون اي حماية او دعم من الدولة بل على العكس تعاني المرأة عندنا من ملاحقات السلطات بشكل مستمر وغير انساني بالمرة. وفي ظل الكبت القانوني والاجتماعي وعزوف الرجال عن الزواج تعاني المرأة من ابسط احلامها في الزواج وتكوين اسرة ومن المعلوم أن للمرأة سن محدد وليس الامر مفتوحا بالنسبة لها كالرجل ، كل هذا رفع من ازدياد معدلات العنوسة ، بشكل يكاد يتحول الى ظاهرة سلبية جدا لم تتمكن الدولة من ايجاد حل لها.
ان وضع المرأة اليوم ليس كما نريده ولا كما هو مأمول بل ولا حتى يبدو مقبولا لنحتفل بالمرأة .. ان الاحتفال بالمرأة يجب ان يتم من خلال تصحيح القوانين والرواسب التراثية والثقافة المجتمعية ، وتحول الدولة الى تمييز ايجابي للمرأة من ناحية قانونية واقتصادية ... بعدها نستطيع ان نحتفل..